بسم الله الرحمن الرحيم
نصوص من القرآن الكريم
فى وجوب الاتباع والتحذير من الابتداع
1- قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران
علق الله فى هذه الايه محبته سبحانه على اتباع النبى صلى الله عليه وسلم وان الله تعالى يحب اهل الاتباع ويغفر لهم ذنوبهم .
ويفهم من هذه الايه ان من ادعى محبه الله من غير اتباع فهو كاذب .
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه
إن المحب لمن يحب مطيـع
2- قال تعالى {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } (54) سورة النــور
اشترط الله على من اراد الهدايه الى طريق الخير ان يطيع النبى صلى الله عليه وسلم فى كل ما جاء به من امور الدين .
3- قال تعالى { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النــور
هذه الايه من اشد الايات واعنفها ضد المخالفين لاوامر خاتم النبين صلى الله عليه وسلم , يهددهم الله فيها بمصيبتين :
أ- الفتنه
ب – العذاب الاليم
اما الفتنه : فقيل انها الموت على غير الاسلام , فيختم له باسوأ خاتمه , وقد يفتن فى ماله وعياله وزوجته وسمعته وعمله , فيصاب فى هذا كله او بعضه .
اما العذاب الاليم : فمن الممكن ان يكون فى الدنيا , كالمرض له ولذويه , او ضياع الاموال او الموت , او شماته الاعداء , او عذاب النار فى الاخره بعد سوء الحساب , والمراد بقوله عَنْ أَمْرِهِ فى الايه : سنته وهديه سواء كان قولا او عملا او حالا , امرا كان او نهيا او تحذير بأى اسلوب او ترغيب بأى صفه
4 – قال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (7) سورة الحشر
والمعنى : ما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم وجب علينا قبوله واداؤه , وما حذرنا منه وجب علينا تركه .
ويستفاد من الايه ان ما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لنا هو تشريع الله نفسه , الا ان الفرق بين الاوامر والتواهى ان الاوامر الشرعيه يؤديها المسلم حسب استطاعته دون اهمال او حرج , اما النواهى الشرعيه فيجب تركها كلها دون استثناء او اعتذار بعدم الاستطاعه .
وفى الحديث الصحيح : عن ابى هريره رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا "
لان الاوامر فعل ايجابى يخضع لاستطاعه المسلم , واما النواهى فهى عمل سلبى من السهل تركه كله .
فمثلا : فرض الله على من يريد الصلاه ان يتطهر وان يؤديها بالقيام مستقبلا القبله بشروط صحتها المعروفه , ولكن من عجز عن الطهاره لمرضه او لفقد الماء فعليه ان يتيمم بدل الوضوء او الغسل , واذا عجز عن معرفه القبله اجتهد وصلى ولا اعاده عليه , والمرأه الحامل اذا عجزت عن السجود فلها ان تسجد على شيىء مرتفع امامها حسب استطاعتها تستقر عليه جبهتها .
وفى الحديث : عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال : كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال " صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب " صحيح البخارى
والحديث صريح فى شرح النصوص السابقه من اداء الاوامر حسب القدره .
اما المنهيات كقوله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى } (32) سورة الإسراء , وقوله { لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا } (130) سورة آل عمران
فهنا يجب ترك الزنا بكل انواعه النظر واللمس والقبله والجماع . ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا لهذا : عن ابى هريره رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه "
صحيح البخارى
وكل انواع الزنا السابقه على الجماع من المحرمات الصغائر . ويغفر الله الصغائر بالتوبه وعدم الاصرار عليها وعمل الحسنات .
5 – قال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء
تتضمن هذه الايه النفى القاطع المصحوب بالقسم المعظم بذات الله وربوبيته المضافه الى النبى صلى الله عليه وسلم تشريفا له بان اى انسان مهما كان لا يمنح لقب الايمان بالله اذا رضى بتحكيم النى صلى الله عليه وسلم فى اى خلاف يحدث بينه وبين غيره فى اى موضوع دينى او دنيوى ولا بد من الرضا بحكم النبى صلى الله عليه وسلم حيا بذاته او بعد وفاته , رضا بهديه وسنته , ولا بد من التسليم الكامل بهذا الحكم دون حرج فى صدره .
نصوص من الاحاديث والآثار فى وجوب التمسك بالسنه
1 – عن العرباض بن ساريه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم اقبل علينا فوعظنا موعظه بليغه ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقال رجل : يا رسول الله ! هذه موعظة مودع ، فما تعهد إلينا ؟ فقال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة ، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ؛ عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله "
2 –
"عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من اكل طيبا وعمل فى سنه وامن الناس بوائقه دخل الجنه) قالوا يا رسول الله هذا فى امتك اليوم كثير قال (وسيكون فى قوم بعدى).اخرجه الترمذىفها هو رسول الله يجعل فى جمله شروط دخول الجنه ان يعمل المؤمن فى سنه , ومعناه ان يكون سلوكه طبقا لاوامر الدين فى الكتاب والسنه بعيدا عن التقليد الاعمى والاهواء الضاله .
3 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم و لكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا : كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم "وهنا يجب التنبيه على صغائر الامور مما يعده بعض الناس من هوامش الاسلام فيستهينون بفعله فيقعون بالتالى فى كبائر الاثم لان الشيطان تعود ان ينقل الناس الى كبير الاثم بفعل صغيره , وهى خطوات حذر منها الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } (21) سورة النــور
والحديث يقرر ان الشيطان اصبح عاجز عن ارجاع الناس الى الكفر دون مقدمات من ايقاعهم اولا فى صغائر الذنوب ومثل هذا ما قيل : ( نظره فابتسامه فكلام فموعد فلقاء ففاحشه ) , والله تعالى قبل ان يامر بحفظ الفرج امر بغض البصر عن النظر , لان النظر بريد الزنا .
4 – ولنا عبره فى بكاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه كلما مر فى طريقه على دير احد الرهبان فكان عمر يراه هزيلا من كثره اجتهاده فى العباده حسب ما فهم من دينه الباطل , حتى اضناه الاجتهاد فصار كالفرخ الضعيف .
ولما سئل عمر عن سبب بكائه كلما رأى الراهب فى هذا الدير , قال تذكرت قوله تعالى فى امثاله من المجتهدين فى غير صواب :" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً " سوره الغاشيه
وشرط قبول العمل شيئان :-
أ – ان يكون صوابا حسب شرع الله وتابع لسنه النبى صلى الله عليه وسلم .
ب – ان يكون العامل به مخلصا فى ادائه لله تعالى لا مرائيا ولا طالبا لمنفعه شخصيه او محمودا عند الناس .
منقول من كتاب هذه دعوتنا للشيخ عبد اللطيف مشتهرى
تسلمين