تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الذكاء العاطفي الاجتماعي

الذكاء العاطفي الاجتماعي 2024.

لقد تطوَّرتْ جهودُ التعامُل مع النفس البشرية والتصدي لمشكلاتها؛ من العشوائيَّة والتخمينات والاجتهادات إلى الأُسس العلميَّة، لقد عملتْ هذه الجهود العشوائية ولمدة زمنيَّة طويلة على أن تكرِّس بعضَ المفاهيم التي تعوق النجاح، مثل:

إنَّ الذكاء عملية وراثيَّة، وتتجاهل ما يحدثُ في الواقع العملي، مثال ذلك: فشل البعض في حياتهم الوظيفيَّة أو الاجتماعية، مع أنَّهم يتمتعون بدرجة أو معامل ذكاء مُرتفع، في نفس الوقت الذي يحقِّق فيه أصحابُ معامل الذكاء المنخفض نجاحًا ملحوظًا في الحياة.

إنَّ تفسير الحالات السابقة يَكمن في القُدرات الإنسانيَّة الخفيَّة، والتي نطلقُ عليها الذكاء العاطفي Emotional Intelligence .

وقد اتَّفق الباحثون والمختصُّون في مجال الذكاء على أنَّ الذكاء العاطفي والاجتماعي يعني:

توفُّر مجموعة من المهارات الشخصية لدى الفرد تتعلَّق بتعامله مع الآخرين؛ منها: الإرادة القوية، والتصميم والمثابَرة، والقُدرة على تحريك دوافع الآخرين، من خلال تحفيزهم، بجانب الحماس والإصرار على الوصول للهدفِ.

ولقد جاءتِ المفاهيم الحديثة للذكاء؛ لكي تُعطي الفرصة والأمل لِمَن لا تحمل كروموسوماتهم جِينات الذكاء (الوراثية)؛ حيث يمكن من خلال برامجَ وجهود مُخَططة أن نُكْسِب الأفراد المهارات السابقة، بغضِّ النظر عن العوامل الوراثية المحددة للذكاء.

يشار إلى معامل الذكاء (Intelligence Quotient I.Q)، وهو رقْم ينتجُ من حاصل قسمة سنة العقل على العمر الزمني، ثم نضرب نتيجة القسمة في مائة، والذكاء العاطفي E.Q يولِّد علاقات إيجابيَّة بين الأفراد؛ حيث يقدِّم دعْم التفكير العاطفي؛ مما يَخلق رُوح العمل الجماعي الإيجابيَّة.

عندما سُئل الرئيس الأمريكي السابق "كلينتون" عن أهم المعارف والاتجاهات التي أثَّرتْ في حياته السياسيَّة والاجتماعية، أكَّد أنه مفهوم الذكاء الاجتماعي.

أفْصَحَ الرئيس الأمريكي السابق كلينتون للصحفيين عند إحدى المكتبات، أنَّ كتاب الذكاء العاطفي الذي أهْدَتْه له زوجته "هيلاري" كان كتابًا مُشَوِّقًا للغاية، وهو يحبُّه؛ لأنه يشمل الاهتمام بمفهوم الذكاء العاطفي فيما يتعلَّق بتنشئة أو تربية الأطفالِ وتعليمهم، ويمتدُّ ليشملَ أيضًا أماكنَ العمل، وكذلك العلاقات البشريَّة بشكلٍ عملي وواقعي.

بعض القُدرات التي يتميَّز بها الذين يتمتَّعون بدرجة عالية من الذكاء العاطفي ( الاجتماعي):

الفرد الذي يتمتَّع بدرجة عالية من الذكاء الاجتماعي يتميَّز بقُدرات ومهارات تمكِّنه من:

• أن يتعامَلَ جيدًا مع الآخرين، حتى لو أساؤوا إليه.

• إحساس عالٍ بمشاعر الآخرين.

• قبول الانتقادات الموجَّهة إليه بصدرٍ رحبٍ، والتعامل معها بإيجابيَّة.

• القُدرة على الاعتراف بأخطائه والتراجُع عنها.

• القُدرة على الحصول على مساندة أكبر عددٍ من الأفراد المحيطين به.

