ضرورة التوازن فى تربية الأبناء
يعتبر التمييز بين الابناء ذكوراً او اناثاً او بين الاخوة عموماً مثل نار مختبئة تحت الرماد فهي احد الأخطار المحدقة في المجتمع والتي يمكن ان تعود به الى عصر الجاهلية الاولى.
لذا تعد التربية هي المسئول الاول عن سلوك الابناء في كل مراحل حياتهم وهناك اخطاء في التربية قد ينتج عنها فراق بين الابناء وفي العادة يكون هذا الفراق والشقاق ناتجاً عن الفجوة المستمرة بين الآباء والامهات ما يجعل الابناء في حيرة من امرهم ولذلك يسعى كل من الآباء والامهات الى احتضان الطفل الذي يميلون اليه ويفضلونه عن بقية الابناء هذا من جانب .
اما الجانب الآخر المهم وقد يكون الوالدان منفصلين فتزداد بذلك معاناة الابناء في التمزق النفسي وبعد ذلك يتحول صراع الآباء الى تمييز بين الابناء وهذا يؤدي بالنتيجة الى غياب القدوة وانحسار سلطة الوالدين لمواجهة السلوكيات لبعض الابناء ما يجعل الابناء ينقسمون ضد بعضهم البعض ويولد عندهم روح التذمر والتمرد والحقد على الآخر فيسعون بالنتيجة الى الانتقام بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم
فروق
قطيعة بين الأخوة
رحمة
ويدعو أبومنصور لوالده بالرحمة فقد انجب في البداية ثلاث بنات ثم اتبعهن بثلاثة اولاد لكن الولد الاول فينا ظل له مكانة خاصة ومميزة ويحظى بحب ابي وتفضيله علينا وقد انعكس ذلك على امي التي اصبحت تفضل اخي الكبير وكانا يحاولان اخفاء هذا التفضيل اما بالنسبة لنا فقد كان واضحاً الفرق في المعاملة بيننا والغريب في ذلك ان اخي الكبير اصيب بمرض فزاد حبهم له وقد انفق ابي الكثير على زواجه وخصه باشياء كثيرة ومبالغ فيها ومع هذا الحب والعطايا الكثيرة فقد تسلطت زوجة اخي على كل من في البيت واصبحت تدير اموره بطريقتها التي لا تناسبنا ودب الشقاق بيننا وبين اخينا وزوجته الى ان وصل الحال الى الفرقة والتقاطع لمدة طويلة ولم نكن نحن الاخوة نطلب من ابي رحمه الله سوى العدل بيننا ولا يفضل اخي الكبير الذي انتهج نهجاً منافياً لروح الاخوة ومنافياً لروح التسامح بحيث انه سيطر على امي بعد وفاة ابي فقد استولى على كل شيء ولم يترك لنا حتى قيد انمله ولكن مع تقدم العمر به بدأ الآن يحاول التقرب منا بشتى الوسائل والطرق ولكن هذا لن يعوض علينا ابدا ما فات من حياة ابي وحياتنا معه.
تمييز
لقد نشأت في اسرة تفضل الذكور على الاناث وتحرم الاناث من الميراث ولو بالكلام وتهمل تعليم البنات وليس بالضروري ان تكون البنت متعلمة فهي من وجهة نظرهم خلقت لاداء الواجبات البيتية ليس الا فقد عانينا انا وجميع اخواتي من هذا التمييز الذي كان بدون وجه حق في زواجنا الذي لم نكن نعطي فيه اي رأي حيث كانت امي رحمها الله تنظر الى الولد على انه القدوة الحسنة في البيت ويجب على الكل ان يطيع امره ولا يستثني له امراً مهماً كان صعباً وهذا فيما بعد اعطى الحق للاخوة بالتصرف في كل شيء حتى حياتنا وكانوا يعتبروننا قطعة من قطع الاثاث في البيت وعلى هذا فقد تم تزويجنا وفق رؤيتهم للامور وللزوج واحمد الله ان زوجي كان ابن خالي وخالي رجل متفهم ولولا توفيق الله ورعايته لنا لما كنا الآن في بيوت ومتزوجات الفرق الوحيد الذي ما زلت اعانيه في تربية ابنائي وبناتي بشكل منصف ودون تمييز.
احترام
ومن السلبيات التي ترافق العملية التربوية هي التفرقة بين الابناء.. وهذا له اساس تأريخي ومنها وأد البنات في عصر الجاهلية الذي حرمه الاسلام لكن ظلت هناك نظرة ثابتة تميز بين الفتاة والولد في العائلة الشرقية على مر التاريخ رغم تفاوت نسبتها من جيل الى جيل.
وقد يحدث التمييز بين ذاتهم اذ يستأثر الابن او البنت البكر غالباً باهتمام الوالدين اكثر من البقية ان قضية التمييز بين الاولاد سببه تولد عقد اجتماعية اخرى حيث تسمى توابع المشكلات ومنها الشعور العالي بالأنا وازدياد التعامل الاجتماعي الخشن ما بين الاولاد ذاتهم وهنا يؤدي ان المشكلة وتوابعها الى المحيط الاجتماعي حيث يولد روح الانانية في التعامل الاجتماعي وقد يدفع في بعض الاحيان الى الجريمة ويكون عاملاً في ابتعاد المجتمع عن الالفة في نشاطه.
توازن
واكدت الرسالات السماوية ايضاً ضرورة المساواة وعدم التفريق بين الابناء مهما كانت الوانهم واشكالهم وهذا يعني ان الاساس في هذه العملية هما الاب والام وكثيراً ما نشاهد صوراً مجتمعية وهي انحياز الام للولد الصغير والاب للبنت الصغيرة وهذا بحد ذاته خطأ رغم عدم القصد فيه لانه يخلق فجوة بينهم وكل من الاطفال يتحدى الآخر بأحد ابويه وقد يستمر هذا الامر للكبر .
والعلماء اعتبروا هذا الامر بمثابة مرض يصيب الاسرة وعليها تداركه منذ البداية لكي لا نخلق حالات تمييز تؤدي الى انفعالات وشجار وقد يتطور الامر الى انتقام لهذا السبب لذا ينبغي على جميع الاسر والعوائل مراعاة هذا الامر وعدم اظهار هذا التمايز بصورة واضحة من حيث التفضيل وشراء اللوازم والملابس والاصطحاب في السفرات.
******************************
</i>