تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الظلم

الظلم 2024.

الظلم
الظلم
الظلم

دار


دار

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

الظلم هو وضع الشيء في غير محله، ومجاوزة الحق والتعدي على الآخرين في أموالهم أو أعراضهم، ومن فعل شيئاً من ذلك فقد ظلم نفسه وظلم غيره.

فإن الظلم عند أهل اللغة: وضع الشيء في غير موضعه، وقد تعددت تعاريف العلماء له،
فقيل هو مجاوزة الحق، وقيل: الظلم عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل،
وهو الجور، وقيل: وضع الشيء بغير محله بنقص أو زيادة أو عدول عن زمنه،
وقيل: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، والتصرف في حق الغير، ومجاوزة حد الشرع، هكذا عبر عن تعريفه العلماء من أهل اللغة وغيرهم، والظلم ينقسم إلى عدة أقسام:

الأول: ظلم العبد فيما يتعلق بجانب الله، وهو الشرك وهذا أعظمها.

الثاني: ظلم العبد لنفسه.

الثالث: ظلم العبد لإخوانه.

أما الظلم الذي يتعلق بجانب المولى تبارك وتعالى فهو أن تعبد غير الله،
قال سبحانه وتعالى على لسان لقمان لابنه: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ* وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان:12-13}، وفي البخاري وغيره،

عن عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله،
قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي،
قال: وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك، قلت: ثم أي، قال: أن تزاني حليلة جارك.

دار

أما ظلم العبد لنفسه: فيدخل فيه الشرك والمعاصي، كبيرها وصغيرها،
جليلها وحقيرها، فكل معصية فهي ظلم بحسبها على العبد،

وأما ظلم العبد لإخوانه فهو أن يأخذ من حقوقهم أو أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم،
ومن هذا يعلم أن من تعدى على حق الغير من مال أو عرض بأن اغتابه
أو سبه أو بهته إلى غير ذلك من جميع المخالفات تجاه الآخرين فقد ظلمه.

دار

يهابه الناسُ فهو ظالِم متجبِّر معتدٍّ.

قد يكون ظلمُه بلسانه أو يده، وقد يكون باستخدام جاهِه وسُلطته.

لا يردُّه وعْظ ولا تذكير، فهو يحبُّ التطبيلَ والتخدير.
له رفقاء وأصدقاء، وأحبَّة وخُلطاء، لم ينصحوه بكلمةٍ ولم يرْدعوه بعبارة.
هذا هو حاله، وقد يكون حالي وحالك!

الظُّلم لم يسلَمْ منه أحد، فنحن نتجرَّع مرارته، أو نُجرِّعها لغيرنا، فسامِحْنا يا ربنا.

قد يَظلم الإنسانُ نفسَه شركًا بربه، ذلاًّ وخضوعًا لغير مولاه، يصرف العبادة لسواه،
فمصيره الخذلانُ والخلودُ في النيران إنْ لم يلحقْ بركب المسلمين الموحِّدين لربِّ العالمين؛
قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

قد يكون الظلمُ بين العبد وربِّه، ذنوبًا ومعاصي، وآثامًا ومخالفات،
فيعيش ضنكًا في حياته، ووحشةً هو صنعها، وجفوةً هو سعى إليها، فيُقاسي ويُعاني،
سواد المعصية يكسو وجهَه، وضيق العيش يُطارده، والدواء مِن هذا الداء توبةٌ صادقة، ودمعة خاشعة؛
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

دار

وقد يظلم الإنسانُ غيرَه تعديًا وتجاوزًا لحدِّه، فأخذ شيءٍ لا يحقُّ له ظلمٌ،
وغِيبة أخيه المسلم ظلم، الظنُّ السيِّئ بأخيه ظلم، الإيقاعُ بين اثنين ظُلم،
الحَلِف بغير الله لاغتصابِ حقوق الناس ظلم، سِحر الناس وإيذاؤهم ظُلم،
عدم العدْل بيْن الأبناء أو بيْن الزوجات ظُلم، غصبُ الأرض ظلم؛
قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن ظَلَم قِيدَ شِبر من الأرض طُوِّقه مِن سبع أرَضين))؛ متفق عليه،
مماطلة مَن له حقٌّ ظلمٌ؛ قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَطْلُ الغنيِّ ظُلم))؛ متفق عليه.

