السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم أخبرنا كيف نعالج هذه النفس الواثقة بخطوات علمية ؟! .. ربما هيّجتَ في نفوسنا شيء من الحاجة إلى التغيير .. ربما في نفوس البعض أقول – ربما قلة لا ندري أو كثرة – : كيف نفهم .. كيف أعرف نفسي واثقاً أو غير واثق ؟!!
إن النفس الغير الواثقة أيها الكرام .. تعيش إشكالية نفسية وجسدية ..
في حركات جسد ذلك الإنسان .. حينما يتواصل بعينه مع الآخر لا يستطيع أن يتواصل بعينه مع الآخر بل يُنزل ببصره ..
لا يستطيع أن يتواصل التواصل الكافي .. حتى حركات جسده حينما يجلس غير مستقرة تتحرك يديه تتحرك رجليه ..
أيضاً في جسده فيه انخفاض فيه انحناء فيه انكفاء ذلك الإنسان أيها الكرام..هذا بجانبه الجسدي ..
في بنيته النفسية يميل إلى موافقة الآخرين .. أي كلمة يقولها الآخر نعم نعم ربما قبل أن يكمل الآخر كلامه .. يحاول أن يُظهر الموافقة يحاول أن يظهر أيضا أن يساير الآخرين في آرائهم لماذا ؟! لأنه عنده هيبة من الداخل من الآخرين .. لا يحمل الطمأنينة الداخلية أيها الكرام ..
ولذلك يوافق الآخرين لأنه إن لم يوافقهم ناقشوه وهو مختلف الذات من الداخل ..
أن يوجد عند ذلك طمأنينة داخلية .. بينما مشاعر ذلك الإنسان بين أحاسيسه وبين سلوكه وبين أفكاره ، لا يحدث التناقض بين هذه الأمور الثلاثة : زاوية التفكير في ذلك المثلث ، زاوية المشاعر وزاوية السلوك ..
إنهاالثقة….
الثقةالتى لم نعد نستطيع بناءهاكما يجب..بين بعضنا البعض…لما اهتز الإيمان الذى علمناه الله ورسوله…
الثقةالتى ضيعناها بين بعضنا البعض بقصد فى بعضالأحيان..وبدون قصد فى أكثر الأحيان…
بناء الثقة
أحب نفسك قبل أن تحب الآخرين…
قد يقول بعض الناس ..إن حب النفس هو الأنانية ..فإن أحببت نفسي فلن أحب غيري أو على الأقل…ستكونالأنا عندى أهم من كل شىء…ونقول لمن يفكر هكذا لا…وانظرى إلى قول الله تباركوتعالى:(لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلىالإيمان فتكفرون…)
فانظر للحكمة الكبرى التى نطقبها كلام الله منذ 1500 عام…
إن الكفار الذين هم أكثر الناس أنانية وعصبية همأشد الناس مقتاً لأنفسهم..والمفهوم ضمناً أن المتقين أحبوا أنفسهم ..فزينوها بالعملالصالح..وطهروها من سلبية الكفر..وحرروها من قيود الظلم
الحب ليس شعوراً سلبياًيقود الإنسان إلى ظلمات العقل والضمير..
الحب ليس ضياعاً فى صحراء تيه العظمةوالتكالب على الدنيا والمنافسات الغير شريفة…
والحب ليس إغراقاً فى الأنا..دونالنظر إلى الآخر…
إن الحب ليس إلا الإيجابية والمبادرة إلى الخير بوازع منالقلب ..ونور فى البصر والبصيرة…وصدق وإخلاص لا يشوبهما شائبة…وقبل كل هذااحتراماً للنفس وتقديراً لها…وعدم إهانتها أو الاستهانة بها…فهى منة الله تعالىعلينا..وهى أمانه من أماناته لدينا…وإن كل إنسان فى أعماق أعماقه يعرف الفرق بينالصواب والخطأ..والخير والشر ..والنور والظلمة..إن أول لبنة فى بناء ثقتك بنفسك وثقة الآخرين بك..ليست إلا حبكلنفسك…فلا تتردد…
بنكالأحاسيس….
كلنا يعلم ما هي الأرصدة فى البنوك…
وكلنا يدرك تماماً معنىالإيداع والسحب…
لكن هل جربنا أن نتعامل مع أحاسيس المشاعر والثقة بنفسالطريقة..