• التعاطف مع الآخرين مَحل أزماتهم.

• أن يجيدَ إنشاء علاقات الصَّدَاقة والمحافظة عليهم.

• التحكُّم في المشاعر والانفعالات؛ سواء كانتْ إيجابيَّة أو سلبية.

• أن يجيدَ التعبير عن مشاعره وأحاسيسه.

• القُدرة على تفهُّم وحَلِّ المشكلات بين الأشخاص.

• التعامل باحترام وتقدير مع الآخرين.

• أن يتعامَلَ بدرجة عالية من الودِّ مع الناس.

• يحصل على حُبِّ وتقدير الذين يتعامَل معهم بسهولة.

• يستطيع أن يدرِكَ حقيقة مشاعر الآخرين ودوافعهم، وأن يستخدمَ نظَّارة الآخرين؛ لرؤية واقعهم.

التفكير العاطفي و التفكير المنطقي:

هل يَملك الإنسان عقلين؛ أحدهما عاطفي والآخر منطقي؟

إننا نواجِه الكثير من المواقف في حياتنا، نجدُ هناك اتجاهين يفكِّر بهما العقل في وقت واحدٍ؛ حيث يأخذنا اتجاه التفكير المنطقي إلى التعامل مع الأمور والأحداث بشكلٍ واقعي تمامًا، ويأخذنا اتجاه التفكير العاطفي إلى إدارة انفعالاتنا في اتجاه آخرَ قد يتعارَضُ مع التفكير المنطقي.

ويرتبط التفكير المنطقي بالعقل، والذي يَعني التأكيد واليقين والتعامل مع ما يَفرضُه الواقع العملي، وفي الجانب الآخر يرتبط التفكير العاطفي بالقلب الذي يعتمدُ على المشاعر، وما هو أعمقُ مما يُفرزه الواقعُ.

ولا يُمكن للإنسان أن يعتمدَ على نوعٍ واحد من التفكير؛ حيث دائمًا ما يعمل التفكيران أو العقلان؛ العاطفي والمنطقي بتوازُنٍ فيما بينهما، وتتوقَّف سيادة أحدهما على الآخر على المثيرات التي يقدِّمها الموقف، فإذا كانتِ المشاعر ذات تأثيرٍ أقوى، يُصبح التفكير العاطفي هو الأكثر تأثيرًا، ويُصبح التفكير المنطقي الأقل تأثيرًا، والعكس صحيح.

ولكن كيف يحدثُ التوافُق بين العقل المنطقي والعقل العاطفي؟

يعتمد العقل المنطقي على التفكير، بينما يعتمد العقل العاطفي على المشاعر، وتحدث عمليَّة التفاعُل والتأثير المتبادل بينهما؛ حيث يعمل العقل المنطقي في التعامل مع ما هو مَقبول، أو ما يُمكن أن يكونَ مقبولاً من العقل العاطفي، وفي بعض الحالات قد يرفُضُ العقل المنطقي كلَّ ما يقدِّمه العقل العاطفي.

وهناك ترابُط بين المخَّين في شبكات المخ (العقل) العصبيَّة؛ حيث يوجد هناك نظامُ تنسيقٍ دقيق بين التفكير المنطقي والعاطفي، وإذا زادتِ القُوَى المؤثِّرة في العقل العاطفي عن القوى المؤثِّرة للعقل المنطقي، يَعني: سيادة التفكير العاطفي.

الذكاء (العاطفي) الاجتماعي يمكن تعلُّمه واكتسابه:

A Intelligence (Emotional) and Social Learning can be Gained:

الذكاء العاطفي (الاجتماعي) بعكس الذكاء العقلي، ونسبة الذكاء التقليديَّة لا تخضع للوراثة، ويُمكن اكتسابه وتعلُّمه، وقد كشفتْ بحوثُ العلماء في هذا الصَّدد أنَّ الذكاء الاجتماعي يمكن التدريبُ عليه وتنميته، من خلال كثيرٍ من الأساليب التي تساعد على تنميته وتقويته في الشخصيَّة.

