السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إلى محبي الكنافة والقطايف لكم أهدي هذه القصة وهذه الأبيات
من الحكايات القديمة التي يتداولها الناس بأن أحد الرجال غضبت عليه زوجته فغادرت منزله إلى بيت أهلها وبقيت فيه شهوراً سعى خلالها المصلحون ففشلوا في إصلاحهما فدخل شهر رمضان المبارك، وذكر الزوج زوجته وكنافتها وعلمت الزوجة وتذكرت حب زوجها لها ولكنافتها فبعثت إليه بصينية كنافة كان تأثيراً أكبر من تأثير المصلحون
فما كاد الزوج يتلقاها حتى ابتهج وحملها ومضى بها إلى بيت زوجته ليفطر معه فما كادت تراه مقبلاً حتى هرعت إلى باب البيت تستقبله مع مدفع الإفطار الذي كان قد انطلق في تلك اللحظة فجلسا معاً يتناولا طعام الإفطار في لحظات سعيدة هانئة.
لذا ننصح وفي هذه الأيام لكل متخاصم مع زوجته أن يهديها أو تهديه طبقاً من الكنافة
قال أبو الحسين الجزار أحد عشاق الكنافة والقطايف فى الشعر العربي إبان الدولة الأموية :-
ومالي أرى وجه الكنافة مُغضباً .. ولولا رضاها لم أرد رمضانها تُرى اتهمتني بالقطايف فاغتدت .. تصُدُ اعتقاداً أن قلبي خانهــا ومُذ قاطعتني ما سمعت كلامها .. لأن لساني لم يُخاطب لسانهـا
قال ابن عينين وهو يصور الخصام بين الكنافة والقطايف:- غدت الكنافة بالقطائف تسخر .. وتقول: إني بالفضيلة أجدر طُويت محاسنها لنشر محاسني .. كم بين ما يطوى وآخر ينشر فحلاوتي تبدو وتلك خفية .. وكذا الحلاوة في البوادي أشهر
ويقول الشاعر المصري ابن رفاعة نائب الأمير ناصر الدولة في الكنافة: وافي الصيام فوافتنا كنافته .. كما تسنمت الكثبان من كثب
كانت الكنافة سابقا وقفاً على الأغنياء دون الفقراء فهي طعام الملوك والأمراء والأثرياء وعلية القوم، ومن نفاستها وغلاتها وندرتها استهداها الشاعر المصري الجزار من أحد الرجال الأغنياء اسمه شرف الدين فقال: أيا شرف الدين الذي فيض جوده .. براحته قد أخجل الغيث والبحرا لئن أمحلت أرض الكنافة إنني .. أرجو لها من سحب راحتك القطرا فعجل بها جوداً فما لي حاجة .. سواها نباتاً يثمر الحمد والشكرا
أبد ع الشعراء في حبهم للحلويات وعبروا عن ذلك في شعرهم الغني بالطرافة وخاصة حين تجتمع القطائف والكنافة على مائدة واحدة
يقول الشاعر سعد بن العربي وقد تأتى له ذلك: وقطائف مقرونة بكنافة .. من فوقهن السكر المدرور هاتيك تطربني بنظم رائق .. ويروقني من هذه المنشور
والشاعر أبا الحسن يحيى الجزار الذي كان محباً للكنافة التي قال فيها: ومالي أرى وجه الكنافة مغضباً .. ولولا رضاها لم أرد رمضانها ثم قال داعياً: سقى الله أكناف الكنافة بالقطر .. وجاد عليها سكراً دائم الدرِّ
قال الشاعر ابن الرومي في وصف المشمشية (قمر الدين): قشر من الذهب المصفى حشوه .. شهد لذيذ, طعمه للجاني ظلنا لديه ندير في كأساتنا .. خمرا تشعشع كالعقيق القاني وكأنما الافلاك من طرب بنا .. نثرت كواكبها على الأغصان
ومن الأشعار التي كتبت عن حلويات رمضان
لله در قطائف محشوة شبهتها لما بدت في صحنها من فستق دعت النواظر واليدا بحقاق عاج قد حشين زبرجدا وقطائف مقرونة بكنافـه هاتيك تطربني بنظم رائق من فوقهن السكر المذرور ويروقني من هذه المنثور الليل فيك مؤرخ بضيافـه هذي زلابية وتلك كنافـه
أرجو أن تنال إعجابكم
ما دعوة أنفع يا صاحبي *** من دعوة الغائب للغائب ناشدتك بالرحمن ياقارئاً *** أن تسأل الغفران للكاتب
|