تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من أسرار القرآن

من أسرار القرآن 2024.

  • بواسطة

دار دار
دار

من أسرار القرآن

الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
‏(76)‏ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله
يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم‏……‏التوبة 36
بقلم: د.‏ زغـلول النجـار



دار

هــــــــذه الآية الكريمة جاءت في الثلث الأول من سورة التوبة‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ آياتها‏129,‏ وهي من أواخر مانزل علي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏);‏ وهي السورة الوحيدة من سور القرآن الكريم التي لم تستفتح بالبسملة‏,‏ لاستفتاحها بتبرؤ الله ورسوله من عهود المشركين بعد أن نقضوها‏,‏ وتبرؤهما منهم‏,‏ ومن نجسهم عقابا لهم علي شركهم بالله سبحانه وتعالي‏.‏
ويدور المحور الرئيسي للسورة حول التشريع الإسلامي بصفة عامة‏,‏ وما يخص علاقات المسلمين بغيرهم من الأمم بصفة خاصة‏.‏

وتؤكد هذه السورة الكريمة علي فريضة الجهاد الإسلامي‏,‏ وتنعي علي المتثاقلين عنه‏;‏ وتجرم النفاق والمنافقين‏,‏ وتفضح دخائل نفوسهم‏,‏ ووضيع تصرفاتهم‏,‏ وحقيقة نياتهم وحيلهم‏,‏ وتحذر المؤمنين من مكائدهم‏;‏ كما تشير إلي ظاهرة تعدد المستويات الإيمانية في كل مجتمع من المجتمعات البشرية‏,‏ وتقرر طبيعة البيعة مع الله علي الجهاد في سبيله بالمال والنفس‏,‏ من أجل إعلاء دينه وإقامة عدله في الأرض وتشجب التقاعس عن ذلك مهما كانت قوة الكافرين والمشركين لأن الله تعالي قد تعهد بنصر عباده المؤمنين‏,‏ والله تعالي لايخلف وعده‏.‏

وحددت السورة الكريمة المصارف الشرعية للزكاة‏;‏ وتساءلت‏:‏
ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم‏*‏
‏(‏ التوبة‏:63).‏

وأوردت هذا القرار الجازم‏:‏
وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم‏(‏ التوبة‏68).‏

وذكرت السورة يعدد من الأمم السابقة‏:‏
ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون‏*(‏ التوبة‏:70)‏

وفي المقابل تعرض السورة الكريمة لجانب من صفات المؤمنين فتقول‏:‏
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم‏*(‏ التوبة‏:71).‏
وختمت سورة التوبة بآيتين كريمتين وجهت الخطاب في أولاهما إلي كفار قريش ـ وهو من بعدهم خطاب إلي الناس كافة ـ يقول لهم فيه ربنا تبارك وتعالي‏:‏

لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم‏*‏
‏(‏التوبة‏:128).‏

ثم توجهت السورة في آخر آية منها بالخطاب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول فيه ربنا تقدست اسماؤه‏:‏
فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‏*‏
‏(‏التوبة‏:129).‏

وهو خطاب لكل مسلم يحمل لواء الدعوة إلي دين الله في مواجهة طواغيت الأرض من العصاة المتجبرين‏,‏ ومن الكفار والمشركين حتي يوم الدين‏.‏

من أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالي‏:‏
إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين
‏(‏ التوبة‏:36).‏

‏*‏ ذكر ابن كثير رحمه الله مانصه‏:‏ عن أبي بكرة أن النبي‏(‏صلي الله عليه وسلم‏)‏ خطب في حجته فقال‏:‏ ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض‏,‏ السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم‏,‏ ثلاث متواليات‏:‏ ذوالقعدة‏,‏ وذو الحجة‏,‏ والمحرم‏,‏ ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان‏,(‏ والحديث رواه الإمام أحمد واخرجه البخاري في التفسير بتمامه‏).‏
وعن ابن عمر قال‏:‏ خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع بمني في أوسط أيام التشريق فقال‏:‏ أيها الناس إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض‏,‏ وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم أولهن رجب مضر بين جمادي وشعبان‏,‏ وذوالقعدة‏,‏ وذوالحجة والمحرم‏(‏ أخرجه ابن جوير وابن مردويه‏.‏

