الحمد لله و صلى الله و سلم وبارك على رسول الله و بعد :
"الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه"
أنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ [ حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه ]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عم"[ ص 127] أما ما يقوله بعض الناس "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فهذا خلاف ما جاءت به السنة ، بل قل كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" الحمد لله على كل حال"
أما أن تقول : "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"
فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك ، وهذا لا ينبغي ، بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يسره ، لأن الذي قدره هو الله عز وجل ، وهو ربك وأنت عبده ، هو مالكك وأنت مملوك له ، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع ، بل!
يجب عليك الصبر وألا تتسخط ، لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك ، اصبر وتحمل والأمر سيزول ودوام الحال من المحال ،
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً
[ صححه الألباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم 315 ]
فالله عز وجل محمود على كل حال من السراء أو الضراء لأنه إن قدر السراء فهو ابتلاء وامتحان ،
قال الله تعالى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) [ الأنبياء / 35 ]
فإن أصابتك ضراء فاصبر فإن ذلك أيضاً ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر ، وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله فإن الله يقول "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" [ الزمر 10 باختصار ] .
ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون"
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 6/439
الدعاء الثالث :
"تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو ، إلهي وإله كل شيء ، واعتصمت بربي ورب كل شيء ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبي الله الذي هو حسبنا ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم"
وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 4173 وضعيف الجامع 4348 ،
وبما أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح فإنه لا يعول عليه ولا يُلتفت له .
"حجر حابس ، شهاب قابس ، ردت عين الحاسد عليه وعلى أحب الناس إليه"؟.
هذا الدعاء لا أصل له ، وفيه عدوان على غير المعتدي ، فلا يجوز استعماله لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" .
والله أعلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
نورتي الموضوع