دار

وقد يتجاوز الظلم الإنسانَ المكرَّم بعقله ليصلَ للحيوان،
ولنا في قصَّة المرأة التي دخلتِ النار في هِرَّة عذَّبتْها لم تُطعمْها لتعيش، ولم تتركْها لتجد رِزقها؛ فماتتِ الهرَّة ودخلتِ المرأةُ النار بظلمها.

هي صورةٌ مِن صُور الظلم المتعدِّدة لن نستطيعَ أن نبسطها كلَّها،
ولكن هي عِبرة وعبارات، وزفرة وزفرات؛ علَّنا نصِل لعودة صادِقة لربِّ الأرض والسماوات.

دار

الظلم حَرَّمه الله على نفْسه وجعَله بيننا محرَّمًا، فقال – سبحانه وتعالى –
فيما رواه رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حَرَّمتُ الظلم على نفْسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظالَموا))؛ رواه مسلم.

الظُّلم ظلماتٌ يومَ القيامة؛ قال – عليه الصلاة والسلام -:
((اتَّقوا الظلمَ؛ فإنَّ الظلم ظلماتٌ يومَ القيامة،
واتَّقوا الشُّحَّ؛ فإنَّ الشح أهْلَك مَن كان قبلكم، حمَلهم على أن سَفَكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم))؛ رواه مسلم.

الظلم يَظلم حياةَ الفرد فتصبح بلا معنًى ولا هدَف.

الظلم صورةٌ لفساد داخل الفرْد، ونتاج لشخصيَّة أنانيَّة متوتِّرة ومتسلِّطة.

الظُّلم عالم قاسٍ ومؤلِم ومظلم يُعانيه مَن عايشه،
فالظالم رغمَ قسوته وقوَّته يصارع الألَم الدائم في حياته وبعدَ مماته إنْ لم يتب ويعُد،
وشتَّانَ بين قلْب نام مظلومًا يلتجئ لربِّه،
ويتقلَّب بدعواتٍ صادقات فُتِحت لها أبواب السماوات، وبين قلبٍ قاسٍ غافل ظالِم؛
قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتَّقوا دعوةَ المظلوم، فإنَّها ليس بيْنها وبيْن الله حِجابٌ))؛ البخاري ومسلم.

دار

شتَّان بيْن عبد ظَلَم نفسه بالمعاصي، وظلَّ تحت راية الإسلام يُقرُّ بذنبه،
وبيْن عبد لم يعرفْ نورَ الإسلام والقُرب من الرحمن،
وظلَّ شريدًا تائهًا يتقلَّب بيْن شهوات حيوانيَّة، وأعمال شركيَّة؛
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

فيا ربِّ، كُن لنا عونًا في هذه الدنيا، واجعلنا متمسِّكين بالدِّين،
ومتَّبعين لمنهج سيِّد المرسلين، واختمْ لنا بالخير يا ربِّ العالمين.

هدى:
قال تعالى: و﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42 – 43].

نور من السنة:
قال – عليه الصلاة والسلام -: ((عُذِّبتِ امرأة في هِرَّة حبستْها حتى ماتتْ جوعًا، فدخلتْ فيها النار))؛ رواه البخاري ومسلم.
حبستْها؛ أي: بدون طعام.

وقفة:
الظلم أسرعُ شيءٍ إلى تعجيلِ نِقمة، وتبديل نِعمة!

دار

الظلم
الظلم
الظلم

دار
دارداردار
جزاك الله خير الجزاء
موضوع قيم ربي يسعد قلبك بالطاعه
جعــــله المــــولى في ميـــزان حســــــناتك
دام نبض قلبك ودام لنا جوهر انتقاءك
هناأسجل أعجابي بما تكتبين لا تحرميني جديدك تقبلي ردي المتواضع وتقييمي
الفايف ستار تقبلي مروري وتقييمي لك
دار
داردار

استغفر الله

دار

بارك الله فيك غاليت
على هذا الموضوع المفيد
لا عدمت أجره وثوابه
تقبلي مروري وتقييمي
دار

حبيبتي موضوعك رائع جدا …اصعب شي انه الانسان يضلم نفسه …….. احلى تقيم لعيونك
أختي الغالية
بارك الله بكِ
وجزاكِ عنا خير الجزاء
اللهم لا تقطع رجائها وبلغها الأماني ،
واكفها الأعادي ،
وأصلح لها شأنها ،
وأكفها أمر دينها ودنياها وآخرتها
وارزقها قلباً تواباً لا كفارًا ولامرتاباً

واغفر لها واهدها وارزقها

أنت خير الرازقين برحمتك يا أرحم الراحمين
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.