وقال سعيد بن منصور عن ابن عباس في قوله‏:(‏ منها أربعة حرم‏)‏ قال‏:‏ محرم‏,‏ ورجب‏,‏ وذوالقعدة‏,‏ وذوالحجة‏,‏ وقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث‏:(‏ إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض‏)‏ تقرير منه صلوات الله وسلامه عليه‏,‏ وتثبيت للأمر علي ما جعله الله في أول الأمر من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولانقص‏,‏ ولانسئ ولاتبديل‏,‏ كما قال في تحريم مكة‏:(‏ إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله تعالي إلي يوم القيامة‏),‏ وهكذا قال ههنا‏:(‏ إن الزمان قد استدار كهيأته يوم خلق الله السماوات والأرض‏)‏ أي الأمر اليوم شرعا كما ابتدع الله ذلك في كتابه يوم خلق السماوات والارض‏…‏ أي أنه اتفق أن حج رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في تلك السنة كان في ذي الحجة‏,‏ وأن العرب قد كانت نسأت النسيء يحجون في كثير من السنين ـ بل أكثرها ـ في غير ذي الحجة‏…‏
وقوله تعالي‏:(‏ منها أربعة حرم‏)‏ فهذا مما كانت العرب ايضا في الجاهلية تحرمه‏…‏ وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة‏:‏ ثلاثة سرد‏,‏ وواحد فرد‏,‏ لأجل أداء مناسك الحج والعمرة‏,‏ فحرم قبل أشهر الحج شهر وهو ذوالقعدة‏,‏ لأنهم يقعدون فيه عن القتال‏,‏ وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج‏,‏ ويشتغلون فيه بأداء المناسك‏,‏ وحرم بعده شهر آخر وهو المحرم ليرجعوا فيه إلي أقصي بلادهم آمنين‏,‏ وحرم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصي جزيرة العرب فيزوره ثم يعود لوطنه فيه آمنا‏.‏

وقوله‏:(‏ ذلك الدين القيم‏)‏ أي هذا هو الشرع المستقيم من امتثال أمر الله فيما جعل من الأشهر الحرم والحذو بها علي ماسبق في كتاب الله الأول‏,‏ قال تعالي‏:(‏ فلاتظلموا فيهن أنفسكم‏)‏ أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها‏….‏ وقوله‏:(‏وقاتلوا المشركين كافة‏)‏ أي جميعكم‏(‏ كما يقاتلونكم كافة‏)‏ أي جميعا‏(‏ واعلموا أن الله مع المتقين‏).‏
‏*‏ وفي كل من تفسير الجلالين‏,‏ والظلال‏,‏ وصفوة البيان لمعاني القرآن‏,‏ والمنتخب في تفسير القرآن الكريم‏,‏ وصفوة التفاسير‏,‏ جزي الله كاتبيها خيرا‏,‏ جاء كلام مشابه بتباين في طول السرد أو قصره‏,‏ ولذلك لا داعي لتكراره هنا‏.‏

من الدلالات العلمية للآية الكريمة

دار

هذه الآية الكريمة تتحدث عن عدة الشهور في سنة من سني الأرض لأن الخطاب القرآني موجه لنا ـ نحن أهل الأرض ـ ولأن كل جرم من أجرام السماء له أزمنته الخاصة به من السنين‏,‏ والشهور‏,‏ والاسابيع‏,‏ والأيام‏,‏ وإذا كان الجرم جسما معتما كان له ايضا ليله ونهاره‏,‏ ويتضح هذا التباين في أزمنة كل جرم من أجرام السماء بالتباين بين أزمنة أجرام مجموعتنا الشمسية الذي بيانه كما يلي‏:‏
‏*‏ سنة الشمس‏:225‏ مليون سنة من سني الأرض‏.‏
‏*‏ سنة عطارد‏=0.24‏ من السنة الأرضية‏(=88‏ يوما من أيام الأرض‏).‏

‏*‏ سنة الزهرة‏=0.70‏ من السنة الأرضية‏(=255‏ يوما من أيام الأرض‏).‏
‏*‏ سنة الأرض‏=1‏ سنة أرضية‏(=365.25‏ يوم من أيام الأرض‏).‏

‏*‏ سنة المريخ‏=1.88‏ سنة أرضية‏(=686.67‏ يوم من أيام الأرض‏).‏
‏*‏ سنة المشتري‏=11.86‏ سنة أرضية‏(=4332‏ يوما من أيام الأرض‏).‏