ومن النصائح التي ينصحُ بها العلماء في هذا الصَّدد؛ لمساعدتنا في الحصول على مُعَدَّل عالٍ من الذكاء الاجتماعي، أن نحافظَ دائمًا على مشاعر طيِّبة عند التعامُل مع الآخرين، وأن ندرِّبَ أنفسنا جيدًا على مواجهة الأزمات بهدوءٍ، وأن نتصدَّى لحلِّ الخلافات، خاصة تلك التي تثور عندما نواجِه مُخْتلف التأثيرات السلبيَّة لبيئة اجتماعية تعوق قُدراتنا على النمو السليم والصحة النفسيَّة.

ويتميَّز الذكاء العاطفي (الاجتماعي) عن الذكاء العقلي في:

• أن هامش التطوير في الذكاء الاجتماعي أوسعُ بكثيرٍ من هامش التطوير في الذكاء العقلي.

• أن تأثيرَ الذكاء العاطفي (الاجتماعي) على نجاح الإنسان أكبر بكثيرٍ من تأثير الذكاء العقلي.

قسَّم العلماء أنشطة الإنسان إلى ثلاثة أقسام في شكلِ ثلاث دوائر متشابكة، هي:

• المعرفة.

• الوجْدان ( العواطف).

• السلوك.

وكانت المعرفة تحظَى بتقديرٍ أعلى دائمًا، بل كانتْ تُعتبر المحرِّك الرئيس للسلوك، وأن الوجدان (العواطف) والسلوك هما عاملان تابعان لدائرة المعرفة؛ حيث سادَ الاعتقاد بأنَّ الفكرة هي الأساس في أيِّ شيء؛ لأنها تأتي من التفكير والعقل، والعقل هو المحرِّك والموجِّه لكلِّ أنشطة الإنسان.

وكان هناك البعض الذي كان ينظر إلى الوجدان – المشاعر والعواطف – على أنَّها نقاط ضَعف في الإنسان، عليه أن يعملَ من أجْل التخلُّص منها كلما استطاع ذلك، فالإنسان العاقل يجب أن يُخفِّفَ كثيرًا من مشاعره وعواطفه التي قد تقودُه إلى التَّهْلُكة.

اكتشفَ العلماء أنَّ الذكاء العقلي وحْدَه لا يحقِّق النجاح أو التميُّز، ولا يمكن الاعتمادُ عليه في التقييم، فهناك الذكاء اللفظي والذكاء العملي، والذكاء السياسي والذكاء الروحي، وذكاء الأعمال، وأخيرًا الذكاء العاطفي – الذكاء الاجتماعي.

وأدَّي اكتشاف الذكاء العاطفي – الذكاء الاجتماعي – إلى إثبات أنَّ هذا النوع من الذكاء أكثرُ تأثيرًا في نجاح الإنسان، ونموِّه وتطوّره وتألُّقه، مقارنة بالذكاء العقلي التقليدي القديم IQ، وتبيَّن أن المشاعر والعواطف ليستْ شيئًا كماليًّا أو عيبًا في النفس البشريَّة، بل هي مَصدرٌ يمدُّ الإنسان بالطاقة المتجدِّدة للنفس البشريَّة، وهذا النوع من الذكاء هو الذي يُعطي النفس البشريَّة السِّمة المميِّزة لها، ويُعطيها المعنى ويَخلق الدوافع.

دار

لا حرمك الله الأجر لهذا الموضوع الرائع تقبلي مروري ودمت بخير غاليتي كلمة صدق

بارك الله فيك غاليتي.

ورزقتي أعالي الجنان.

"

كلمات أكثر من رائعة سطرتيها ها هنا.

وبالفعل الذكاء العاطفي مهم جدا في حيتنا وخصوصا عند الأزمات

وما أجمل أولئك الذين يتميزون بالذكاء العاطفي.

"

بانتظار جديدك دوما وأبدا.

^ _ ^

روعــــــــــــــــهـ
سلمت على الانتقاء الرائع بالطرح
لـآعدمت جديدمتصفحاتك
تح ـياتي لكـ..,

نورتم الموضوع يا غاليات
دمتن بكل الود
موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

دمت لنا ودام تالقك الدائم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.