إن علاقاتنا بالآخرين تبنيها إيداعاتنا المستمرة فى أرصدة أحاسيسهمومشاعرهم …فإذا قمنا بإيداعات متكررة من الحب والود والصدق والصبر والتفاهموالتفهم ففى الغالب سنكسب صديقاً جديداً نجده وقت الفرح والجرح…نستند عليه وقتالأزمات…ونلجأ إليه فى المشكلات والمعضلات وحتى لو لم تكتسب ذلك الصديق ستجني ما هو أعظم من الصداقة ألا وهو احترامك لنفسك واحترام الآخرين لك ..
….أما إن قمنا بعمليات سحب مستمرة من الآخر بإظهار عدم الكياسةوعدم الاحترام مع مزيج من الخيانة والتجاهل وسوء الظن والمبالغة فى ردودالأفعال…فماذا سيحدث؟؟؟فى أحسن الأحوال سينتهي رصيدك وتصبح مديون…وقد يغلقرصيدك تماماً وتمنع من فتح رصيد جديد إلا بواسطة من التغيير الذى علمناه رب العزةعندما قال:
(إن الله لا يغير الله ما بقوم حتىيغيروا ما بأنفسهم..)
إن تغيير ما بالنفس هو دليلعلى القدرة على قيادتها وكبح جماح اندفاعها فى خضم الخطأ والخسران…ومتى استطعتقيادة نفسك إلى الخير والكسب الصادق لقلوب الآخرين…استطعت قيادة أمة بأسرها لمايحب الله بعون الله..فهو الذى وعد وهو أصدق من وفّى…
إن جميع علاقاتنا مبنيةعلى تلك الأرصدة فى بنك الأحاسيس..سواءاً كانت علاقات شخصية عائلية أم علاقات عمل …أم غير ذلك…وإن الثقة لا تبنيها لحظات حب أو كلمات مدح فحسب…بل يبنيها صدقطوية…وتجارب وخبرات وتعامل خاصة إذا تداخلت المصالح وليس أدل على ذلك من الرجلالصالح الذى ذهب إليه أحدهم يمدحه فقال له:
يا عبدالله لمَ مدحتني؟؟
أجربتني عند الغضب فوجدتني حليما ؟
قال : لا ..
قال : أجربتني في السفر فوجدتني حسن الخلق؟
قال : لا ..
قال : أجربتني عندالأمانة فوجدتني أمينا؟
قال : لا ..
قال : فلا يحل لأحد أن يمدح آخر ما لميجربه في هذه الأشياء…
وقد قالأفلاطون
إن الفضيلة لا تتحقق بعمل واحد فاضل .. ولكنلكي تكون حقيقة .. ينبغي أن تكون نتيجة لماضٍ عملي طويل ..
تطبيقات حياتية
…- ادخل إلى بنك أحاسيسك الشخصي…واذكرموقفين حدثا لك مع شخص واحد…أحدهما يعد إيداعاً وآخر سحباً من رصيده لديك…حاولاسترجاع مشاعرك فى الموقفين بدقة واكتبها…
إظهار احترام النفس مع النفس ومع الآخرين…
يعد الصدق مع النفسواحترام الذات لنفسها من أعظم وأسهل الطرق للوصول إلى قلوب الآخرين بالرغم أنه ليسطريقا قصيراً لكنه بالتأكيد طريقا صحيحاً مضموناً بإذن الله..وإذا كنا فى رحلاتسفرنا نختار فى بعض الأحيان الطرق الطويلة الآمنة على القصيرة الشائكة فالأجدر بناأن نفعل ذلك فى رحلات أسفارنا إلى أعماق وقلوب الآخرين…
إن النزاهة الشخصيةتعنى أن يخلص الإنسان نفسه من قيود النفاق وسوء الأخلاق..وأن يكون جديراً بإنسانيتهتلك الميزة التى فضله بها الله تعالى عن سائر المخلوقات وأن يكون جديراً بتكريم ربهله وتسخير الكون كله ليكون فى خدمته وطاعته دون حول من هذا الإنسان ولاقوة..
