لا تجعلي طفلك فضولياً
من أقبح الصفات التي يتصف بها الناس ، حب الاستطلاع الزائد ، أو ما يسمى بالفضول والتدخل في شؤون الآخرين
ولا شك أننا جميعاً نتفق على قبح هذه الصفه والتأذي من أهلها .
وقد لا تعجب حينما تعلم أن بعض الآباء والأمهات قد يربون أبناءهم على هذه الخصلة القبيحة ، ويدفعونهم إليها دفعاً ،
وذلك قصداً أو دون قصد .
ولكِ أن تسألي : كيف يكون ذلك ؟
إن بعض الأمور التي لا نلقي لها بالاً تساهم في بناء هذه الصفة السيئة في نفس الطفل دون أن نشعر ، ومن ذلك مثلاً :
– قد ترسل الأم طفلتها أو طفلها إلى الجيران لحاجة ثم إذا أعاد إليها بادرته بالسؤال :
ماذا وجدتهم يفعلون ؟ وبدأت تسأل عن أمور لا علاقة لها بحاجتها ، فيجد الطفل نفسه محاصراً بمجموعة من الأسئلة
عن أمور ربما لم ينتبه لها ولم تخطر له على بال ، وإن لم يستطع الإجابه هذه المرة ،
فسيحاول مرة أخرى أن ينتبه لما سئل عنه مما ينمي هذه الخصله السيئة في نفسه .
والأم العاقله لا تدع لطفلها مجالاً للفضول حتى ولو بادر به من غير سؤال ، ولو نقل إليها أمراً بادرته بنهيه بأسلوب
تربوي فتقول مثلاً : لم أسألك عن هذا الأمر ، أو تقول : لم أطلب منك أن تتجسس على الناس ، ونحو ذلك مما تراه
مناسباً لإقناعه بترك هذه العادة السيئة .
– ومن ذلك أيضاً ترك الطفل ليرهف سمعه ويصغي إلى حديث الآخرين الذين لا يودون مشاركته في الحديث ، وهذا
التنصت يحصل من بعض الأطفال فينقلون ما سمعوه إلى أهلهم ، وربما تعجب الأبوان من ذلك ، أو تفاعلوا مع ما يذكر
دون أن يعيروا أي اهتمام للذنب العظيم الذي وقع فيه الصغير . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من تسمع حديث قوم
وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك ( الرصاص ) المذاب يوم القيامة "
إن التساهل في هذه الأمور قد يؤدي إلى مفاسد عظيمة ، وأخلاق سيئة ، وطباع كريهة تنمو مع الطفل ، ويصعب
عليه الخلاص منها فيما بعد .
فهل يدرك ذلك المربون ؟
نورتوني