‏*‏ سنة زحل‏=29.46‏ سنة أرضية‏(=10760.27‏ يوما من أيام الأرض‏).‏
‏*‏ سنة يورانوس‏=84.02‏ سنة أرضية‏(=30688.31‏ يوم من أيام الأرض‏).‏

‏*‏ سنة نبتيون‏=164.80‏ سنة أرضية‏(=60193.20‏ يوم من أيام الأرض‏).‏
‏*‏ سنة بلوتو‏=247.70‏ سنة أرضية‏(=90472.40‏ يوما من أيام الأرض‏).‏

وهذا التباين في أزمنة كل جرم من أجرام مجموعتنا الشمسية‏,‏ بل كل جرم من أجرام السماء يؤكد علي نسبية كل شيء في وجودنا‏,‏ حتي يبقي العلم‏,‏ الحقيقي‏,‏ المطلق‏,‏ الكامل‏,‏ المحيط لخالق هذا الكون وحده‏,‏ الذي هو فوق الخلق كله‏,‏ فوق المادة والطاقة واضادهما‏,‏ وفوق المكان والزمان بمختلف أشكالهما وأبعادهما‏:…‏ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏(‏ الشوري‏:11).‏
وعلي الرغم من إيماننا بمحدودية علمنا فإننا ندرك أن من صور تسخير ما في السماوات‏,‏ وما في الأرض لهذا الإنسان الضعيف‏,‏ المحدود القدرات‏,‏ والحواس أن يمكنه ربه تبارك وتعالي من الوصول إلي شيء من الحق في صفحة السماء علي تعاظم أبعادها مما يشهد للخالق سبحانه وتعالي بالألوهية والربوبية‏,‏ والوحدانية‏,‏ بغير شريك ولا شبيه ولامنازع‏.‏

والخطاب الإلهي‏:‏ إن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم‏….‏
كما يشمل سنة الأرض لابد أن له دلالة كونية مهمة منطلقة من أن الأرض في مركز الكون حسبما جاء في العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة‏.‏

مركزية الأرض بالنسبة إلي الكون‏:‏
يمكن استنتاج مركزية الأرض بالنسبة إلي السماوات من الإشارات التالية‏:‏
‏(1)‏ يشير القرآن الكريم‏,‏ كما تشير الأحاديث النبوية الشريفة في مئات المواضع إلي السماوات والأرض‏,‏ فقد جاءت لفظة السماء في القرآن الكريم بالإفراد والجمع في ثلاثمائة وعشرة مواضع‏,‏ منها مائة وعشرون مرة بالإفراد‏,‏ ومائة وتسعون مرة بالجمع‏.‏
كذلك جاءت الإشارة إلي الأرض في القرآن الكريم في أربعمائة وواحد وستين موضعا منها مايشير إلي الكوكب ككل‏,‏ ومنها ما يشير إلي كتل القارات التي نحيا عليها‏,‏ وما بها من صخور‏,‏ ومنها مايشير إلي قطاع التربة الذي يغطي صخور الأرض‏,‏ وفي معظم هذه الآيات نجد المقابلة القرآنية الصريحة بين الأرض ـ علي ضآلة حجمها بالنسبة إلي بقية الكون ـ والسماء ـ علي ضخامة أبعادها‏,‏ وقطر الجزء المرئي من السماء الدنيا يقدر بأربعة وعشرين ألف مليون سنة ضوئية ـ وهذه المقابلة لايمكن أن تقوم إلا إذا كان للأرض وضع متميز بالنسبة إلي السماء الدنيا‏.‏

‏(2)‏ في احدي وعشرين آية قرآنية كريمة جاء ذكر الوصف الإلهي‏(‏ السماوات والأرض ومابينهما‏)‏ وهذه البينية لايمكن أن تتم إلا إذا كانت الأرض في مركز الكون‏).‏

‏(3)‏ جاء في سورة الرحمن قول الحق تبارك وتعالي‏:‏
يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان‏(‏ الرحمن‏:33).‏
وقطر أي شكل هندسي هو الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه‏,‏ فإذا كانت أقطار السماوات والأرض واحدة‏,‏ فلا بد أن تكون الأرض في مركز الكون‏.‏