وكلنا يعرف أن الله تعالى قال فى سورة الحجرات:
((يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهمولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئسالاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون*يا أيها الذينآمنوااجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبأحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله توابرحيم))
هذا عن الدين والقرآن الذى قال من ألف وخمسمائةعام ما يقوله الآن علماء تطوير الذات وعلم الإدارة…فبعد بحثهم المضنى فى أسفارالخبرات الإنسانية اكتشفوا أن الشخص الذى يتكلم عن غيره بسوء مع آخر ..وهويعتقد أنهبكلامه عن الغير يتقرب لمن يكلمه وهو إنما يسحب من رصيده عنده…فمهما كان قربالشخص لمن يتكلم معه عن الغير لكن هذا الآخر يرى
بقلبه أنه لو اختلف مع صديقالمغتاب فإنه سوف يتكلم عنه بنفس الطريقة وبنفس الاندفاع وبدلاً من أن تكون الكلماتالتى بينهما عبوراً لجسر الثقة تصبح تحطيماً له..وعلى ذلك فإن الطريقة المثلى لحلالمشكله هى أن تذهب أنت ومن تثق به لمن أنت غاضب منه أو لك مآخذ عليهوتنبهينها وتستوضحين منها فى رفق عن كل ما يضايقك ..هذه الطريقة ستجعلك أقرب لكلالمحيطات والمحيطين بك لأنه سيفهمون أن هذا هو أسلوبك وطريقتك..وسيثقون أنك أبداًلن تطيعهم فى ظهورهم ولكن ستواجهبكل شجاعة وكياسة…وسيصبح رصيدك عندهم منأعلى الأرصدة..وهو المطلوب..
ولا أخفيك سراً أخي أن إحساسك أنت بنفسك وأنتتغتاب هو عدم الاحترام لها..وعدم تقديرها بل وعدم الثقة بها..وهذه هى الكارثةالكبرى…وليست الغيبة فحسب ما أتكلم عنها لكن أيضاً إفشاء أسرار الآخرين لدىالأخرين يسحب الثقة نهائياً منك ..فمن أفشى سر غيره لى سيفشى سرى بالطبعلغيري…والمؤمن كيّس فطن…فلنفطن لأنفسنا ولغيرنا…لنكسب ثقة الآخرين وننتقىمنهم من هم أهل للثقة…
يرى الكثير منا أن الاعتذار مشكلة..وأن المعتذِردائماً هو الأضعف فالاعتذار –من وجهة نظره-يقلله فى أعين الآخرين ويجعله مطية لمنهب ودب…ويرى البعض الآخر أنه أحياناً لا يفهم المعتذر إليه معنى الاعتذار فيرفضالاعتذار وفى ذلك إهانة للمعتذر…
وإذا كان الخطأ الذى نرتكبه فى حق الآخرين يعدسحباً كبيراً أو صغيراً حسب حجم الخطأ من أرصدتنا لديهم..لكن الاعتذار عند إدراكالخطأ يمحو ذلك لسح ويحوله إلى إيداع …فقط ليكن الاعتذار صادقاً ومن القلب لكىيصل إلى القلب..وإلأ فسينقلب الاعتذار ضدك بدلاً من أن يكون فى صالحك…
إنالذين لا يستطيعون الاعتذار هم فقط الذين لا يملكون القدر الكافي من الثقة بالنفسوالطمأنينة الداخلية..فالاعتذار هو عنوان القوة لا الضعف…ومهما كانت ردة فعلالمعتذر إليه…فالناس ليسوا سواسية…المهم هو الاعتذار فى حد ذاته عندالخطأ…وأنت الكاسب دائما فأنت أولاً تكسب احترامك لنفسك وتعامل الناس كماتحب أن يعاملوك..وثانياً تكسب احترام الآخرين وثقتهم فى مصداقيتك حتى ولو لميقبل المعتذر إليه لسبب أو لآخر …هذا إذا لم يكن الاعتذار متكرراً تكرراً يفقدهمعناه ..فالاعتذار المتكرر عن أخطاء متشابهة يفقد مصداقيته ويسحب من رصيدك أكثر ممايودع ويصبح عرضة للرفض الظاهر أو الباطن أكثر من القبول…فانتبه…
قانونالحب الحقيقي….
كلنا يحب…فالأم تحب أولادها…والأب يحب عائلته والزوجة تحبزوجها..والصديق يحب صديقه…لكن الحب الحقيقي هو الذى يضمن الإيداع المستمر فى بنكالأحاسيس ..هذا الحب هو الحب غير المشروط…ففى كثير من الأحيان نضع شروطاً ضمنيةلاكتمال الحب بيننا وبين من نحبهم..فالابن يجب أن يكون متفوقاً لكى نحبه ونعطيهمكانته الكاملة بيننا…والزوج يجب أن يحضر المال اللازم للحياة الرغدة للزوجةوالأبناء وإلا….والأبناء يجب أن يحصلوا على كل مايريدون من آبائهم حتى يمنحوهمبرهم ..ويضمنوا لهم معاملتهم الحسنة…وهذه الأشياء تحدث فى حياتنا دائماً ولكننالا نلاحظها…لأنها تحدث بدرجات متفاوتة..
