الهجرة النبوية – العقيدة فوق الوطن
الهجرة النبوية – العقيدة فوق الوطن
الهجرة النبوية – العقيدة فوق الوطن
الهجرةُ وما أدراك ما الهجرة؟! الخروج مِن الحِمَى المبارَك، ومفارَقة خيرِ أرضٍ لله تعالى، والرحيل عن أحبِّ أرضِ الله لله، في صَفقة مبادَلة العقيدةِ بالوطن، ونبل الغاية، وسموِّ الهدَف بالمكان وإنْ شرُف، عن عبدالله بن عديِّ ابن حمراء الزُّهريِّ قال: رأيتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – واقفًا على الحَزْوَرَةِ، فقال: ((واللهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ الله، وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنِّي أُخرجتُ منك ما خرجتُ))[1]
وعن ابن عبَّاس – رضي الله عنهما – أنَّه قال: قالَ رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – لمكَّةَ: ((ما أطيبَكِ مِن بلد، وأحبَّك إليَّ! ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ، ما سكنتُ غيرَكِ))[2]
لذلك لم تكُنِ الهجرةُ هَجرًا لمكَّةَ؛ وإنَّما هجرة منها ليعودَ إليها – صلَّى الله عليه وسلَّم – بعدَ ذلك منتصرًا لدِينه وعقيدتِه، حيث كانتِ الهجرةُ بحقٍّ فتحًا مبينًا، ونصرًا عزيزًا، ورِفعةً وتمكينًا، وظهورًا لهذَا الدِّين.
[الذاريات: 50].
ويقول أيضًا: ((اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوَّضتُ أمْري إليك، وألجأتُ ظهْري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأَ ولا منجَى منك إلاَّ إليكَ))[4].
[يوسف: 106]
والشرك ضياعٌ، وصُوَرُه كثر: السحر والشعوذة، وادِّعاء عِلم الغيب (قِراءة الطالع والكفِّ)، والتطير والتشاؤم، والرُّقَّى الشِّركيَّة والتمائم، والحلِف بغير الله… في صُورٍ لا تكاد تُحصَر ولا تُعدُّ، فضلاً عن الغلوِّ في الصالحين، والتبرُّك بآثارهم، وطلَب الغوثِ مِن المقبورين، والطواف حولَ الأضرِحة، والدُّعاء عندها، وتعليق القناديل والسُّرُج والسُّتور، والذَّبْح عندها ولها، والتمسُّح بها، ويتطوَّر الحال حتى تُتَّخذ أعيادًا ومنسكًا، وإلى الله المشتكَى!
وما ضاعتْ حقوقُ الإنسان وحقوقُ الأُمم إلاَّ بهم وبأمثالهم، الشريعة الإسلامية في رأيهم السقيمِ ظُلمُ المرأة وهضْمُ حقوقها، والحدودُ قسوةٌ وبشاعةٌ وتخلُّف، وحُكم الرِّدَّة تهديدٌ لحرية الإبداع والفِكر، وأحكام الشَّرْع كلها عودةٌ إلى عصور الظلام والتعصُّب والانغلاق، بل لقدْ أدخلوها في نفَق الإرهابِ المقِيت!
متناسين قول العلي القدير: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
[النساء: 65].
[يوسف: 24]
وأمَّا امرأةُ العزيزِ، فكانتْ مشركةً هي وقومها؛ فلهذا ابتُليت بالعِشق، وما يُبتلَى بالعشقِ أحدٌ إلا لنقصِ توحيدِه وإيمانِه، وإلا فالقلْب المنيب إلى الله تعالى يُصرَف عن العِشق"[5].
[التوبة: 24].
[محمد: 7]، فلا نصرَ في الدُّنيا، ولا فوزَ في الآخِرة، إلا بهذه العقيدةِ الحنيفيَّة السَّمْحة.
قال: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾
[البقرة: 255]
فضرَب بيدِه في صدرِه، وقال: ((لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ))[7]، وثبَت في الصحيحِ عنه – صلَّى الله عليه وسلَّم – مِن غير وجه أنَّ ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ تعدِل ثُلُث القرآن[8]
وبشَّر الذي كان يَقرؤها ويقول: إنِّي لأحبُّها؛ لأنَّها صفة الرحمن، بأنَّ الله يُحبُّه.
[1]صحيح: الترمذي في المناقب (3925)، والحَزْوَرَةُ في اللغة: الرابية الصغيرة، وكانت الحَزْوَرَةُ سوق مكة، وقد دخلتْ في المسجد لما زِيدَ فيه.
[2] الترمذي في المناقب (3926).
[3] صحيح الجامع (3388).
[4] متفق عليه.
[5] "أمراض القلوب وشفاؤها" (1/26).
[6] "المسؤولية"، د. محمد أمين المصري، دار الأرقم – برمنجهام – بريطانيا، (ص: 42 – 43، 124) بتصرف.
[7] مسلم: (1921).
[8] البخاري: (4726).
الهجرة النبوية – العقيدة فوق الوطن
الهجرة النبوية – العقيدة فوق الوطن
الهجرة النبوية – العقيدة فوق الوطن
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار,,~
موضوعك قيم جدا
هداك الله الى ما يحب ويرضى
الله يعطيكـ آلف آلعآفيهـ
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
دمتي بود.