‏(4)‏ في أغلب الحضارات القديمة اعتبرت الأرض مركزا للكون‏,‏ وكل المعارف الصحيحة في تلك الحضارات ـ خاصة في القضايا الغيبية‏,‏ هي بالقطع من وحي السماء‏,‏ أو من بقايا ما قاله ربنا تبارك وتعالي‏:‏ وعلم آدم الأسماء كلها‏…‏
‏(‏ البقرة‏:31).‏

‏(5)‏ تبدو السماء للناظر إليها من أي مكان علي سطح الأرض وكأنها كرة شاسعة الأبعاد تحيط بالأرض من كل جانب‏,‏ ولذلك يسميها الفلكيون باسم الكرة السماوية ويرسمونها دائما بجعل كوكب الأرض مركزا لها‏,‏ ومع توزيع أجرام السماء علي سطح تلك الكرة السماوية‏.‏

‏(6)‏ روي كل من الإمام الهروي في غريب الحديث‏(362/3),‏ والإمام الزمخشري في الفائق في غريب الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله‏:‏ كانت الكعبة خشعة علي الماء فدحيت منها الأرض والخشعة الأكمة الصغيرة‏,‏ والعلم يثبت اليوم توسط الكعبة المشرفة لليابسة‏,‏ كما يثبت أن الأرض مرت في مرحلة من مراحل اعدادها لاستقبال الحياة بفترة كانت مغمورة غمرا كاملا بالماء‏,‏ ولم تكن هناك يابسة‏,‏ ثم فجر الله تعالي قاع هذا المحيط الغامر بثورة بركانية من تحت الماء فكونت أول جزيرة بركانية في العالم‏,‏ ثم دحيت بقية اليابسة حول هذه الجزيرة لتكون قارة وحيدة اسمها‏:‏ القارة الأم أو‏Pangaea,‏ ثم تفتت هذه القارة الأم إلي القارات السبع الحالية التي تتوسطها الكعبة المشرفة اليوم كما توسطتها في جميع مراحل نموها‏.‏

‏(7)‏ كذلك روي مجاهد عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قوله‏:‏ إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضين السبع‏,‏ ولفظة مناء معناها قصده‏,‏ وفي حذاه‏,‏ يقال‏:‏ داري منا دار فلان أي في مقابلتها‏,‏ ومعني هذا الحديث الشريف أن الكعبة المشرفة هي مركز اليابسة في الأرض الأولي‏,‏ ومن تحتها ست أرضين‏,‏ وأن هذه الأرضين السبع محاطة إحاطة كاملة بالسماوات السبع‏,‏ وعلي ذلك فإن الكعبة المشرفة هي مركز مركز الكون‏.‏
وتأكيدا لذلك قال المصطفي صلي الله عليه وسلم‏:‏ البيت المعمور مناء مكة‏,‏ وسأل جمعا من الصحابة بقوله الشريف‏:‏ أتدرون ما البيت المعمور؟ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏,‏ قال‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ هو بيت في السماء السابعة‏,‏ علي حيال الكعبة تماما حتي لو خــر لخر فوقها‏….‏

كل ذلك يؤكد موقع الكعبة المشرفة من الكون كله‏,‏ كما يشير إلي توسط الأرض للكون‏,‏ ومن هنا كان لسنة الأرض المكونة من اثني عشر شهرا معني كونيا لم يدركه العلم المكتسب وتتضح دلالته من قول الحق تبارك وتعالي‏:‏ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم‏…..‏

ماهو الشهر القمري ؟‏:‏
يعرف الشهر لغة بأنه مدة مشهورة بإهلال الهلال‏,‏وقيل‏:‏ الشهر القمر‏,‏ سمي بذلك لشهرته وظهوره‏;‏ وقيل‏:‏ هو العدد المعروف من الأيام‏,‏ يشهر بالقمر‏,‏ وفيه علامة ابتدائه وانتهائه‏;‏ والجمع أشهر وشهور‏;‏ والعرب تقول‏:‏ رأيت الشهر‏,‏ أي‏:‏ رأيت هلاله‏.‏
وقال الإمام الرازي‏:‏ وأما الشهر فهو عبارة عن حركة القمر من نقطة معينة من فلكه الخاص إلي أن يعود إلي تلك النقطة‏…‏

