بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدي النبي صلى الله عليه وسلم
في البيع والشراء
أرغب في معرفة السنَّة في التجارة
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتاجر ، ويصف السلَع ، ويتبادلها ، ويعيدها … الخ
الجواب :
الحمد لله
يمكن تلخيص هدي النبي
صلى الله عليه وسلم
في التجارة ، والبيع ، والشراء فيما يلي:
وكان أيضا يتاجر في الأسواق ؛ فمجنة
وعكاظ : كانت أسواقاً في الجاهلية
وكان التجار يقصدونها للبيع ، والشراء .
2. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر البيع بنفسه ، كما سيأتي في حديث جمل عمر ، وجمل جابر رضي الله عنهما ، أو يُوكل ذلك إلى أحدٍ من أصحابه ، كما في عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ
قَالَ : أَعْطَاهُ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم
دِينَاراً يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَةً – أَوْ شَاةً – فَاشْتَرَى شَاتَيْنِ
فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ ، فَأَتَاهُ بِشَاةٍ وَدِينَارٍ
فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ
فَكَانَ لَوِ اشْتَرَى تُرَابًا لَرَبِحَ فِيهِ .
رواه الترمذي ( 1258 ) وأبو داود ( 3384 ) وابن ماجه ( 2402 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
أ0 عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا
بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا
مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ) .
رواه البخاري ( 1973 ) ومسلم ( 1532 ) .
ب. عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
إِلَى الْمُصَلَّى ، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ
فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ )
فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم
وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ
فَقَالَ :
( إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً ، إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ) .
رواه الترمذي ( 1210 ) وابن ماجه ( 2146 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1785 ) .
ج. وعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قال : كان
صلى الله عليه وسلم
يقول :
( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ ) .
رواه الترمذي ( 1208 ) وأبو داود ( 3326 ) والنسائي ( 3797 ) وابن ماجه ( 2145 ) ،
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم
قَالَ :
( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى ،
وَإِذَا اقْتَضَى ) .
البخاري (1970)
وفيه الحض على السماحة في المعاملة , واستعمال معالي الأخلاق , وترك المشاحة , والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة ، وأخذ العفو منهم .
" فتح الباري " ( 4 / 307 ) .
ومن صور سماحته صلى الله عليه وسلم :
أ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فِي سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ
فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ
فَقَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم
لِعُمَرَ : ( بِعْنِيهِ )
قَالَ : هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : ( بِعْنِيهِ ) فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم :
( هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ تَصْنَعُ بِهِ مَا شِئْتَ ) .
رواه البخاري ( 2610 ) .
ب. وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ
قَالَ : فَلَحِقَنِى النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم
فَدَعَا لِي وَضَرَبَهُ فَسَارَ سَيْرا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ
قَالَ : ( بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ )
قُلْتُ : لاَ ، ثُمَّ
قَالَ : ( بِعْنِيهِ )
فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ وَاسْتَثْنَيْتُ عَلَيْهِ حُمْلاَنَهُ إِلَى أَهْلِي فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ فَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِى
فَقَالَ :
( أَتُرَانِي مَاكَسْتُكَ لآخُذَ جَمَلَكَ خُذْ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ فَهُوَ لَكَ ) .
رواه البخاري ( 1991 ) ومسلم ( 715 )
– واللفظ له – .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قَالَ :
كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِي
صلى الله عليه وسلم
سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ
فَقَالَ : ( أَعْطُوهُ )
فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلاَّ سِنًّا فَوْقَهَا
فَقَالَ ( أَعْطُوهُ )
فَقَالَ : أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ ، قَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً ).
رواه البخاري ( 2182 ) ومسلم ( 1601 ) .
8. وكان صلى الله عليه وسلم يحث على إقالة النادم .
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
رواه أبو داود ( 3460 ) وابن ماجه ( 2199 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
أو الشراء ، وتدل على كرمٍ في النفس .
" وصُورَة إِقَالَة الْبَيْع :
إِذَا اِشْتَرَى أَحَد شَيْئًا مِنْ رَجُل ثُمَّ نَدِمَ عَلَى اِشْتِرَائِهِ ، إِمَّا لِظُهُورِ الْغَبْن فِيهِ أَوْ لِزَوَالِ حَاجَته إِلَيْهِ ، أَوْ لِانْعِدَامِ الثَّمَن : فَرَدَّ الْمَبِيع عَلَى الْبَائِع ، وَقَبِلَ الْبَائِع رَدَّهُ : أَزَالَ اللَّه مَشَقَّته وَعَثْرَته يَوْم الْقِيَامَة ، لِأَنَّهُ إِحْسَان مِنْهُ عَلَى الْمُشْتَرِي , لِأَنَّ الْبَيْع
كَانَ قَدْ بَتَّ فَلَا يَسْتَطِيع الْمُشْتَرِي فَسْخه "
انتهى .
من "عون المعبود" .
6. وكان صلى الله عليه وسلم يساوم في الشراء ، ولا يبخس الناس بضاعتهم
كما مر معنا في حديث جمل جابر .
وعن سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ " هَجَرَ " فَأَتَيْنَا بِهِ مَكَّةَ ، فَجَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي ، فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ ، فَبِعْنَاهُ .
رواه الترمذي ( 1305 ) وقال : حسن صحيح ،
وأبو داود ( 3336 ) والنسائي (4592) وابن ماجه
( 2220 ) .
عن سُوَيْد بْنِ قَيْسٍ
قَالَ : ( رأى ) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَزِنُ بِالأَجْرِ
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
( زِنْ وَأَرْجِحْ ) .
وهو تتمة الحديث السابق .
عن أبي اليسر رضي الله عنه قال : قال
صلى الله عليه وسلم :
(مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ) .
رواه مسلم ( 3006 ) .
والأدلة على ذلك كثيرة ، ومشتهرة .
وليس عندنا تفاصيل بيعه وشرائه في كل معاملاته التجارية صلى الله عليه وسلم
فقد كانت تجارته في الجاهلية
ولم يكن نبيّاً حتى تُنقل تصرفاته من أصحابه
وما نُقِلَ عن سنَّته
صلى الله عليه وسلم
كافٍ إن شاء الله .
الإسلام سؤال وجواب
الذى اسعدنى ويسعدنى دائما
الله لايحرمنى منكم
ارائكم جميله وكلماتكم معبرة..