ما احكم قول الشاعر شوقي حين قال :
إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت ….. فإن همو ذهبت أخلاقهمذهبوا
ان ازمة امتنا الحالية التي تمر بها .. وتراجعها وتفتتها بين الامم الاخري
سببها الرئيسي هو …. انعدام الاخلاق
ففي جري كثير من المسلمين خلف الغرب مع نهضتهم الحديثة البعيدة عن الاخلاق والقيم الدينية التي تربينا عليها
بحجة ان هذه هي المدنية والتقدم
ونسينا او تناسينا ان ديننا يصلح لكل زمان ومكان وان تعاليم ديننا هي الاصلح في تعمير الارض
ومن أكثر صور الاخلاق التي غيابها وعزوف الناس عنها يسبب كثير من الالم
هو عدم توقير الكبير
لذا سنتكلم اليوم عن
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
>>من لم يرحم صغيرنا ، و يعرف حق و في لفظ : و يوقر : كبيرنا فليس منا<<
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الأدب المفرد – الصفحة أو الرقم: 272
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يقول فضيلة الشيخ "احمد النقيب " في حديثه عن خلق توقير الكبير ورحمة الصغير
"ما الذي حدث لنا في هذه الأزمان !!!!!!!!
لا الكبير يرحم الصغير ولا الصغير يوقر الكبير
انظر الي الناس اثناء وجودك في اي مصلحة حكومية … او انظر لاي اسرة …
الناس اصابها حالة من التأسد كأننا نعيش في غابة
ونسي الناس ما اخرجه الإمام احمد في مسنده ::
ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف علي صغيرنا
لذا لابد للصغير ان يوقر الكبير
التوقير يكون بالقول ..والفعل … والحال
والصحابة رضي الله عنهم ضربو لنا مثلا عاليا في ذلك الامر
والدليل علي ذلك ::
في غزوة تبوك لما اصاب الناس مجاعة شديدة
فقالو يا رسول الله لو اذنت لنا ((فانظر الي توقير الكبير … فتوقير الكبير يكون بتوقير من هو كبيرا في السن او كبيرا في القدر ))
انظر الي الادب في الكلام _لو اذنت لنا _
لذبحنا نواضحنا _والنواضح جمع ناضح وهي الابل التي يحمل عليها الماء-
فاكلنا منها وادهنا لاننا في مجاعة شديدة
فقال عليه الصلاة والسلام : افعلو
وهذا اجتهاد من النبي عليه الصلاة والسلام
فهذا الاذن ليس من قبيل الوحي ولكن هو اجتهاد
ونفهم من هذا ان افعال النبي صلي الله عليه وسلم منها ما هو تشريع ومنها ما هو اجتهاد
والنبي صلي الله عليه وسلم اجتهد لو تركهم سيموتون في هذه الفلاة المحرقة
فاجتهد النبي وراي ان المحافظة عليهم وابقائهم اولي من البقاء علي هذه النوق
فجاء عمر رضي الله عنه وقال ::
يارسول الله انك ان فعلت قل الظهر
(اي ما يركبون .. وسمي ظهرا لانها صاحبها حين يركب عليها يمون ظهوره واضحا ….وقال اخرون لانهم يركبون علي ظهورها )
..كان النفر يتعاورون علي البعير الواحد او الناقة الواحدة
_فانظر الي ادب عمر رضي الله عنه في الحديث _
ولكن ادعهم -اي ادع الناس – بفضل ازوادهم
ثم ادع الله علي هذه الازواد لعل الله ان يجعل في ذلك بركة
والازواد جمع زاد وهي: ما يتزود به الناس في اسفارهم
والفضلة اي : ما زاد
اي اجمع الناس واطلب منهم جمع الشئ اليسير … الي اخر الحديث
والشاهد من ذلك هو الادب في الحديث
لا بد للابن…ان يكون مؤدباً مع ابيه
ولا بد للصغير ..ان يكون مؤدبا مع الكبير
ولا بد للادني .. ان يحترم الاعلي
ولا بد للمتبع ان يحترم من يتبعه
ولا بد العكس ايضاً
ان يعطف الكبير علي الصغير
فان فعلنا ذلك كان ذلك بداية للتماسك في المجتمع
وهذا امر نحن ننشده
فنجعل هذا التغيير في المعاملة نجعل بدايته من الان
………………………………………….ا نتهي كلامه حفظه الله
نسال الله تعالي ان يهدينا واياكم للحق ويثبتنا عليه
و أن يرشدنا إلى الحق ويثبتنا علية
أثابكى الله أختى الكريمة
وجعل عملك خالص لوجة الله
ننتظر جديدك
ووفقكى الله لما يحب ويرضى
دمتى بخير وتوفيق من عند الله
لاعدمناوجودك ومواضيعك المتميزة مثلك
طرحك راائع و هاام جدا في زمننا
زمن اصبح كل شئ فيه عجيب
و لا مكان لبعض الاخلاق الحميده فيه
تقبلي مروري و تقييمي على موضوعك الذي شدني كثيرا
جزاك الله خيرا وبارك الله فيكِ
سلمت يداك على طرحك المهم
من المحزن امة محمد " صلى الله عليه وسلم " فيها انعدام الاخلاق
نسال الله ان يصلح احوال المسلمين وان يرزقهم احسن الاخلاق
تميزتِ في عرض الموضوع
كل الشكر والتقدير لكِ