هذا‏,‏ وقد ذكرت لفظة الشهر بالإفراد في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرة‏,‏ جاء نصفها تماما بالصيغة المعرفة الشهر‏,‏ والنصف الآخر بالصيغة غير المعرفة شهر أو شهرا‏.‏
كما جاءت الإشارة إلي الشهر بالتثنية شهرين مرتين‏,‏ وبالجمع سبع مرات‏,‏ احداها بالصيغة المعرفة الشهور‏,‏ والباقي بالصيغة غير المعرفة أشهر‏.‏

ويعرف الشهر القمري فلكيا بأنه دورة القمر حول الأرض‏,‏ منسوبة إلي موقع الشمس في صفحة السماء‏,‏ وهي دورة معقدة يدخل فيها دوران القمر حول الأرض‏,‏ ودورانه مع الأرض حول الشمس‏,‏ ومع باقي أفراد المجموعة الشمسية حول مركز المجرة‏,‏ وما فوق ذلك من حركات لايعلمها إلا الله تعالي‏.‏
ولتباين سرعة كل دورة من هذه الدورات في جريها الحقيقي‏,‏ وفي حركاتها الظاهرية التي نراها بها من علي سطح الأرض فإن الحركة الظاهرية للشمس تبدو لنا أسرع من الحركة الظاهرية للقمر‏,‏ وإن كان لكل منهما مداره المحدد الخاص به‏.‏

ونتيجة لهذه الحركات المتعددة فإن القمر يمر بين الأرض والشمس فيكون وجهه المنير في اتجاه الشمس‏,‏ ووجه المظلم في اتجاه الأرض‏,‏ وتسمي هذه المرحلة باسم مرحلة المحاق أو مرحلة الاقتران‏;‏ وبمجرد خروج القمر عن هذا الوضع يبدأ أهل الأرض في رؤية حافته المنيرة التي تؤذن بميلاد شهر قمري جديد‏.‏
وبتواصل دوران القمر حول الأرض تزداد مساحة الجزء المنير من سطحه المواجه لنا فيتحرك من الهلال الوليد إلي الهلال المتنامي‏,‏ إلي التربيع الأول‏,‏ إلي الأحدب المتنامي إلي البدر الكامل‏,‏ ثم تبدأ مساحة الجزء المنير من سطح القمر المواجه لنا في التناقص التدريجي حتي المحاق‏,‏ ويمر خلال فترة التناقص تلك بمراحل الأحدب المتناقص‏,‏ ثم التربيع الثاني‏,‏ ثم الهلال المتناقص إلي المحاق ليختتم شهرا قمريا‏,‏ ويؤذن بميلاد شهر جديد مع هلال وليد جديد‏.‏

والقمر يدور حول نفسه‏,‏ وحول الأرض بنفس السرعة المتوسطة المقدرة بنحو كيلومتر واحد في الثانية‏,‏ فيواجه الأرض دائما بوجه واحد‏,,‏ وبذلك يصبح يوم القمر شهرا قمريا كاملا نصفه ليل‏,‏ ونصفه نهار‏,‏ وتفصل بين هذين النصفين دائرة قريبة من الدائرة العظمي تعرف باسم دائرة النور‏,‏ كما تفصل بين مايري ومالايري من سطح القمر دائرة أخري تعرف باسم دائرة الرؤية‏;‏ وهاتان الدائرتان تنطبقان في مرحلتي البدر الكامل‏(‏ الاستقبال‏),‏ والمحاق‏(‏ الاقتران أوالاجتماع‏),‏ وتتقاطعان بزوايا مختلفة في المراحل المتوسطة بين هذين الحدين‏;‏ وتنشأ عن تطابقهما وتقاطعهما الأشكال المختلفة لوجه القمر المواجه للأرض‏:‏من المحاق إلي البدر الكامل‏,‏ ومنه إلي المحاق الذي يليه‏.‏ فعند تطابق دائرتي النور والرؤية في وضع الاقتران يكون القمر في المحاق‏,‏ وفي وضع الاستقبال يكون القمر في البدر الكامل‏,‏ وعند تقاطع هاتين الدائرتين فإننا نري جزءا من نصف القمر المنير‏,‏ وجزءا من نصفه المظلم‏,‏ ويبقي القمر في مرحلة الهلال المتنامي الذي يزداد حجمه بالتدريج حتي يصل إلي مرحلة التربيع الأول في اليوم السابع من الشهر القمري‏,‏ ثم إلي مرحلة الأحدب المتنامي بعد مضي أحد عشر يوما من بدء الشهر القمري‏,‏ ويصل إلي البدر الكامل بعد مضي أربعة عشر يوما أو نحوها من بداية الشهر القمري‏,‏ ويصل إلي مرحلة الأحدب المتناقص بعد انقضاء أربعة أيام تقريبا علي مرحلة البدر‏,‏ وبعد مضي‏22‏ يوما تقريبا من الشهر القمري يصل إلي مرحلةالتربيع الثاني‏,‏ وفي الأيام الثلاثة التي تلي التربيع الثاني يصل القمر إلي مرحلة الهلال المتناقص‏,‏ وفي آخر يوم من الشهر القمري يكون القمر قد أصبح بين الأرض والشمس علي استقامة واحدة فيدخل في مرحلة الاظلام الكامل أو المحاق‏,‏ والمراحل الرئيسية في هذه الدورة التربيع الأول‏,‏ البدر الكامل‏,‏ التربيع الثاني‏,‏ المحاق التي يستمر كل منها قرابة الأيام السبعة كانت أساس تقسيم الشهر القمري إلي أربعة اسابيع‏.‏

