تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كيف أنظم وقتي في طلب العلم الشرعي؟

كيف أنظم وقتي في طلب العلم الشرعي؟ 2024.

كيف أنظم وقتي في طلب العلم الشرعي؟الشيخ أحمد بن عمر بازمول-حفظه الله- يجيب
السؤال:فضيلة الشيخ كيف أنظم وقتي في طلب العلم الشرعي؟
الجواب:

الوقت من أهم الأمور في طلب العلم، وينبغي لطالب العلم أن يحرص على المحافظة على أوقاته، فلا يصرفها إلا فيما يعود عليه بالخير والصلاح في دينه ودنياه.
وضياع الأوقات وذهابها بلا فائدة من الخسائر العظيمة على العالم والمتعلم، لذلك نجد السلف كانوا لا يرضون بضياع الوقت، وكانوا يستغلون أوقاتهم في العلم والتعلم والتعليم والعبادات وما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم.
وتنظيم الوقت وترتيبه يختلف من طالب لآخر؛ لاختلاف أحوال طلاب العلم، فلكل طالب علم حال تناسبه، وقد لا تتناسب مع غيره.
ولكن سأذكر بعض الفوائد والقواعد والنكت لتنظيم الوقت فمن ذلك:
1- إخلاص النية في طلب العلم مع الاستعانة بالله عز وجل؛ فمن أخلص نيته لله في طلب العلم، واستعان بالله في أمره وفقه الله لكل خير .
2- البعد عن المعاصي: فالمعاصي لها أثر في ضياع الأوقات وعدم البركة فيها.
3- المحافظة على الفرائض في أوقاتها، ومحاولة تنظيم الوقت فيها.
4- الحرص على ما ينفعك من الأمور، والبعد عن ما لا ينفعك.
5- ترتيب الأمور وتقديم الأهم على المهم : روى ابن وهب عن مالك، أن رجلاً قال لرجل من أهل العلم سأله عن طلب العلم فقال له :" إن طلب العلم يحسن، لكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح حتى تمسي، ومن حين تمسي حتى تصبح، فألزمه، ولا تؤثرنَّ عليه شيئاً". أخرجه أبو الفضل الزهري في حديثه (2/522رقم549).
6- عدم التنقل من متن لآخر، أو من قراءة كتاب لآخر دون إكماله إلا لسبب عارض.
7- تقسيم الأوقات على حسب ما يحتاجه كل أمر: فوقت للحفظ . ووقت للمراجعة . ووقت للقراءة على المشايخ. ووقت للقراءة بمفردك في كتب تختارها. ووقت لقضاء أشغالك . وكل وقت من هذه الأوقات يناسبها زمان معين في حياة طالب العلم يتناسب مع حاله.
8- إعطاء العلم أعز الأوقات وأفضلها التي فيها النشاط والراحة والفراغ، ولا تجعل للعلم الأوقات التي يكون فيها الذهن والعقل والقلب متعباً أو مشغولاً أو غير مقبل على العلم.
9- الحرص على أن لا يمر عليك يوم إلا وقد استفدت فيه، سواء بمحفوظ جديد أو بمراجعة أو بقراءة ونحوها.
10-عدم الاشتغال بالمسائل الشاذة والغريبة.
11-استغلال أوقات الفراغ والحذر من التسويف وتأجيل الاشتغال بالطلب والحفظ والقراءة لأوقات بلا سبب ضروري داعٍ للتأجيل؛ قال الحسن " يا ابن آدم إياك والتسويف فإنك بيومك ولست بغد فإن يك غداً لك فكسر في غد كما كسرت في اليوم وإن لا يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم" أخرجه ابن المبارك في الزهد (4رقم[ ] وعنه هناد السري في الزهد (1/289رقم502) ومن طريقه الخطيب في اقتضاء العلم العمل (113رقم199) وأخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل (144رقم219). وقال بعض الحكماء " إياك والتسويف لما تهم به من فعل الخير فإن وقته إذا زال لم يعد إليك" أخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل (144رقم21[ .
12-الحذر من ضياع الوقت في الجلسات والاجتماعات والزيارات، فإن هذه الأمور يحصل فيها إهدار كبير للوقت، فاحرص على البعد عنها، وإذا ابتليت بها، فاحرص على إشغالها بقراءة القرآن وبالذكر أو بمراجعة محفوظ، أو بقراءة كتاب تحمله معك.
