بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآداب التي تراعى مع الوالدين
هناك آداب ينبغي لنا مراعاتها ، ويجدر بنا سلوكها مع الوالدين ، لعلنا نرد لهما بعض الدين ، ونقوم ببعض ما أوجب الله علينا نحوهما ، كي نرضي ربنا ، وتنشرح صدورنا ، وتطيب حياتنا ، وتيسر أمورنا ويبارك الله في أعمارنا ، وينسأ لنا في آثارنا
[انظري: قضاء الدين ، ص 13 -21 ، وبالوالدين إحسانا ص 63 – 66 .] .
فمن تلك الآداب ما يلي .
1 – طاعتهما واجتناب معصيتهما : فيجب على المسلم طاعة والديه واجتناب معصيتهما وأن يقدم طاعتهما على طاعة كل أحد من البشر ما لم يأمرا بمعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
إلا الزوجة ؛ فإنها تقدم طاعة زوجها على طاعة والديها .
2 – الإحسان إليهما : بالقول والفعل
3 – خفض الجناح : وذلك بالتذلل لهما والتواضع والتطامن . 4 – البعد عن زجرهما 5 – الإصغاء إليهما .
6 – الفرح بأوامرهما وترك التضجر والتأفف منهما : كما قال عز وجل – : (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا)
7 – التطلق لهما : وذلك بمقابلتهما بالبشر والترحاب ، بعيدا عن العبوس وتقطيب الجبين . 8 – التودد لهما والتحبب إليهما : ومن ذلك مبادأتهما بالسلام ، وتقبيل أيديهما ورءوسهما 9 – الجلوس أمامهما بأدب واحترام : وذلك بتعديل الجلسة ، والبعد عما يشعرهما بإهانتهما من قريب أو بعيد ، كمد الرجل أو القهقهة بحضرتهما .. 10 – تجنب المنة في الخدمة أو العطية : فالمنة تهدم الصنيعة ، وهي من مساوئ الأخلاق ، ويزداد قبحها إذا كانت في حق الوالدين . فعلى الولد أن يقدم لوالديه ما يستطيع ، وأن يعترف بالتقصير ، ويعتذر عن عدم استطاعته أن يوفي والديه حقهما . 11 – تقديم حق الأم : فمما ينبغي مراعاته – أيضا – تقديم بر الأم والعطف عليها والإحسان لها على بر الأب والعطف عليه والإحسان إليه ،
وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه –
قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله من أولى الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك [أخرجه البخاري: (5971) ومسلم: (2548)] .
قال ابن بطال – رحمه الله – عند شرحه لهذا الحديث : " مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر ، قال : وذلك لصعوبة الحمل ، ثم الوضع ، ثم الرضاع ، فهذا تنفرد به الأم وتشقى به ، ثم تشارك الأب في التربية " [فتح الباري 10 / 416 .] .
قد يقال : الأم تقدم وتفضل بالبر والإحسان والعطف ، والأب يقدم في الطاعة ؛ لأن الأب رب المنزل وقائد السفينة .
12- مساعدتهما في الأعمال 13 – البعد عن إزعاجهما 14 – تجنب الشجار وإثارة الجدل أمامهما 15 – تلبية ندائهما بسرعة أصم عن الأمر الذي لا أريده وأسـمع خلق الله حين أريد فاللائق بالولد أن يجيب والديه حال سماعه النداء .
16 – تعويد الأولاد على البر :وذلك بأن يكون المرء قدوة لهما ، وأن يسعى قدر المستطاع لتوطيد العلاقة بين أولاده وبين والديه .
17 – إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين 18 – الاستئذان حال الدخول عليهما 19 – تذكيرهما بالله دائما : وذلك بتعليمهما ما يجهلانه من أمور الدين ، وأمرهما بالمعروف ، ونهيهما عن المنكر إذا كان عليهما بعض مظاهر الفسق والمعصية ، مع مراعاة أن يكون ذلك بمنتهى اللطف والإشفاق والشفافية ، والصبر عليهما إذا لم يقبلا .
20 – الاستئذان منهما ، والاستنارة برأيهما 21 – المحافظة على سمعتهما : وذلك بمخالطة الأخيار والبعد عن الأشرار ، وبمجانبة أماكن الشبه ، ومواطن الريب . 22 – البعد عن لومهما وتقريعهما 23 – العمل على ما يسرهما وإن لم يأمرا به : من رعاية للإخوة ، أو صلة للأرحام ، أو إصلاحات في المنزل أو المزرعة ، أو مبادرة بالهدية ، أو نحو ذلك مما يسرهما ويدخل الفرح على قلبيهما .
24 – فهم طبيعتهما ومعاملتهما بمقتضى ذلك : فإذا كانا أو أحدهما غضوبا أو فظا غليظا أو كان متصفا بأي صفة لا ترتضى – كان جديرا بالولد أن يتفهم تلك الطبيعة في والديه ، وأن يعاملهما كما ينبغي .
25 – كثرة الدعاء والاستغفار لهما في حياتهما : قال الله تعالى – : (وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)
وقال تعالى – : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
26 – برهما بعد موتهما : فمما يدل على عظم حق الوالدين ، وسعة رحمة رب العالمين – أن كان بر الوالدين لا ينقطع حتى بعد الممات فقد يقصر أحد من الناس في حق والديه وهما أحياء ، فإذا ماتا عض يده ، وقرع سنه ؛ ندما على تفريطه وتضييعه لحق الوالدين ، وتمنى أن يرجعا للدنيا ؛ ليعمل معهما صالحا غير الذي عمل .
ومن هنا يستطيع المسلم أن يستدرك ما قد فات ، فيبر والديه وهما أموات وذلك بأمور منها :
أ – أن يكون الولد صالحا في نفسه . ب – كثرة الدعاء والاستغفار لهما . ج – صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما . د – إنفاذ عهدهما . هـ – التصدق عنهما .
هذه بعض الأمور التي يجدر بنا سلوكها في معاملة الوالدين .
|