مع اعجابي وتقييمي
من صور توقير الكبير :
أولاً توقير الوالدين
لقوله تعالى أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ لقمان ، وقوله تعالى وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا لقمان ، ولقوله تعالى وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا الإسراء
والجد مثل الوالد ؛ لقوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ يوسف
كذلك فإن العم مثل الوالد ؛ لقوله تعالى على لسان أولاد يعقوب عليه السلام قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ البقرة ، والمعلوم أن إسماعيل عليه السلام هو عم يعقوب عليه السلام، ولقوله «عم الرجل صنو أبيه» رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني
والخال مثل العم، وكذلك الأخ الأكبر ووالد الزوجة وزوج الأم وكل من له عليك حق حتى وإن كان أصغر منك سنًا، وبالمثل فإن الجدة مثل الأم، وكذلك الخالة ؛ لقوله «الخالة بمنزلة الأم» رواه البخاري
والعمة مثل الخالة، وكذلك الأخت الكبرى وزوجة الأب وزوجة الجد وأم الزوجة وكل من لها حق عليك وكلهن من المحارم
ثانيًا توقير كبار السن
حتى وإن كانوا أقل منك مالاً أو جاهًا أو علمًا؛ لعموم قوله «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا» رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني
ولقوله «كَبِّر كَبِّر» يعني الكبار أولاً متفق عليه
ولقوله «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم» رواه أبو داود وحسنه الألباني
ثالثًا توقير العلماء
حتى وإن كانوا أصغر منك سنًا أو أقل منك مالاً أو جاهًا ؛ لقوله تعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ الزمر
ولقوله تعالى يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ المجادلة
ولقوله «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» متفق عليه
ولقوله «إن العلماء ورثة الأنبياء» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
ولعموم قوله «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه» رواه أبو داود وحسنه الألباني
يقول العلماء عليهم رحمة الله إن توقير العلماء هو توقير للشريعة التي يحملونها، ويدخل في عداد العلماء حملة كتاب الله تعالى وأئمة المساجد
يقول «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» رواه الترمذي، وحسنه الألباني
رابعًا توقير الأمراء والرؤساء
لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ النساء
قال العلماء عليهم رحمة الله «أولو الأمر هم العلماء والأمراء والرؤساء»
ولعموم قوله «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط» رواه أبو داود وحسنه الألباني
ويدخل في هذا رئيسك في العمل، وقائدك في الجيش، وأستاذك في الدراسة، وما إلى ذلك حتى تستقيم الأمور، حتى وإن رأيت شيئًا تكرهه فإنك مخيرٌ بين إحدى ثلاث
النصح له ؛ لقوله «الدين النصيحة» قيل لمن ؟ قال «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم
إذا لم تتيسر النصيحة أو إذا لم يستجب، فعليك بالصبر، ولك أجر الصابر، والله تعالى يقول إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ الزمر
إذا ضاقت بك السبل فما عليك إلا أن تلجأ إلى الله أن يفرج عنك
موقف أهل الغفلة من توقير غيرهم
ومما يؤسِفُ أن طلاب الدنيا في زماننا هذا تجردوا من المروءة، فتراهم لا يوقرون إلا من يرجون النفع منه أو يخافون بطشه، فإذا زال السبب انعدم التوقير، وهم بذلك غافلون ومخطئون لأن الله تعالى هو وحده الذي يملك النفع ويدفع الضر، يقول تعالى وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ يونس
ويقول تعالى مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ فاطر
ويقول العلماء عليهم رحمة الله لا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل، ولكن هؤلاء الغافلين يُرضون من لهم عنده حاجة ولا يُرضون الله تعالى مع أن حاجتهم في الحقيقة عند الله وحده، وما الناس إلا جند من جنود الله يسخرهم لخدمة من يشاء من عباده أو لإنفاذ قضائه فيمن يشاء
نسأل الله العفو والعافية، في الدين والدنيا والآخرة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين