و ان تستفيدوا منها
في البداية ابني عمره الآن 4 سنين و 4 شهور…..طبعاً لا يستطيع القراءة أو الحفظ وحده فالحفظ كله عن طريقي
بدأت معه من عمر 3 سنوات….لأن الأطفال ما شاء الله عندهم الكثير من القدرات و الطاقات…..لكننا لا نحسن استغلالها و تقديرها
بدأنا بحفظ سورة الفاتحة و المعوذات…..لأني أقرأها له بصوت مرتفع كل يوم قبل ما ينام…..فكان من السهل نوعاً ما أن يحفظها
ثم بدأنا بالسور القصار من بعد الإخلاص بالترتيب.. في البداية كان الحفظ يأخذ فترة…. ثم مع الوقت صار أسرع بالحفظ و الحمد لله
هذه بعض أفكاري التي تساعدنا في الحفظ:
أولاً: غرس محبة الله في قلبه…و محبة الجنة و الشوق لها..
لا تقولو لساهم صغار، بالعكس…اشرحوا لهم الأمر بلغة مبسطة قريبة من عمرهم…و انظروا إلى الأثر الكبير في جميع أمور حياتهم
و أن يعرف الهدف من الحفظ: حتى الله يحبني….حتى يعطيني حسنات…و يدخلني الجنة….اجعلي هذا هو الدافع
ثانياً: الحفظ بطريقة غير مباشرة.
بمعنى: لا أقول له الآن وقت الحفظ…سنجلس ساعة و نحفظ….لا تقوم لا تتحرك…..الخ….هذا وقت الحفظ
و انما استغل وقت وجوده معي في المطبخ بعد الغداء مثلاُ……اسأله ما رأيك بأن نحفظ؟…..يلا ردد ورائي….و أبدأ بالسورة آية آية
و هو يردد خلفي.. و لا انسى عبارات التشجيع بعد ان ننهي السورة….ثم نعيدها من جديد
بحكم عمره يمل بعد ثلاث او اربع مرات اعادة، فنغير الطريقة، فأقول أنا سأقرأ و انت فقط استمع…….أو انا آية و أنت آية
و اذا رغب بالتوقف نتوقف……و اعيد الكرة في وقت آخر
و لا أنسى التشجيع بالحلويات ((التي يحبها الأطفال)) فأعطيه الحلويات و اتابع شغلي بالمطبخ……….فيفرح و لا يحس بأن هناك شيء مفروض عليه
ثالثاً: مراعاة قدراته و عم التثقيل عليه..
في البداية الصور القصيرة حفظناها دفعة واحدة
أما الطويلة فنقسمها إلى أجزاء…كل جزء 3 أسطر تقريباً (حسب العمر)…و أحيانا يكون متحمس لإنهاء السورة فيطلب مني الزيادة
رابعاً: التشجيع: و هو تشجيع معنوي و مادي
تشجيع معنوي (انت بطل، ممتاز، أحسنت) أثناء القراءة و الحفظ
أيضاً أخبر والده أمامه بما حفظه فيشجعه و يطلب منه قراءة ما حفظ أمامه………هذه الطريقة تسعد الولد و تزيد ثقته بنفسه
أيضاً عن طرق الصلاة، هو بفضل الله يعرف كيفية الصلاة…و تعلم من والده كيف يكون إمام و يقرأ بصوت مرتفع، فعندما نكون وحدنا
بالبيت..صلاة المغرب أو العشاء…اقول له: الان أنت الإمام، فيسعد بذلك فيكبرو يقرأ بصوت مرتفع الفاتحة و سورة قصيرة يختارها بنفسه….ثم يتابع باقي الصلاة..
التشجيع المادي يكون بين فترات متباعدة……مثلاً عندما حفظ سورة البينة- بحكم انها صعبة نوعاً ما- أحضرنا له هدية
ثم عندما حفظ سورة الفجر –باعتبار انها أطول سورة وصلنا لها – أحضرنا له هدية
و وعدته بحفلة كبيرة و هدية كبيرة عندما ينهي حفظ جزء عم كاملاً بإذن الله
خامساً: استغلال فترة قبل النوم…
لا تتخيلوا هذه الفكرة كم تفيد…… انا أقرأ لأطفالي بصوت عالي قبل النوم: دعاء النوم، المعوذات، بعض من أذكار المساء، ثم
انشودة حنونة (تنغيمات الأطفال قبل النوم متل اللي كانت امي تغنيها لي….ما بعرف شو اسمها بالضبط)
المهم……صرت أقرأ الآيات التي نحفظها (إذا لم نكن أنهيناها بعد)..أو أقرأ الآيات الجديدة التي سنبدأبحفظها غداً
أقرأها 3 أو 4 مرات قبل أن ينام…..يساعد هذا بطريقة عجيبة في تثبيت الحفظ أو أخذ فكرة عن الآيات الجديدة و كلماتها…فنحفظها بسهولة بإذن الله
سادساً:هناك بعض الوسائل المساعدة التي يمكن استخدامها للتجديد و التغيير في الأسلوب بين فترة و أخرى..
