يدخلون الجنة بغير حساب
خرَج علينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فقال : ( عُرِضَتْ عليَّ الأمَمُ، فجعَل يمرُّ النبيُّ معَه الرجلُ، والنبيُّ معَه الرجلانِ، والنبيُّ معَه الرَّهطُ، والنبيُّ ليس معَه أحدٌ، ورأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فرجَوتُ أن يكونَ أمتي، فقيل : هذا موسى وقومُه، ثم قيل لي : انظُرْ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل لي : انظُرْ هكذا وهكذا، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل : هؤلاءِ أمتُك، ومعَ هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يدخُلونَ الجنةَ بغيرِ حِسابٍ ) .
فتفرَّقَ الناسُ ولم يبَيِّنْ لهم، فتذاكَر أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا : أما نحنُ فوُلِدْنا في الشِّركِ، ولكنا آمنا باللهِ ورسولِه، ولكن هؤلاءِ هم أبناؤُنا، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( همُ الذينَ لا يتطيَّرونَ، ولا يستَرقونَ، ولا يكتَوُونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ ) . فقام عُكَّاشَةُ بنُ مِحصَنٍ فقال : أمِنْهم أنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( نعَمْ ) . فقام آخَرُ فقال : أمِنْهم أنا ؟ فقال : ( سبَقَك بها عُكَّاشَةُ ) .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5752
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
والمقصود من هذا : أن المؤمن الذي استقام على أمر الله وترك محارم الله ومات على الاستقامة فإنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، ومنهم هؤلاء الذين أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم " لا يسترقون " يعني: لا يطلبون من الناس أن يرقوهم، يعني : لا يطلبون الرقية، أما كونهم يرقون غيرهم فلا بأس؛ لأنه محسن، الراقي محسن إذا رقى غيره، ودعا له بالعافية والشفاء هذا محسن. في الحديث الصحيح: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه .
أما الاسترقاء فهو طلب الرقية، وهو أن يقول : يا فلان اقرأ علي. ترك هذا أفضل، إلا من حاجة، إذا كان هناك حاجة فلا بأس أن يطلب الرقية،
وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : استرقي من كذا فأمرها بالاسترقاء ، كما أمر أسماء بنت عميس أن تسترقي لأولاد جعفر لما أصابتهم العين، قال عليه الصلاة والسلام : لا رقية إلا من عين أو حمة فالاسترقاء عند الحاجة لا بأس به،
لكن تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر، وهكذا الكي تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : الشفاء في ثلاث: كية نار، أو شربة عسل، أو شرطة محجم، وما أحب أن أكتوي .
وفي اللفظ الآخر قال: وأنا أنهى أمتي عن الكي . فدل ذلك على أن الكي ينبغي أن يكون هو آخر الطب عند الحاجة إليه، فإذا تيسر أن يكتفى بغيره من الأدوية فهو أولى، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كوى بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام، فإذا دعت الحاجة إلى الكي فلا كراهة، وإن استغنى عنه بدواء آخر مثل شربة عسل أو شرطة محجم، يعني الحجامة أو قراءة أو دواء آخر، كان أفضل من الكي،
فالمقصود أن قوله صلى الله عليه وسلم : لا يسترقون ولا يكتوون لا يدل على التحريم وإنما يدل على أن هذا هو الأفضل، عدم الاسترقاء يعني عدم طلب الرقية وعدم الكي، هذا هو الأفضل، ومتى دعت الحاجة إلى الاسترقاء أو الكي فلا حرج ولا كراهة في ذلك.
" ولا يتطيرون " : التطير هو التشاؤم بالمرئيات أو المسموعات، والتطير الشرك من عمل الجاهلية، فهؤلاء السبعون يتركون ما حرم الله عليهم من الطيرة وما كره لهم من الاسترقاء والكي عند عدم الحاجة
وانتقاء جميل ..
جزيتي خيرا غاليتي
نسال ربي لنا ولك ِجنات في جنة الخلد
سدد المولى خطاكِ لما يحب ويرضى .
تقييمي لكِ
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات
وجــــزاآآك الفردوس الاعلــــــى
ونســـأل الله لنا ولك
الثبـــات
والغفـــران
وحسن الخآتمـــــه
انتظــــر جديدك الراقـــــى والمعطــــر
فى رعآيــــــــه الله
شكـــرالكِ
وكلماتك اللطيفة دافع لي
ومرورك انار متصفحي
فلك مني الف تحية وتقدير
دمت بحفظ الرحمن