السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع الأسف كثيرا منا أو البعض منا عندما ينتهي من التجهيز للسكنى في منازل جديدة بعد أن أنهى أزواجهن العمار الذي هو قطعة من نار سلموا
الراية لهن لإتمام الإخراج الأخير من ديكورات وكهرباء وحدائق وغير ذلك
بحكم أنهن متفرغات لذلك ولأن النساء أرق ذوقا وأدرى بمثل هذه الأمور
وصارحتنا كل واحدة منهن بأنها وجدت أن جميع العاملين المحيطين بها من غير السعوديين وأنها سلمت كل واحد منهم
رزمة مالية من الألوف المؤلفة مع أن عمل العامل منهم لا يصل إلا إلى ساعات فقط
كما أنه ليس بالإتقان المطلوب في كثير من الاحايين فتساءلن بحق وألم :
أين الشباب السعودي الذي يتباكى لعدم وجود فرص عمل له ؟
قد قول قائل :
إن هذه الأعمال تحتاج لتدريب الشباب عليها قبل مطالبتهم بأدائها
وهذا الرأي محق في غايته
ولكني أرى مكان الشباب شاغرا بدرجة لافتة للنظر
والتدريب الذاتي ليس عسيرا على من يريد أن يثبت وجوده ويبني أسرته ويخدم مجتمعه فأين الطموح ؟
وأين الرجولة ؟
وأين من نعلق عليهم الآمال المستقبلية؟
لقد كان جيل الآباء والأجداد يحفرون الآبار وينحتون الصخر بأظفارهم طلبا للقمة العيش وإثباتا لرجولتهم
كما قدموا للوطن زخما هائلا من الصناعات اليدوية التي أنشؤوها بل كانوا يشدون الرحال إلى خارج البلاد بحثا عن الرزق الشاق المتغرب ورغبة الواحد منهم أن يكون يدا عليا لا يد سفلى وعالة على سواه
هل يعجز الشباب – لا سيما الذي لم يكمل تعليمه الجامعي – عن أن يقول : ها أنا ذا في مجال الأعمال اليدوية
التي تكسب ذهبا في خلال شهر بل في خلال أيام بل في ساعات أحيانا
وأين يكمن الخلل ؟
هل يكمن في مخرجاتنا التربوية في المدرسة والمنزل والجامعة على حد سواء؟
إننا لم نعد نرى- في مجمل الأمر المر- إلا شبابا هزيلا منكسرا اتكاليا يبحث عن القشور والمظاهر ويتهاوى أمام صغار العقبات قبل كبارها
يفتقد فن ابتكار الحلول وسبل إيجاد المخارج يبحث عمن يصنع له حلول مشكلاته حتى لو كان عن طريق الضحك على عقل امرأة
سواء عن طريق الحلال أو الحرام حيث أضحى الزواج من موظفة هو أقصى أماني الشاب
لا لكي تحمل عبئها المادي الباهظ عنه وإنما لتساعده على شراء سيارة خاصة له أو اقتناء منزل باسمه
وبدلا من أن تطمع فيه – كما هو المتعود – طمع هو فيها
لقد أصبح العديد من الشباب عالة على أهله ومصدر عناء إلى حد أن البعض منهم لا يضيرهم أن يأخذ أهلهم الصدقات ليعطوهم إياها
أو يكبلوا أنفسهم بالديون في سبيل عيون أبنائهم الذين ينامون نهارا ويصحون ليلا
ويتسكعون في الأسواق وبدلا من أن يصبحوا سندا وذخرا
صاروا هما دائما ينشد الحل السحري