إن الحب المشروط يضع قيداً على منتحبه وربما يجعل ردة فعله بدلاً من أن تكون حرة معتمدة على ذاتها فى اتخاذالقرار..تصبح مقيدة معتمدة اعتماداً كلياً على العناد وإثبات الذات فى مواجهةالشروط التى نضعها لاستكمال الحب…إن تلك الشروط تصبح العدو الأمثل لحقوقهم التىيشهروا أسلحتهم فى سبيل الدفاع عنها…
إن عقدة القلب هى التمرد والعصيان ..ولكىنتخلص من قيدها يجب أن يكون أساس العلاقة هو إيداعات مستمرة من الحب غيرالمشروط.
هناك طبيبة ناجحة متزوجة من طبيب ناجحمثلها..يمتلكان مستشفى كبيراً فى بلدتهما…وكان لديهما ابناً متفوقاً أعداه طيلةعمره لدخول كلية الطب ليخلفهما فى امتلاك وإدارة ذلك المستشفى العظيم وكانا يعقدانعليه آمالاً لاتنتهي…لكن حين نجح هذا الابن فى الثانوية العامة قرر فجأة دخولمجال الكومبيوتر ولم يكن هذا الشاب قد باح بميله هذا للكومبيوتر إلا من خلالالممارسات اليومية العادية للشباب ..وصدم الأبوان صدمة بالغة ودارت الأرض بهما ..فها هو حلمهما ينهدم أمام أعينهما …
إن الرسالة التى وضعها الأبوان طوالرحلتهما العمرية الأبوية مع الابن كانت رسالة حب مشروط..لدرجة أن الابن قد أحس أنأهمية التحاقه كلية الطب عند أبويه تفوق أهميته هو شخصياً كابن وإنسان لذا استماتالابن فى الدفاع عن حقه فى الاختيار ليشعر بذاته…لا للاختيار نفسه…
وكانالأب كثير القراءة فى تطوير الذات لكنه أبداً لم يحاول أن يتعامل مع ابنه بما قرأهوتعلمه…وفى أحد الأيام وقع بصره على تجربة الحب غير المشروط فقررأ ن يطبقه هووالأم على الابن مع تحمل نتيجة اختيارات الابن أياً كانت…فقد أراد الفعل أن يحررابنه من قيد وضعه فى عنقه طوال حياته دون أن يشعر…فاجتاز الأب تلك المرحلة هووالأم وعبرا فوق طموحهما الشخصى …وجلسا مع ابنهما جلسة ود أفهماه سبب تعصبهماوحماسهما لتلك الكلية..وبينا له بصدق أنهما وصلا إلى قناعة باحترامهما اختياره أياًكان..وهذا الاختيار أياً كان لن يكون له أى علاقة من قريب أو من بعيد بحبهما الأبويله هذا بالإضافة إلى أن ما يفعلانه الآن ليس لأنهما يريدان التأثير عليه بل لأنهماقد تطورت شخصياتهم ووجهة نظرهما بعد أن فهما أنفسهما وفهما حرية الإنسان فىاختياراته بالشكل الصحيح…لم يتكلم الشاب عندئذ..ولاذ بالصمت…وبعد يومين أخبرهماأنه سيلتحق بكلية الحاسب الآلي..وكان الأبوان مستعدين لهذه الإجابة فتقبلاها بصدررحب وقدما له التهنئة…ولكن بعد يومين آخرين فوجئا بأن ابنهما قد قدم أوراقهللالتحاق بكلية الطب…وأخبرهما أنه لم يفعل ذلك من أجلهما فقط لكن لأنه يريدبالفعل أن يخوض تلك التجربة وأن يحاول النجاح فيها…فقد تحرر الابن من عقدة التمردوفك قيد أسره واصبح قادراً على الاختيار دون تهديد ضمني بسحب الحب الأبوى منه..وفرحالأبوان ولكن فرحة معتدلة فقد كانا قد تعلما قوانين الحب غيرالمشروط….
