تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فتوي / حدود كذب الزوج على زوجته والعكس

فتوي / حدود كذب الزوج على زوجته والعكس 2024.

  • بواسطة

دار

دار

رقم الفتوي

136367

حدود كذب الزوج على زوجته والعكس

دار

السؤال:
أعلم أن الكذب يجوز في ثلاث حالات : على الزوجة ، وفي إصلاح ذات البين ، وعلى العدو ؛ أليس كذلك ؟
وأيضا : ما هي حدود الكذب على الزوجة ؟

دار


الجواب :

الحمد لله

جاءت الرخصة في الكذب في ثلاثة مواضع ، كما في الحديث الذي رواه الترمذي (1939) وأبو داود (4921)

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ ) .

والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى مسلم (2065)

عن أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ رضي الله عنها ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ :

( لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا ) .

دار

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ :

وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ :

الْحَرْبُ ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا .

دار

والمقصود بالكذب بين الزوجين :

الكذب في إظهار الود والمحبة لغرض دوام الألفة واستقرار الأسرة ، كأن يقول لها :

إنك غالية ، أو لا أحد أحبّ إليّ منك ، أو أنت أجمل النساء في عيني ، ونحو ذلك ،

وليس المراد بالكذب ما يؤدي إلى أكل الحقوق ،

أو الفرار من الواجبات ونحو ذلك .

دار

قال البغوي رحمه الله في "شرح السنة" (13/ 119) :

" قال أبو سليمان الخطابي : هذه أمور قد يضطر الإنسان فيها إلى زيادة القول ، ومجاوزة الصدق طلباً للسلامة ورفعاً للضرر ، وقد رخص في بعض الأحوال في اليسير من الفساد ، لما يؤمل فيه من الصلاح ، فالكذب في الإصلاح بين اثنين : هو أن يَنمي [ أي: يبلغ ]

من أحدهما إلى صاحبه خيراً ، ويبلغه جميلاً ،

وإن لم يكن سمعه منه ، يريد بذلك الإصلاح .

والكذب في الحرب : هو أن يظهر من نفسه قوة ، ويتحدث بما يقوي أصحابه ، ويكيد به عدوه ،

وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

قال : " الحرب خدعة ".

وأما كذب الرجل زوجته فهو أن يعدها ويمنيها ، ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه ، يستديم بذلك صحبتها ، ويستصلح بها خلقها ،

والله أعلم .

دار

وقال سفيان بن عيينة : لو أن رجلاً اعتذر إلى رجلٍ ،

فحرّف الكلام وحسنه ليرضيه بذلك ، لم يكن كاذباً يتأول الحديث :

" ليس بالكاذب من أصلح بين الناس "

قال : فإصلاحه ما بينه وبين صاحبه أفضل من إصلاحه ما بين الناس .

دار

وروي أن رجلاً قال في عهد عمر لامرأته :

نشدتك بالله هل تحبيني ؟

فقالت : أما إذا نشدتني بالله ، فلا ،

فخرج حتى أتى عمر ، فأرسل إليها ،

فقال : أنتِ التي تقولين لزوجك : لا أحبك ؟

فقالت : يا أمير المؤمنين نشدني بالله ، أفأكذب ؟

قال : نعم فاكذبيه ، ليس كل البيوت تبنى على الحب ،

ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب "

انتهى .

دار
وقال النووي رحمه الله في "شرح مسلم :

" وَأَمَّا كَذِبه لِزَوْجَتِهِ وَكَذِبهَا لَهُ : فَالْمُرَاد بِهِ فِي إِظْهَار الْوُدّ ،

وَالْوَعْد بِمَا لَا يَلْزَم ،

وَنَحْو ذَلِكَ ؛ فَأَمَّا الْمُخَادَعَة فِي مَنْع مَا عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا , أَوْ أَخْذ مَا لَيْسَ لَهُ أَوْ لَهَا : فَهُوَ حَرَام بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ .

وَاَللَّه أَعْلَم " انتهى .

دار

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" :

" وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذِبِ فِي حَقّ الْمَرْأَة وَالرَّجُل إِنَّمَا هُوَ فِيمَا لَا يُسْقِط حَقًّا عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا أَوْ أَخْذ مَا لَيْسَ لَهُ أَوْ لَهَا "

انتهى .

دار

وقال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله

في شرح رياض الصالحين (1/ 1790) :

"كذلك من المصلحة : حديث الرجل زوجته ، وحديث المرأة زوجها فيما يوجب الألفة والمودّة ،

مثل أن يقول لها : أنت عندي غالية ، وأنت أحبّ إليّ من سائر النساء ، وما أشبه ذلك ، وإن كان كاذبًا ، لكن من أجل إلقاء المودّة ، والمصلحة تقتضي هذا "

انتهى .

والله أعلم .

دار

منقول من
موقع الإسلام سؤال وجواب

دار

فتوى جميلة جدا
استمعت بقراءتها وفيها فائدة للزوجين
بارك الله فيكِ
دار


الله يجزااك كل خير يا قلبي

فتوى مهمه

بارك الله فيك

🙂

دار

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.