بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات في المنتدى الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسد الله الغالب وسيد الشهداء ألحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه والذي كان دخوله بالإسلام نقطة تحول كبيرة أسهمت بتغيير ميزانين القوى فيما خص تثبيت ورفع مشاعر ومعنويات جموع المسلمين الداخلين في الدين وغيرهم من الذين توافدوا اثر دخول وتبني شخصيات مرموقة في مجتمع قبلي يعتمد القوة والعنعنة منهجا آنذاك للدين الجديد الذي ينسف كل ما جب قبله وبذا فان دخول ألحمزة وغيره من كبار القوم كان له كبير الأثر على سيرة خط تلك الدعوة الكريمة ولكن تبقى لذلك الأسد الضرغام خصوصية كبرى خصوصا عندما نصر المسلمين وقوى من ضعفهم كونه أسدا مهابا عند قومه ولا يجروء من احد على اعتراض سبيله كما جرى اثر إعلانه الدخول في الإسلام الذي مر وسيط سكوت وإذعان القوم له دون غيره لذا سوف ننقل إليكم تلك الكليمات في حق ألحمزة رضي الله عنه…
هو حمزه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وهو عم رسول الله وأخوه من الرضاعة أرضعتهما ثويبه مولاة أبي لهب بن عبد المطلب
كان حمزه أسن من رسول الله بسنتين.
كيف كانت تسير حياته ؟
كان أعز فتى في قريش وكان يقضي ليله في الحانة يشرب الخمر ويسمع المعازف والغناء , أما نهاره فصيد
وقنص ، وكان لا يلقي التفاتا لدعوة ابن أخيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ولا يبالي بأخباره فكيف يترك اللات
والعزى ويعبد الهاً واحد .
إسلامه :
ذات يوما خرج حمزه من داره متوشحا قوسه ليمارس هوايته المحببة ورياضة الأثيرة لنفسه الصيد والقنص
ولما قضى يومه عاد وذهب كعادته إلى الكعبة ليطوف بها وقريبا منها لقيته خادمه لعبد الله بن جدعان فقال له في
لهفه : يا أبا عمارة لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد أنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره .
استشاط حمزه غضباً ثم مد يمينه إلى قوسه فثبتها فوق كتفه وانطلق في خطى سريعة إلى أبا الحكم فوجده عند الكعبة
يتوسط قومه ، وفي هدوء رهيب تقدم حمزه ثم استل قوسه وهوى بها على رأس أبا الحكم فشجه وأدماه ، وقبل أن
يفيق أشراف قريش من الدهشة قال حمزه : أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ ألا فرد ذلك على أن
استطعت .
ولما علمت قريش إن حمزه قد اسلم عرفوا إن محمد قد عز وامتنع وان حمزه سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا
يتناولون منه .
أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
بعث إمام الخير حمزه في سرية إلى سيف البحر من أرض جهينة فكان أول لواء يعقد في الإسلام
منزلته :
كانت لحمزة بن عبد المطلب عند خاتم النبيين منزلة عاليه ورفيعة وقد قال عنه " والذي نفسي بيده إنه لمكتوب
عند الله تبارك وتعالى في السماء السابعة حمزه بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله.
مشورته يوم أحد :
لما علم رسول الله بمقدم قريش لتثأر ليوم بدر ، واجتمع المسلمون لصلاة الجمعة وقف رسول الله على المنبر فحمد
الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس إني رأيت في منامي رؤيا ، رأيت كأني درع حصينة ، ورأيت كأن سيفي ذا الفقار انفصم من عند
ظبته، ورأيت بقرا تذبح ، ورأيت مردف كبشا.
فقال أصحابه :
– يا رسول الله فما أولتها ؟
قال الذي لا ينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة والسلام
– أما الدرع الحصينة فالمدينة ، وأما انفصام سيفي فقتل رجل من أهل بيتي ، وأما البقر المذبح فقتلي في أصحابي ،
وأما أني مردف كبشا فكبش الكتيبة – حامل لواء المشركين – نقتله إن شاء الله .
فأشيروا على…..