ثقة الآخرين بناء تبنيه تصرفاتناوأفعالنا ومصداقيتنا…ولكى نعمل معاً يجب أن يكون لكل منا رصيده الكبير لدى الآخروإلا سينهاربناؤنا
صراحة مباشِرة ، لا تكون مجاملا لأنك لست أمام غريب .. أمام هذه النفس التي تريد تقويمها ..
إنما يكون هو الحوار الصريح ..
تحديد السلبيات : خطوة أساسية .. تحديد الإيجابيات .. ثم دعم هذه الإيجابيات ثم الذهاب إلى السلبيات وجعلها في قائمة متدرجة .. وأبدأ بعلاج الأهون منها فالأشد فالأكثر شدة ..
هذه طريقة تدرجي في التعامل مع عيوبي لماذا ؟! لأني إذا بدأت بالأقل فإني احتمال النجاح والانتصار على ذلك العيب هو أكبر ثم يأتي مردود نفسي وهذه نظريات من نظريات علم النفس
تقوّي ذاتي من الداخل فأنطلق وهكذا يكون العلاج السلوكي في علاج الإنسان لذاته ..
الجمع بين اللباقة والوضوح .. ليس معنى الوضوح عدم قدرتك على التعبير عن فلان أو ضد فلان حينما يكلمك أو يخطئ عليك ما لم تقم وتشتمه لا :
والله يا أخي الكريم بارك الله فيك أنا أعتقد وأرى رأياً آخر أننا لو فعلنا كذا وكذا ..
أنت عبّرت عن رأيك بأسلوب ممتاز بأسلوب جيد فيه ذكر الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
فانتشرت السكينة في ذلك اللقاء وفي ذلك الحوار ..
ما تستطيع أن تتواصل بصرياً معه يجب أيضا أن تدرّب جسدك أن تدرب أيضاً عينيك أن تدرب أيضا نبرة صوتك ربما تحتاج إلى مراكز تدريب المهارات لا بأس في ذلك .. استخدام بعض العبارات ترددها على نفسك : أنا جرئ أنا واثق أنا كذا أنا من سلالة النبي ..
في الأطروحات الغربية هناك الكلمات : أنا جرئ أنا قوي أنا واثق لكن لا أرى النفس أن تُطرح لوحدها .. إنما الروح تُمزج معها فتأتي القوة : أنا قوي أنا عزيز بالله أنا واثق بنفسي أنا أحب النبي أنا على طريقة النبي أنا قادر على التعامل مع الآخرين ..
أنظر حينما نجعل النفس تتناقض مع الروح بإذن الله سبحانه وتعالى .. هذه الروح تنشر الهدوء على النفس ..
فإننا إذا تعاملنا بطريقة نفسية بحتة فتكون ناشفة من الداخل طريقة تقليدية لا تكفي لأن العلاج يجب أن يقوم أيها الكرام على طبيعة المجتمع ولا يقوم على طبيعة المجتمعات الأخرى .. ما دام عندنا مقوّمات معينة نوظفها في أساليب العلاج ..
من الأساليب أيضا أيها الكرام أن نقتنع ـ وأعيدها ثانية ـ أن اللباقة والوضوح مفهومان متكاملان لا متضادان .. فنركز على هذه الحقيقة وأعدتها لأهميتها أيها الكرام ..
من الوسائل عدم الانشغال بالطرف الآخر.. لا أنشغل بالطرف الآخر: ماذا يقول الناس عني؟ لاأجعل مركز تحكمي خارجي ماذا يقول الناس ؟! ما رأي فلان ؟! ..
لا بأس أن الاهتمام بعرف الناس أمر حسن لكن الاهتمام بأوامر الله بأوامر النبي بحاجاتي النفسية المباحة والشرعية هو أولى من الاهتمام بحاجات الناس الطبيعية وليست المفروضة أو العرف الشيء الواضح عند الناس ..
من الأساليب أيها الكرام أيضا أن تستوي وأشرنا لها ابتداءً عند كلا ونعم .. وإذا قلت لا تقولها بصريخ وضجيج .. فقل : والله ربما لي رأي آخر أيها الكريم .. إنها لغة من الأدب ليس الخنوع وإن اضطررت فقل : لا يا أخي أنا ما أرى هذا الرأي ..
لن تستطيع المُسايسة إن لم تبني نفساً واثقة ..
لن تستطيع التعامل الجيد إن لم تبني نفسا مطمئنة .. تستقر مع ذاتها ..