{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}…سورة الحجرات
متفق عليه. …
وبعد
حديثنا في هذا الموضوع عن الأخوة في الله ( الصحبة )،
لعل الناظر في أوائل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم حين قدومه المدينة هو الإخاء بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم
لعلمه صلوات الله عليه وسلم بقدر تلك المنزلة من جمع الشتات واتحاد الصف وصفاء القلب ونزول البركة.
" إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم " رواه مسلم
فتشاجر رجلان من المسلمين فارتفعت أصواتهم، فغضب صلى الله عليه وسلم، فعاد ولم يخبر الناس، ولم يحدثهم تلك الليلة،
فقد أخرجه البخاري عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ
وانظر إلى الشيطان إن حدث نزاع واختلاف بين أخوين لا يذكرهما إلا بعيوب بعضهما، ويُنسيهما عشرة وحسن صحبة دامت بينهما
وكم يخسر المسلم إن ترك لإبليس إدخال الوساوس في قلبه على أخيه.
وإلا لرأيت النفس لاهية، فلا ترعَ للأخوة مبدأ وقد تظلم وتتعدى بالكذب والغيبة والنميمة وذاك لنقص إيمانها
( إذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنميمة أو بالكذب أو غير هذا، فاعرف أن إيمانك ناقص، وأنك ضعيف الإيمان، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت … )
أنتهى
( أو كما قيل )
يكاد الكثير يدعي إيثار الآخرة على الدنيا، فذاك قولهم ويُكذبه صنيعهم.
انتهى
تجد أحدنا عند مخاصمة أخيه، يذكر عيوب كثيرة مع أن بالأمس كان مادحاً له ويرى أن تلك العيوب يسيرة.
(( من علم من أخيه سيئة فسترها ستر الله عليه يوم القيامة )).
وروى الطبراني مرفوعا ورجاله رجال الصحيح
فتجد للكلمة معنى طيب وقد تحمل الضد – الغير طيب – ، يصرف أحدنا ما يسمعه من أخيه على ما بناه من رسائل فإن كانت إيجابية
– بحسن الظن في أخيه – حملها على المعنى الحسن، وإلا فلو نطق صاحبه بالحسن لرأيته يؤولها لما يُريد
فقد قيل : ألتمس لأخيك سبعين عذر.
(( إن لله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ))
[رواه مسلم].
(( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ))
(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح) .
(( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه )).
رواه أبو داود ، والترمذي .
البخاري في الادب المفرد -صحيح الجامع (3004), الارواء (1601).
(احمد وابن شيبة والبخاري في الادب المفرد-صحيح الجامع الصخير 158).
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )).
رواه البخاري ومسلم .
الراوي:أسماء بنت يزيد المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 4/16
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
وروى الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 6706
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملَك : ولك بمِثل )).
رواه مُسلِمٌ
(( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيصدُّ هذا، ويصدُّ هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )) متفق عليه.
وقال : (( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه )). رواه ابوداود بإسناد صحيح
قال الشافعي رحمه الله : ( ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما توادَّ اثنان في الله، فيفرَّق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما )).
الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 7879
الأخوة ليست كلمة تُقال
بل هي حُسن فعال
ردك على الإحسان بالإحسان حسن
ويزداد الحُسن برد الإساءة بالحُسنى
خاصة إن كان من صاحب لم يُعتاد منه الخطأ
فالله الله، بالسماحة ولين الجانب
فبهما راحة بال وطمأنينة قلب
ولنتذكر آية عظيمة وهي قوله تعالى :
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }.
سورة الحشر 10
الله يبارك فيكِ أختي في الله
نعم التذكره تذكرتكِ التي لا تقدر بثمن
وهل يوجد أغلى من الأخوه في الله
أيها الأحباب الكرام:
المرء يوم القيامـة يحشر مع من يحب،
فإن كنت تحب الأخيار الأطهار ابتداءً من نبيك المختار وصحابته الأبرار والتابعين الأخيار،
وانتهاء بإخوانك الطيبين فإنك ستحشر معهم إذا شاء رب العالمـين،
وإن كنت تحب الخبث و الخبائث وأهل الفجور واللهو واللعب كنت من الخاسرين فتحشر معهم إذا شاء رب العالمين
أختي الحبيبه حباكِ الله بعفوه وكرمه
وسقاكِ الله من حوض الكوثر
وحشركِ مع النبيين والصديقين والشهداء
وحسن أولئك رفيقا
تقبلي تحياتي
مرور عذب وإطلـآله بهيية
لا خـلآ ولـآ عدمـ منكم يا رب
تحييتي لكمـ
شكرا لك اختي الغالية على اختيارك الرائع ..
فلو تعامل كل منا مع اخيه بكل هذا الحب والمودة لسادت روح عالية .. وما سمعنا عن الحقد او الغيرة او الكراهية التي تملأ النفوس ..
تماما كما كانت عليه الحال في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. ومن مظاهر هذا الاخاء
ما حصل بين عبدالرحمن بن عوف و سعد بن الربيع رضي الله عنهما ، حيث عرض سعد على أخيه نصف ماله ليأخذه ، بل خيّره بين إحدى زوجتيه كي يطلّقها لأجله ، فشكر له عبد الرحمن صنيعه وأثنى على كرمه ، ثم طلب منه أن يدلّه على أسواق المدينة ، ولم يمرّ وقتٌ قصير حتى استطاع عبدالرحمن بن عوف أن يكون من أصحاب المال والثراء .
بل إن كثيراً من الأنصار عرضوا على النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يقسم الأراضي الزراعيّة بينهم وبين إخوانهم من المهاجرين ، ولكنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – أراد أن تقوم هذه المواساة دونما إضرارٍ بأملاكهم ، فأشار عليهم بأن يحتفظوا بأراضيهم مع إشراك إخوانهم المهاجرين في الحصاد ، وقد أورث صنيعهم هذا مشاعر الإعجاب في نفوس المهاجرين ، حتى إنهم قالوا للنبي – صلى الله عليه وسلم – : يا رسول الله ما رأينا قوما قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل ، ولا أحسن بذلا في كثير منهم ، لقد حسبنا أن يذهبوا بالأجر كلّه " ، كما كانت تضحياتهم ومواقفهم النبيلة سبباً في مدح الله لهم بقوله : { والذين تبوءوا الدار والإيمان من ق
فاين نحن الان من هذه الروح الجميلة والمشاعر التي جعلت من الاسلام اكبر قوة في العالم في ذلك العصر .. اننا الان نخشى ان يعرف عنا اخوتنا بالدم شيئا خوفا من الحسد او الحقد .. بل ونحاول ان نظهر باسوء حال كي لا يطالبنا احد بالمساعدة او طلب العون اذا احتاج .. واصبح كل ما يشغلنا كيف يكون لنا كل شيئ ولا يهمنا سوى انفسنا ..
ونردد قول الرسول الكريم أحب لاخيك ما تحب لنفسك في حال كان لنا طلب عند أحد او احتجنا مساعدته .. ولا نتذكره في حال العكس .. بل يكون ردنا .. انا ومن بعدي الطوفان …
شكرا لك غاليتي مرة اخرى على طرحك الرائع
دمت بود