مثل لاب توب الأطفال (بابا سلام و غيره)..فيسمعون الآيات و يكررونها
هناك أيضاً CD المصحف المعلم….نضعه في الكمبيوتر….و يسمع قراءة الشيخ للآية ثم الطفال يكررونها خلفه…..فهو يسمع الشيخ ثم يقرأ مع الأطفال
سابعاً: حاولت ايجاد فكرة تشجيعية (موضوع المسابقة)….حتى يكون حفظ أول جزء لولدي (جزء عم) ذكرى
لا تنسى..و أمر ممتع و جميل…يحفزه طول عمره لحفظ القرآن بإذن الله
خطرت لي عدة أفكار في البداية..مثل لوحة كبيرة و كلما انهينا حفظ سور لونّا جزء منها حتى ننهي جزء عم فتكتمل اللوحة
أو شجرة من الورق الملون على جدار غرفته و كلما حفظنا سورة الصقنا عليها الثمار و غيرها….
و بفضل الله وفقني لفكرة مميزة ننفذها معاً هي بناء بيت….و أنا سميته له قصر حافظ القرآن
اخترت فكرة البيت (أو القصر) لعدة أسباب:
• يبدأ بالظهور تدريجياً مع تقدم الحفظ….و لن يكتمل الشكل النهائي إلا مع اكتمال الحفظ.
• به معنى السمو و الإرتقاء عند حفظ المزيد من القرآن بطريقة غير مباشرة…في البداية كنا نجلس على الأرض و
نلصق الطوبات (طوبة…..الحجرة المستخدمة في البناء)…ثم اصبح يلصقها و هو واقف…ثم صار يصعد على الكرسي ليلصقها.
• اخبرته بأن هذا قصر لك لأنك تحفظ القرآن و بإذن الله سبيني لك الله قصراً في الجنة.
و هذه الصور توضح الفكرة……..هو قصر كبير على الجدار الفارغ في غرفة نومه….ابعاده متر ونصف X مترين تقريباً
الصقت على الحائط في البداية لوح و نصف من الفلين….حتى نلصق عليه في المستقبل (و لا نخرب البوية)
ثم أحضر لوح فلين (سماكة 1سم فقط) و أرسم عليه شكل أحجار البناء و أقصها
و عند انتهائنا من حفظ السورة….أحضر حجر البناء و ألوان الفلين
و هذا هو نوع الألوان الذي استخدمه……ممتااااز
و اجلس مع ولدي حتى يلونها هو بالريشة…و نقرأ السورة أثناء التلوين..و بعد أن تنشف…أكتب عليها اسم السورة و أضع
الغراء عليها و أعطيها له كي يبنيها في القصر
صار سعيد جداً بهذا البناء…خصوصاً عندما يراه يرتفع أمامه شيئاً فشيئاً….صار هذا دافع كبير له…..يأتي
عندي: ماما حفظيني…بدي خلص بناء القصر و خلص جزء عم
و أنا وعدته بإذن الله بحفلة كبيرة عندما ننهي بناء القصر و ننهي حفظ جزء عم
و هذه بعض الصور لتطور بناء القصر
قرر أبوه أن يرسم شكل مبدئي لللقصر بالقلم الفلوماستر….حتى يساعده بتخيل شكله حين ينتهي
و هذا هو شكل القصر الآن….أنهينا سورة الطارق بفضل الله تعالى و بدأنا بسورة البروج……يا رب لك الحمد
هذه تجربني مع ابني في حفظ القرآن الكريم…..لا زلنا في بداية المشوار….و أسأل الله أن يقر عيني به حافظاً و حاملاً لكتاب الله عز و جل
أتمنى أن تستفيدوا منها و اعذروني على الأطالة……..لكني أحببت أن أفيد بكل ما أعرفه من أفكار
وفقنا الله جميعاً لما يحب و يرضى
يعطيكِ العافية
لاحرمك الله الجنة
وفكرة اروع
بارك الله فيكِ
وجزاكى الجنه
بارك الله فيك