وفي دورة القمر حول الأرض فإنه يمر عبر برج من بروج السماء الإثني عشر في كل شهر حتي يعود إلي البرج الذي بدأ به مع فروق تقدر بنحو‏11‏ يوما‏,‏ وبذلك تتحدد سنة كاملة‏.‏
كذلك يمر القمر في كل ليلة بمكان معين من البرج الشهري‏,‏ وينسب هذا المكان إلي عدد من النجوم التي تبدو ظاهريا أنها قريبة من القمر‏,‏ وتعرف هذه المواقع باسم منازل القمر أي أماكن وجود القمر في كل ليلة من ليالي الشهر القمري بالنسبة إلي نجم معين أو مجموعة نجمية محددة‏;‏ وعدد هذه المنازل ثمانية وعشرون منزلا بعدد الليالي التي يري فيها القمر‏,‏ ومتوسط مدة كل منها‏13‏ يوما بالنسبة إلي السنة الشمسية‏.‏

ماهي السنة القمرية؟
تعرف السنة القمرية بالفترة الزمنية التي يتم فيها القمر اثنتي عشرة دورة كاملة حول الأرض‏;‏ وتستغرق هذه الفترة‏(354.37‏ يوم‏)‏ لأن متوسط عدد الأيام في كل شهر قمري هو نحو‏(29.53‏ يوم‏),‏ ولما كانت كسور الأيام لاتدخل في حساب الشهور‏,‏ ولا في حساب السنين اعتبرت السنة القمرية مساوية للرقم الصحيح‏(354‏ يوما‏),‏ وتعرف بالسنة القمرية البسيطة‏,‏ وتتجمع الكسور لتتم يوما كاملا مرة كل ثلاث سنوات تقريبا تصبح مدة السنة القمرية فيها‏(355‏ يوما‏),‏ وتعرف باسم السنة القمرية الكبيسة‏,‏ وتظهر‏11‏ مرة في كل‏30‏ سنة تقريبا‏.‏
والتعبير اللغوي سنة مستمد من‏(‏ سنا‏),(‏ سنيو‏),‏ بمعني دار يدور حتي يعود إلي مكانه الأول‏,‏ وكذلك تعبير الحول مستمد من حال يحول‏,‏ وهو بنفس المعني‏,‏ كما أن السنة هي أول السن‏.‏

ماهي السنة الشمسية؟‏:‏
السنة الشمسية تحددها دورة كاملة للأرض حول الشمس‏,‏ وتقسم هذه السنة بواسطة بروج السماء الاثني عشر إلي اثني عشر شهرا‏,‏ كما يمكن أن تقسم بواسطة إثنتي عشرة دورة كاملة للقمر حول الأرض بفرق يقدر بنحو الأحد عشر يوما‏,‏ وهو الفرق بين السنتين الشمسية والقمرية‏,‏ لأن السنة الشمسية يقدر زمنها بنحو‏365.25‏ يوم‏,‏ بينما يقدر زمن السنة القمرية بنحو‏354‏ يوما‏.‏

