التمييز بين الابناء نيران تحت الرماد 2024.

التمييز بين الأبناء نيران تحت الرماد

ضرورة التوازن فى تربية الأبناء
يعتبر التمييز بين الابناء ذكوراً او اناثاً او بين الاخوة عموماً مثل نار مختبئة تحت الرماد فهي احد الأخطار المحدقة في المجتمع والتي يمكن ان تعود به الى عصر الجاهلية الاولى.

لذا تعد التربية هي المسئول الاول عن سلوك الابناء في كل مراحل حياتهم وهناك اخطاء في التربية قد ينتج عنها فراق بين الابناء وفي العادة يكون هذا الفراق والشقاق ناتجاً عن الفجوة المستمرة بين الآباء والامهات ما يجعل الابناء في حيرة من امرهم ولذلك يسعى كل من الآباء والامهات الى احتضان الطفل الذي يميلون اليه ويفضلونه عن بقية الابناء هذا من جانب .

اما الجانب الآخر المهم وقد يكون الوالدان منفصلين فتزداد بذلك معاناة الابناء في التمزق النفسي وبعد ذلك يتحول صراع الآباء الى تمييز بين الابناء وهذا يؤدي بالنتيجة الى غياب القدوة وانحسار سلطة الوالدين لمواجهة السلوكيات لبعض الابناء ما يجعل الابناء ينقسمون ضد بعضهم البعض ويولد عندهم روح التذمر والتمرد والحقد على الآخر فيسعون بالنتيجة الى الانتقام بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم
فروق

ويقول ابو وليد: ان لي من الابناء خمسة فقد تعبت في تربيتهم وقدمت الغالي والنفيس من اجلهم ولكن بعد ان كبروا واصبحوا رجالاً احسست بالفارق الذي وضعته بينهم والله يعلم انني لم اقصد ان افرق بينهم ولكنه حدث اني كنت احب كبيرهم حباً جماً فعلمته طريقة عملي واسرارها بحيث قومته وصيرته الى قائد في ميدان العمل وكان قصدي في ذلك هو حماية اخوته البقية من مصاعب الزمن واعالته لهم ولكن انفرط العقد وتسرب كل شيء من يدي حين ادركت انني بتصرفي هذا قد أوجدت منافسة حادة فيما بينهم مع انني حاولت ان اقطع هذه المنافسة ولكن دون جدوى بعد كل هذه السنين الطويلة التي عشتها لرعايتهم لم يبق لي الا الكبير فهو يرعاني في كبري، اما البقية فقد نفروا مني ومن اخيهم الكبير بسبب حبي ورعايتي له لم اكن اعلم انهم بهذه القسوة وبهذه الروح العدائية في حين انهم كانوا طيبين اما الان فقد اضعت ابنائي الاربعة في غفلة من الزمن ولكن دون قصد وادركت ان هذا يرجع الى عدم معرفتي بتربيتهم فليست الحياة كلها عملاً.
قطيعة بين الأخوة
رحمة
ويدعو أبومنصور لوالده بالرحمة فقد انجب في البداية ثلاث بنات ثم اتبعهن بثلاثة اولاد لكن الولد الاول فينا ظل له مكانة خاصة ومميزة ويحظى بحب ابي وتفضيله علينا وقد انعكس ذلك على امي التي اصبحت تفضل اخي الكبير وكانا يحاولان اخفاء هذا التفضيل اما بالنسبة لنا فقد كان واضحاً الفرق في المعاملة بيننا والغريب في ذلك ان اخي الكبير اصيب بمرض فزاد حبهم له وقد انفق ابي الكثير على زواجه وخصه باشياء كثيرة ومبالغ فيها ومع هذا الحب والعطايا الكثيرة فقد تسلطت زوجة اخي على كل من في البيت واصبحت تدير اموره بطريقتها التي لا تناسبنا ودب الشقاق بيننا وبين اخينا وزوجته الى ان وصل الحال الى الفرقة والتقاطع لمدة طويلة ولم نكن نحن الاخوة نطلب من ابي رحمه الله سوى العدل بيننا ولا يفضل اخي الكبير الذي انتهج نهجاً منافياً لروح الاخوة ومنافياً لروح التسامح بحيث انه سيطر على امي بعد وفاة ابي فقد استولى على كل شيء ولم يترك لنا حتى قيد انمله ولكن مع تقدم العمر به بدأ الآن يحاول التقرب منا بشتى الوسائل والطرق ولكن هذا لن يعوض علينا ابدا ما فات من حياة ابي وحياتنا معه.