فقالوا :
– إنا نخشى يا رسول الله أن يظن عدونا أن كرهنا الخروج إليهم جبنا عن لقائهم فيكون هذا جرأة منهم علينا ، وقد
كنت يوم بدر في ثلاثمائة رجل فظفرك الله بهم ونحن اليوم بشر كثير ، وكنا نتمنى هذا اليوم وندعوا الله به فقد ساقه
الله إلينا في ساحتنا هذه .
وكان حمزه بن عبد المطلب صائما فقال : لا اطعم اليوم طعاما حتى أجالدهم بسيفي خارجا من المدينة.
والحوا على رسول الله في الخروج فخرج مكره والتقى الجمعان وصال حمزه وجال وقتل من المشركين أكثر من
ثلاثين .
وانتصر المسلمون أول الأمر وولى المشركون الدبر ، ثم خالف الرماة أمر رسول الله فانهزم المسلمون .
وفاته:
تحين وحشي بن حرب ألفرصه المناسبة لقتل حمزه وحانت له حين تعثر حمزه في حفرة قد حفرها أبو
عامر الفاسق فوقع بها على ظهره فانكشف الدرع عن بطنه فلاحت ألفرصه التي كان ينتظرها وحشي فهز حربته
ثم دفعها فاستقرت تحت سرة حمزه فسقط الفارس ومات البطل وصعدت روح الشهيد إلى بارئها .
لما علم رسول الله بموت حمزه قال : رحمة الله عليك قد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات ، ولولا حزن من
بعدك عليك لسرني أن ادعك حتى تجيء من أفوا شتى
وقال عليه الصلاة والسلام " لقد رأيت الملائكة تغسل حمزه
وقال " سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزه بن عبد المطلب "
ثم وضع رسول الله عمه في القبلة ووقف على جنازته حتى شهق وبلغ به الغشى
وكفن حمزه بنمره _ شملة فيها خيوط _ كانوا إذا مدوها على رأسه انكشفت رجلاه وإن مدوها على رجليه انكشف
رأسه فمدوها على رأسه وجعلوا على رجليه الإذخر _ حشيش اخضر له رائحة طيبه _ ونزل قبر حمزة على بن
أبي طالب والزبير وأبو بكر وعمر ورسول الله جالس على حفرته
دفن حمزة مع ابن أخته _ أميمه بنت عبد المطلب _ عبد الله بن جحش في قبر واحد .
رضي الله عنه وأرضاه وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وبعد غزوة احد بكت نساء الأنصارقتلاهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن حمزة لا بواكي له
فاجتمعنساء الأنصار في بيته يبكون
وقال عبد الله بن رواحه
بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
علىأسد الإله غداة قالوا احمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا هناك وقدأصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدت وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلامربك في جنان مخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبرا فكل فعالك حسنجميل
رسول الله مصطبر كريم بأمر الله ينطق إذ يقول
إلا من مبلغ عني لؤيا فبعداليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتمضربنا بقليب بدر غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أبى جهل صريعا عليه الطيرحائمة تجول
وعتبة وابنه خرا جميعا وشيبة عضه السيف الصقيل
ومتركتنا أميةمجلعبا وفي حيزومه لدن نبيل
وهام بني ربيعة سائلوها ففي أسيافنا منهافلول
الا يا هند فابكي لا تملى فانتي الواله العبرى الهبول
الا يا هند لاتبدي شماتا بحمزة إن عزكم ذليل
وقالت صفية بنت عبدالمطلب
أسائلة أصحاب احد مخافة بنات أبي أم أعجم وخبير
فقال الخبير إن حمزة قدثوى وزير رسول الله خير وزير
دعها اله الحق ذو العرش إلى جنة يحي بهاوسرور
فذلك ما كنا نرجى ونرتجي لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوا لله ما انساك ماهبت الصبا بكا وحزنا محضري ومسيري
على أسد الله الذي كان مدرها مدرها يذود عنالإسلام كل كفور
فيا ليت شلوا عند ذاك وأعظمي لدى أضبع تعتادني ونسور
أقول وقدأعلى النعي عشيرتي جزى الله خيرا من أخ ونصير
لك مني أجمل وأرقى تحية
يارب ماأنحرم من طلتك الحلوة دى