13-البعد عن البطالين الفارغين ولو كان ظاهرهم الصلاح فهم يضيعون الأوقات ولا يحافظون عليها.
14-مصاحبة طلاب العلم السلفيين الجادين الحريصين على حفظ الأوقات.
15-البعد عن البحث والتعمق في الأمور التي لم يأتِ فيها دليل ولم يتكلم فيها السلف، ولم ينقل عنهم فيها علماً من فضول العلم، التي لا يضر جهلها، ولا يحصل علم كثير بمعرفتها، كبعض تفاصيل أصحاب الكهف مما لم يأت به الخبر.
وأسوق لك فتوى للشيخ ابن عثيمين في هذا الأمر:
فقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في العلم (192رقم91) : ما توجيهكم حول استغلال الوقت وحفظه من الضياع؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله: ينبغي لطالب العلم أن يحفظ وقته عن الضياع، وضياع الوقت يكون على وجوه:
الوجه الأول: أن يدع المذاكرة ومراجعة ما قرأ.
الوجه الثاني:أن يجلس إلى أصدقائه ويتحدث بحديث لغو ليس فيه فائدة.
الوجه الثالث: وهو أضرها على طالب العلم ألا يكون له هم إلا تتبع أقوال الناس وما قيل وما قال، وما حصل وما يحصل في أمر ليس معنيًّا به، وهذا لا شك أنه من ضعف الإسلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه »، والاشتغال بالقيل والقال وكثرة السؤال مضيعة للوقت، وهو في الحقيقة مرض إذا دبَّ في الإنسان ـ نسأل الله العافية ـ صار أكبر همه، وربما يعادي من لا يستحق العداء، أو يوالي من لا يستحق الولاء، من أجل اهتمامه بهذه الأمور التي تشغله عن طلب العلم بحجة أن هذا من باب الانتصار للحق، وليس كذلك، بل هذا من إشغال النفس بما لا يعني الإنسان، أما إذا جاءك الخبر بدون أن تلقفه وبدون أن تطلبه، فكل إنسان يتلقى الأخبار، لكن لا ينشغل بها، ولا تكون أكبر همه؛ لأن هذا يشغل طالب العلم، ويفسد عليه أمره ويفتح في الأمة باب الحزبية فتتفرق الأمة"
فقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في العلم (130رقم2[ ] : كيف نرد على من قال: إن العلماء السابقين لم تكن لديهم المشاغل التي تؤثر على حفظهم كما هو حاصل لعلماء هذا الزمان، ومنهم من يكون ليس لديهم إلا التفرغ لطلب العلم وحفظه والجلوس بلا مشاغل، أما الآن فكثرت المشاغل الدنيوية التي تأخذ كل الوقت، والإنسان قد لا يستطيع الاستغناء عن هذه المشاغل؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : أقول لطالب العلم ما دمت أنك قد فرغت نفسك للعلم فكن طالب علم حقًّا ، وأعتقد أن البَنَّاء الذي فرغ نفسه للبناء لا يلتفت إلى عمل آخر، بل يلتفت إلى مهمته التي كرَّس نفسه لها ورأى أنها هي الخير له، فما دمت تعلم أن طلب العلم هو الخير وتريد أن تتخذه طريقًا فلا تلتفت إلى غيره.
وفي ظني أن الرجل إذا ثابر مع الإيمان والإخلاص وصدق النية فإن الله – سبحانه وتعالى – يعينه ولا يعبأ بهذه المشكلات، والله – عز وجل – يقول: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } (الطلاق الآية : 4) { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } (الطلاق الآيتان: 2 ، 3) فعليك بصدق النية في الطلب تجد أن الأمر سهل وميسر"
——–
منقول

باااااااااارك الله فيك ..

وجزااك خيراا كثيراااا …

🙂

بارك الله فيك على النقل المفيد
جزاك الله الجنه
بارك الله فيكِ على نقلكِ لهذا الموضوع القيم
سلمت يداكِ
دار
جزاكن الله خيرا وعلى مروركم العطر
كل عاام وانتن بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.