تمييز

وتحكي ام خالد قصتها مع التفريق والتمييز الذي أصابها في العائلة بقولها
لقد نشأت في اسرة تفضل الذكور على الاناث وتحرم الاناث من الميراث ولو بالكلام وتهمل تعليم البنات وليس بالضروري ان تكون البنت متعلمة فهي من وجهة نظرهم خلقت لاداء الواجبات البيتية ليس الا فقد عانينا انا وجميع اخواتي من هذا التمييز الذي كان بدون وجه حق في زواجنا الذي لم نكن نعطي فيه اي رأي حيث كانت امي رحمها الله تنظر الى الولد على انه القدوة الحسنة في البيت ويجب على الكل ان يطيع امره ولا يستثني له امراً مهماً كان صعباً وهذا فيما بعد اعطى الحق للاخوة بالتصرف في كل شيء حتى حياتنا وكانوا يعتبروننا قطعة من قطع الاثاث في البيت وعلى هذا فقد تم تزويجنا وفق رؤيتهم للامور وللزوج واحمد الله ان زوجي كان ابن خالي وخالي رجل متفهم ولولا توفيق الله ورعايته لنا لما كنا الآن في بيوت ومتزوجات الفرق الوحيد الذي ما زلت اعانيه في تربية ابنائي وبناتي بشكل منصف ودون تمييز.
احترام
ويرى التربوي خالد العبد اللطيف أن الاغصان من شجرة واحدة كذلك الاولاد هم من نسل واحد وتتم تنشئتهم الاجتماعية التي تحيطهم ويتشابك النسيج الاجتماعي في الاسر الشرقية بسبب زيجات الاقرباء التي يمتاز بها الشرق لهذا تجد بعض الطبائع والعادات تكاد تكون متطابقة في العوائل ومنها تعامل الآباء والامهات مع اولادهم بوسائل اعتادوها بتربيتهم السابقة عموماً لكن ما يحدث ان السلبيات في عملية التربية تتكرر بتطابق تام كحالات عدم زرع الثقة في نفس الطفل وخصوصاً الفتاة وعدم تنمية المستوى الذكائي لافراد الاسرة عموماً وعدم التعامل معهم على اساس انهم كينونة وحيدة بحد ذاتها لها خصوصيتها الانسانية..

ومن السلبيات التي ترافق العملية التربوية هي التفرقة بين الابناء.. وهذا له اساس تأريخي ومنها وأد البنات في عصر الجاهلية الذي حرمه الاسلام لكن ظلت هناك نظرة ثابتة تميز بين الفتاة والولد في العائلة الشرقية على مر التاريخ رغم تفاوت نسبتها من جيل الى جيل.

وقد يحدث التمييز بين ذاتهم اذ يستأثر الابن او البنت البكر غالباً باهتمام الوالدين اكثر من البقية ان قضية التمييز بين الاولاد سببه تولد عقد اجتماعية اخرى حيث تسمى توابع المشكلات ومنها الشعور العالي بالأنا وازدياد التعامل الاجتماعي الخشن ما بين الاولاد ذاتهم وهنا يؤدي ان المشكلة وتوابعها الى المحيط الاجتماعي حيث يولد روح الانانية في التعامل الاجتماعي وقد يدفع في بعض الاحيان الى الجريمة ويكون عاملاً في ابتعاد المجتمع عن الالفة في نشاطه.
توازن

ويرى الباحث الاجتماعي محمد اليامى أن علماء نفس الطفل حرصوا على ضرورة اتباع وسائل في التربية تبتعد عن التفضيل والتمييز بين الابناء لما قد تسببه من بروز سلوكيات وتنافر بين الابناء جراء ذلك وأكدوا في ابحاث اعدت خصيصاً في هذا المجال على اتباع خطوات متوازنة ودقيقة تحكم تعاملاتهم اليومية مع ابنائهم كي لا تظهر حساسيات وكرها وانتقاما بين الابناء لا سيما ان الفرد سواء في مرحلة الطفولة او المراهقة او حتى الكبر يغار من قرينه حتى ان كان شقيقه اذا ما احس انه افضل منه وانه يحظى بتعامل خاص من ذويه وقد اثبتت النتائج والدراسات والبحوث في هذا المجال ان التمييز لاي سبب سواء اللون او الجمال او الذكاء لا يعتبر مسوغاً للآباء لتفضيل احدهم على الاخر.

واكدت الرسالات السماوية ايضاً ضرورة المساواة وعدم التفريق بين الابناء مهما كانت الوانهم واشكالهم وهذا يعني ان الاساس في هذه العملية هما الاب والام وكثيراً ما نشاهد صوراً مجتمعية وهي انحياز الام للولد الصغير والاب للبنت الصغيرة وهذا بحد ذاته خطأ رغم عدم القصد فيه لانه يخلق فجوة بينهم وكل من الاطفال يتحدى الآخر بأحد ابويه وقد يستمر هذا الامر للكبر .
والعلماء اعتبروا هذا الامر بمثابة مرض يصيب الاسرة وعليها تداركه منذ البداية لكي لا نخلق حالات تمييز تؤدي الى انفعالات وشجار وقد يتطور الامر الى انتقام لهذا السبب لذا ينبغي على جميع الاسر والعوائل مراعاة هذا الامر وعدم اظهار هذا التمايز بصورة واضحة من حيث التفضيل وشراء اللوازم والملابس والاصطحاب في السفرات.

******************************


</i>

دار
دار
شرف لي مروركم حبيباتي فراوله وزينب دمتم لي سالمين
شكرا لكي ع الموضوع الرائع
شرفني مرورك حبيبتي صبوحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.