ماهو الشهر الشمسي؟‏:‏
يقوم حساب الشهور الشمسية أساسا علي مراقبة بروج السماء الاثني عشر الرئيسية‏,‏ وهذه البروج هي تجمعات من النجوم تمر بها الأرض في دورتها السنوية حول الشمس‏,‏ وتبدو هذه البروج من فوق سطح الأرض بأشكال محددة تميز برجا عن الآخر‏;‏ ودائرة البروج هي مسار الشمس السنوي بين النجوم كما يظهر لنا من علي سطح الأرض‏;‏ وهي في حركتها الظاهرية لنا تبدو وكأنها تمر باثني عشر برجا تسمي باسم منازل الشمس‏,‏ وتبقي في كل واحد منها نحو الشهر‏,‏ ثم تعود في نهاية السنة الشمسية إلي البرج الذي بدأت منه‏,‏ وهكذا دواليك‏.‏ وهذه البروج هي‏:‏ الجدي‏,‏ الدلو‏,‏ الحوت‏,‏ الحمل‏,‏ الثور‏,‏ الجوزاء‏,‏ السرطان‏,‏ الأسد‏,‏ العذراء‏,‏ الميزان‏,‏ العقرب‏,‏ والقوس‏;‏ مبتدئين بالأول من شهر يناير‏,‏ ومنتهين بشهر ديسمبر تقريبا‏,‏ وإن سميت تلك البروج بأسماء مختلفة في الدول المختلفة‏.‏

الشهور في القرآن الكريم هي الشهور القمرية
الآية القرآنية الكريمة التي نحن بصددها تؤكد أن الشهر المقصود في القرآن الكريم هو الشهر القمري‏,‏ وكذلك العديد من الآيات الأخري في كتاب الله‏,‏ والشهور القمرية عرفتها أغلب الحضارات القديمة كما استخدمها العرب قبل بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وكان هذا من بقايا وحي السماء الذي توارثوه عن كل من نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل‏(‏ علي نبينا وعليهما من الله السلام‏).‏
ويؤكد هذا أن جميع التكاليف الشرعية قد ربطها الشارع الحكيم بالأهلة‏;‏ وعلي ذلك فإن السنة المعتبرة في الإسلام هي السنة القمرية‏,‏ وأن الشهور المعتبرة هي الشهور القمرية‏.‏

كذلك كان من تراث النبوة أن العرب قبل بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏كانوا يعظمون الأشهر الحرم‏,‏ وهي ذو القعدة‏,‏ وذو الحجة‏,‏ والمحرم‏,‏ ورجب حتي في زمن شركهم وجاهليتهم‏.‏ ومعروف شرعا أن المعصية في هذه الشهور تلقي عقابا من الله أشد‏,‏ كما أن الطاعة تلقي أجرا أعظم وثوابا أكثر من بقية شهور السنة‏,‏ وعلي المسلمين اليوم إدراك ذلك ومتابعته كي تتعزز مكانة هذه الأشهر الحرم في قلوبهم وعقولهم فتتحقق الحكمة من قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏…‏ فلاتظلموا فيهن أنفسكم‏….‏

ويأتي بعد ذلك أن القمر هو أقرب أجرام السماء إلينا‏,‏ وحركاته هي أكثر حركات أي جرم من الأجرام الكونية وضوحا لنا‏,‏ وضبط الأزمنة به أحكم من ضبطها بأي وسيلة كونية أخري‏.‏
وتبقي الحكمة الإلهية واضحة جلية بوجود هذا الفارق الزمني الطفيف بين السنتين الشمسية والقمرية حتي لاترتبط العبادات الشرعية بظروف مناخية محددة علي مدار الزمن‏,‏ بل تتحرك مع فصول السنة ومناخاتها المتباينة‏,‏ فتؤدي في كل من الحر والقمر‏,‏ وفي طول أي من النهار والليل أو قصره‏,‏ ومع ذلك فلايوجد مايمنع من اعتبار كل من الشهور القمرية والسنة القمرية جنبا إلي جنب مع السنة الشمسية التي تحددها دورة الأرض حول الشمس دورة كاملة في كل اثنتي عشرة دورة كاملة للقمر حول الأرض‏,‏ مع حساب الفارق المقدر بأحد عشر يوما بينهما‏,‏ بدلا من استخدام أسماء الشهور الميلادية‏,‏ وأغلبها من الوثنيات القديمة‏.‏

وبذلك تكون السنة الإسلامية شمسية‏/‏قمرية تحدد السنة فيها دورة كاملة للأرض حول الشمس‏,‏ وتقسم هذه السنة إلي اثني عشر شهرا دورة القمر حول الأرض في اثنتي عشرة دورة كاملة مع حساب الفوارق‏.‏

من أوجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة
بتحديد الآية الكريمة التي نحن بصددها عدة الشهور عند الله باثني عشر شهرا تحديد للسنة القمرية كما هو تحديد للسنة الشمسية فكلاهما مكون من هذا العدد من الشهور علي الرغم من تأكيد القرآن الكريم علي الشهور القمرية ومن ثم علي السنة القمرية‏.‏
وسنة أي كوكب هي الفترة الزمنية التي يستغرقها ليتم دورة كاملة حول النجم الذي يتبعه‏,‏ وهو يجري في مدار محدد حول ذلك النجم‏,‏ وبمتوسط سرعة محدد كذلك‏.‏ ويحدد سنة الكوكب‏,‏ كما يحدد متوسط سرعة جريانه عاملان ضابطان مهمان‏:‏ هما طول مدار الكوكب حول النجم ويحدده متوسط نصف قطر هذا المدار‏,‏ وكتلة الكوكب بالنسبة إلي كتلة النجم وكلاهما مرتبط بقوة الجاذبية بين كل من النجم والكوكب الذي يدور حوله‏.‏

ومدار كل الاجرام المعروفة لنا مثل مدار كل من القمر حول الأرض‏,‏ والأرض حول الشمس هو مدار إهليلجي‏(‏ بيضاوي‏)‏ الشكل‏,‏ علي شكل القطع الناقص‏,‏ ومن قوانين الحركة في مدار القطع الناقص خضوع السرعة المحيطية لقانون تكافؤ المساحات مع الزمن‏,‏ وهذا القانون يحتم اختلاف مقدار السرعة علي طول المحيط‏,‏ فعندما يقترب القمر من الأرض‏,‏ أو يقتربان معا من الشمس لابد من أن تزداد سرعة كل منهما المحيطية حتي تزداد بالتبعية قوة الطرد المركزي علي كل منهما‏,‏ وإلا انهار هذا النظام بالكامل بارتطام القمر بالأرض‏,‏ أو باندفاعهما معا إلي سعير الشمس‏.‏
وبالمقابل فعندما يبتعد القمرفي مداره عن الأرض‏,‏ أو يبتعدان معا عن الشمس‏,‏ فإن السرعة المحيطية لكل منهما لابد وأن تتناقص بنسب محددة حتي تقل قوة الطرد المركزي لكل منهما‏,‏ وإلا انفلت القمر من عقال جاذبية الأرض‏,‏ أو انفلتا معا من عقال جاذبية الشمس فيضيعان في فسحة الكون‏.‏

والإشارة القرآنية الكريمة إلي ثبات عدة الشهور باثني عشر شهرا منذ خلق الله السماوات والأرض تأكيد ضمني علي انضباط كتل‏,‏ وأحجام‏,‏ وأبعاد وسرعات الأرض‏,‏ وجميع أجرام السماء منذ اللحظة الأولي للخلق‏,‏ وإلي أن يرث الله تعالي الأرض ومن عليها‏,‏ وإلا لانهار بناء الكون‏.‏ وفي انضباط هذه المسافات ضبط لكميات الطاقة التي تصل من النجم إلي كل كوكب يدور في فلكه مثل الأرض‏,‏ ولو زادت كمية الطاقة التي تصلنا من الشمس‏,‏ ولو قليلا لاحرقتنا ولأحرقت كل ما حولنا‏,‏ ولو قلت قليلا لجمدتنا‏,‏ وجمدت كل شيء حولنا‏.‏
ولذلك يشير القرآن الكريم إلي هذه الحقائق التي لم تدرك إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏.‏كما يشير في مقام آخر إلي أن أولي بوادر انهاء النظام الكوني هو انفلات القمر من عقال جاذبية الأرض‏,‏ ووقوعه في جحيم الشمس‏,‏ فقال عز من قائل‏:‏ وجمع الشمس والقمر‏,‏ وقد ثبت أن بوادر ذلك قد ظهرت في قدر من التباعد بين القمر والأرض‏.‏

فسبحان الذي أنزل القرآن الكريم أنزله بعلمه علي خاتم انبيائه ورسله‏,‏ ليكون للعالمين نذيرا‏,‏ والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تلقاه‏,‏ والحمد لله رب العالمين‏.‏

دار دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.