يسعى الآباء دائما إلى تحسين سلوك أبنائهم عندما يخطئون ويتبعون أساليب معينة فى العقاب كالضرب واللوم أو التجاهل أو التعنيف بالألفاظ فيتصورون أنها تكفى ليصنعوا من أبنائهم جيلا صالحا ولكن قد يحدث العكس فيصبح الأبن عنيفا متمردا أو منطوىا ، لذلك نبين أثر طرق العقاب الخاطئة على الأبناء مع تقديم أساليب جديدة لكيفية المعاقبة الصحيحة للأطفال.
لاحظت من خلال مشاهدتى لنماذج كثيرة أن أكثرهم يلجأوون لأسلوب الضرب بل والمبرح ..فهذه امرأة كانت جالسة أمامى فى احدى وسائل المواصلات وعندما أخرج إبنها يده الى خارج النافذة فوجئت بها تصفعه على وجهه بقوة ،والغريب أن الطفل والذى كان يبدو فى عمر السابعة سنوات لم يبد أى رد فعل.
وهذه رانيا تعمل مدرسة تقول أبنائى يتسمون بالشقاوة وجربت معهم كافة أنواع العقاب كالحرمان من المصروف أو عدم التحدث معهم لفترة من الوقت ،ولكن الذى يحدث أنهم لايبالون ويستمرون فى فعل ما يضايقنى فلا أشعر بنفسى الا و أنا منفعلة عليهم ، والضرب فى رأيى جزء من التربية وانما فى حدود ، فأحد أبنائى أصبح يخاف من أن يغضبنى ويحاول الإلتزام ، أما الآخر فلا جدوى معه . أما منال دكتورة صيدلانية فتقول منذ أنجبت إبنتى وأنا أحاول أن نكون أصدقاء فعندما تخطىء لا ألجأ إلى العقاب بل أتحدث معها وأشرح لها مدى الخطأ الذى إرتكبته ، وأنها إذا لم تفعله ذلك مرة أخرى سيزيد حبى لها وثقتى فيها والحمد لله فهى تستجيب وتحاول إرضائى دائما.
و وفى البداية يوضح الدكتور صلاح الدين السرسى استشاري الصحة النفسية بمركز مقياس للأبحاث والتدريب أن الطفل يندفع أحياناً فى سلوكه بحيث يتصرف بطريقة غير مقبولة مما يعرضه للعقاب من قبل أبويه حتى لا يكرر السلوك الخاطىء فى المستقبل ،ولكن غالبا الذى يحدث أن طريقة العقاب تفشل فى إحداث الأثر المطلوب لأن الطفل لا يعلم لماذا يعاقب ؟ اذن لابد من أن يوضحان له أن فعله كان خاطئا ثم يعطيانه فكرة عن كيفية إتمام العمل بطريقة صحيحة ،كما أنه لا ينبغى ألا نعاقب الطفل على ارتكابه الخطأ أول مرة لأنه لايعلم أن ما صنعه أمر غير مسموح به ولا يعرف الفارق بين الفعل الصحيح والفعل الخاطىء ، وهذه مهمة الآباء فالطفل دائما فى حاجة إلى الفهم ،لذلك لابد أن يحدد الآباء الهدف من عقابه والذى هو تعديل سلوكه بما يتوافر والمعايير الأخلاقية والاجتماعية السائدة فى المجتمع وألا يحيد عنها فى تصرفاته مستقبلا . هنا لابد من إلقاء الضوء على الأساليب الخاطئة التى يمارسها الآباء في عقاب الطفل ومنها الضرب و يأتى على رأس أساليب العقاب الخاطئة في تربية الأطفال ، يليه أسلوب الترهيب من أي شىء وبأي شىء كتخويفه من ( أبو رجل مسلوخة – العو).
التهديد والوعيد والعقاب الشفهي بإستخدام عبارات حادة وشتائم قاسية التي تترك آثارها السيئة على نفسية الطفل وسلوكه.
– إستعمال عبارات ذات معنى سلبي حتى ولو على سبيل المزح معه مثل (لا أحبك – لا أريد التحدث معك) ، لأنه يترسب بداخله ويعتقد أنه بالفعل شعور حقيقي.
– إصدار الأبوين أحكاما بعقاب الطفل وكأنه حكم قضائي، فهذا الأسلوب بعيد عن مفهوم الأسرة التي تتميز بالرحمة. فالعقاب غير العادل للطفل يسبب شروخا في نفسيته، ويدفعه للانفعال كما أن العقاب المشحون بالغضب تجاه الطفل من أكثر الأساليب الخاطئة في التعامل معه فيكون طريقة للقمع أكثر منها تقويماً لسلوكه. فهذه الأساليب السالف ذكرها تؤدي إلى فقدان إحساس الطفل بالحب والعطف من الآخرين ونحو الأخرين ، ويجعله ضعيفاً فاقداً للثقة في نفسه وفيمن حوله ، و يؤدي به إلى عدم إحترامه الآخرين ، بالإضافة إلى أنه يكتسب منهم أساليب الصياح والشتائم ، لأن الطفل يميل إلى التقليد ، وممكن أن تجعله هذة الاساليب الخاطئة دائما في حالة خوف من أن يُهان من الآخرين فينعزل ، أو ترسخ هذه الأساليب العقابية غير سليمة شعور الطفل بالذنب فيصاب بالخوف المرضي (الرهاب أو الفوبيا) والقلق ، والاكتئاب.
