يتحدث الدكتور صالح سلامة البركات وهو استشاري نفسي واجتماعي في هذا المقال عن مجموعة مؤشرات تبين مدى التحولات والتغيرات التي تطرئ على مشاعر الأزواج المحبين. ومن هذه المؤشرات نجد:
* قد تشعر بحب كبير نحو شريكك وبعد ذلك في الصباح التالي تستيقظ وأنت تشعر بالضيق والاستياء نحوه أو نحوها.
* أنت شخص محب وصبور ومتقبل ثم في اليوم التالي تصبح كثير المطالب أو غير راض.
* لا تستطيع أن تتخيل أن تعيش بدون شريكك ثم في اليوم التالي تدخل في مجادلة وتبدأ تفكر في الطلاق.
* يقوم شريكك بفعل لطيف نحوك، ثم تشعر بالاستياء نحوه لتجاهله إياك في أوقات سابقة.
* أنت سعيد مع شريكك وبعد ذلك فجأة تشعر بعدم الاطمئنان لهذه العلاقة وبالعجز عن الحصول على ما تحتاج إليه.
* أنت كريم مع شريكك وفجأة تصبح ممسكا أو انتقادي أو غاضبا أو متحكما أو تصدر أحكاما سلبية قاسية بحق شريكك تتسم بالتحقير والتجريح.
* أنت منجذب نحو شريكك وعندما يبدي هو أو هي اهتماما تفقد انجذابك نحوه أو تجد الآخرين اكثر جاذبية منه.
* ترغب في ممارسة الجنس مع شريكك ولكنك لا تريد عندما تكون الرغبة منه أو منها.
* تشعر بالرضا عن نفسك وعن حياتك وفجأة تبدأ تشعر بعدم الجدارة وبالإهمال وبالقصور.
* تكون في شوق ولهفة لرؤية شريكك ولكن عندما تراه أو تراها يتلفظ شريكك بشيء ما يجعلك تشعر بخيبة الأمل والاكتئاب والرفض والتعب وبالابتعاد العاطفي عنه.
ربما نلاحظ أنفسنا ونحن نمر ببعض تلك التغيرات ونفقد خلالها القدرة على إعطاء الحب الذي يستحقه كل طرف، ومن الشائع جداً أن يقع بين أزواج يحبون بعضهم بشكل جنوني الشجار والكره بشكل جنوني. هذه التحولات المفاجأة محيرة حقا لكنها شائعة في نفس الوقت وإن لم نفهم لماذا تحدث، قد نعيدها إلى السحر والحسد (وهذا موجود) والجنون أو نستخلص أن الحب قد مات.
وتفسير ما سبق يعود إلى ما يلي:
يجب أن نعرف أن الحب يمكن مشاعرنا المكبوتة من الظهور في اللحظات التي نشعر بها أننا محبوبون، وفي اليوم التالي نكون خائفين من الثقة بالمحبوب وتبدأ الذكريات المؤلمة لخبرات الرفض بالظهور عندما نقابل بالثقة والتقبل لحب شريكنا. ومتى كنا نحب أنفسنا اكثر أو نكون محبوبين من قبل الآخرين، تميل المشاعر المكبوتة إلى الظهور وتخيم مؤقتا على وعينا بالحب وهي تظهر لكي تشفى وتتحرر، فقد نصبح فجأة سريعي التهيج أو دفاعيين أو انتقاديين أو مستاءين أو كثيري المطالب أو مخدرين أو مغضبين.
والمشاعر التي لم نتمكن من التعبير عنها في ماضينا تغمر شعورنا عندما نشعر بالأمن فالحب يحرر مشاعرنا المكبوتة وتبدأ هذه المشاعر المكبوتة تدريجيا بالطفو في علاقاتنا. والحال يقول أن مشاعرنا المكبوتة تنتظر حتى تشعر بأنك محبوب فتظهر لكي يتم شفاؤها ونحن جميعاً نسير حاملين جمعا من المشاعر المكبوتة جروح من الماضي تظل هاجعة في داخلنا حتى يأتي الوقت الذي نشعر بالأمن في أن نكون على حقيقتنا، تظهر مشاعرنا الأليمة.
وإذا استطعنا أن نتعامل مع هذه المشاعر بنجاح فسنشعر بعد ذلك بارتياح اكبر ونبعث حياة مفعمة في استعدادنا الإبداعي الدافئ ولكن إذا تشاجرنا مع شركائنا ووجهنا لهم اللوم بدلا من معالجة ماضينا فإننا فقط نتضايق ومن ثم نقمع هذه المشاعر مرة أخرى.
منقول
شكرا لك على الموضوع