لذلك يجب الإبتعاد عن هذه الأساليب مع الطفل فمثلا لا يهدد بأنه سيترك لوحده إذا لم يتناول طعامه أو لم ينجز ما طُلب منه ، فالتعامل معه يكون أفضل باللين والحنية ، مع توضيح مساوئ ومميزات كل شئ من حوله ، وترك له حرية التصرف ، ولكن مع العناية به من بعيد فلا يشعر بأنه مُراقب ..كذلك من المخاطر التى تؤدى العقوبة غير الملائمة اليها.
-تعلم الطفل الكذب فالعقوبة القاسية التي تكرر ، تجعل الطفل يخاف أبويه فيلجأ الى الخداع لتفادى العقوبة وبالتالى سوف تفسد حياته.
– صلابة الطفل و قسوته مع الآخرين.
-الاضطراب النفسي للطفل ، فإذا لم يكن لديه قدرة على المقاومة سوف ينكمش وتراوده الأحلام والخيالات فتكون الملاذ للهرب من عنف الآباء بدلا من إنطلاق طبيعته معبرة عن الفعل الذى يرغب فى ممارسته ، وتسمى هذه الخيالات بالإنحراف الذهني للطفل.
ومن أجل نجاح أسلوب العقاب يقول د. صلاح الدين السرسى : _ لابد وأن يتم العقاب فوإ ارتكاب الطفل للخطأ – لكن بعد هدوء الآباء حتى لا يعرضوا أطفالهم إلى الإيذاء – بحيث لا يستعصى على ذاكرة الطفل الربط بين الأمرين.
– لا يجوز إتباع قاعدة عامة عند تطبيق أساليب العقاب، فلكل طفل مفتاحه الذى يتعلم الصواب والخطأ من خلاله.
– أن يتسنى للطفل فهم الغرض من العقوبة وإلا سيرى أبياه رجلا مستبدا.
– الثقة بالطفل وأنه حسن النية، لأن قلة التشجيع وعدم الثقة لا يساعدانه على تحسين عاداته.
– الإقلال من العقوبة يحقق الغرض المطلوب منها. وكلما كان الأب حكيماً كلما قلت التصرفات التى يلجأ فيها إلى معاقبة طفله.
– وعن أساليب العقاب الصحيح التى على الآباء والأمهات اتباعها يقول دكتور صلاح الدين السرسى إن استخدام العقاب بالشكل الصحيح يعلم الأطفال الطرق الصحيحة في حل المشاكل، لأنه يعلم الطفل كيف يتوقف ليفكر فيما قام به ، ويمنح الآباء وقتا «للتهدئة» حتى لايتخذ أي منهما رد فعل يندم عليه فيما بعد ..وهذه أساليب العقاب السليم:
الحرمان من الأشياء التى يريدها الطفل ويحبها مثل الحلوى أو الخروج أو اللعب بالكمبيوتر وغيرها من الأشياء المحببة له، ويتم ذلك لفترة معينة لا تتعدى ثلاثة أيام بحد أقصى وخمس دقائق بحد أدنى ويجب على الوالدين الا بتعاد عن العقاب البدنى والنفسى.
خير الأفعال هى الصمت دقيقة واحدة فأثناء صمتك يتحول تفكير الطفل عما كان يريده إلى التفكير فيما سيحدث له، فيبدأ فى التنازل عن الأشياء التى يريدها ويحاول بكافة الطرق التوصل لاسترضاء الأم.
1 الحجز المؤقت: ((كأن يطلب من الطفل الجلوس على كرسي محدد في جانب الغرفة أو أن يقف في ركن من الغرفة بعض الوقت في مساحة صغيرة)) بحيث نُشعره بأنها عقوبة ويفضل ضبط ساعة منبهة بمدة العقوبة التي تتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق.
2مع يطلب من الطفل التنفيذ فوراً بهدوء وحزم.
3 إذا رفض يؤخذ بيده إلى هناك مع توضيح سبب هذه العقوبة باختصار.
يجب إلا يتحدث أحد مع الطفل أثناءها أو ينظر إليه.
إذا انتهت مدة العقوبة يُطلب من الطفل المعاقب أن يشرح أسباب العقوبة حتى يتم التأكد من فهمه لسبب العقوبة.
تطبق هذه العقوبة على جميع الأبناء من عمر سنتين حتى 12 سنة.
إذا كرر الهرب من مكان العقوبة فعليه أن يحجز في غرفة تغلق عليه مع مراعاة أن الحجز في غرفة لا يستخدم إلا بقدر الضرورة الملحة ولمدة محدودة والأصل هو الحجز في زاوية أو على كرسي في غرفة مفتوحة.
4 يتطلّب اتّباع أي أسلوب تربوي معرفة الفئة العمرية التي ينتمي إليها الطفل: فالصغير في سنّ الثالثة أو الرابعة يستوجب التحفيز، ليشكّل العقاب الخطوة النهائية في تقويمه. فإذا طلبت منه ترتيب أغراضه أو ارتداء أو خلع ثيابه، فيحفز بما يمكن أن يستجيب له (الشوكولاته أو النزهة أو برنامجه المفضّل على التلفاز…). وإذا وعده أحد الوالدين بإعطائه هذا الشيء بعد تنفيذ ما طلب منه، يجدر تحقيق الوعد في حال استجابة الطفل ،بدون أعذار، والعقاب فى النهاية لا يتمثل فى الضرب أو إلحاق الألم البدنى بالطفل، وإنما قد تكون كلمة أو نظرة أو فعل كافياً لتوجيه اللوم إلى الطفل وإشعاره بأنه أقدم على فعل شىء خاطئ.