تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم‎

هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم‎ 2024.

أقام رسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد أصحابه من المهاجرين‎
ينتظر أن يؤذن له في‎ ‎الهجرة ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين‏‎
إلا من حبس أو فتن إلا علي بن أبي‎ ‎طالب ، وأبو بكر بن أبي قحافة الصديق رضي الله عنهما ‏،‎
وكان أبو بكر كثيرا ما‎ ‎يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة‎
فيقول له رسول الله صلى الله‎ ‎عليه وسلم لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا‎
فيطمع أبو بكر أن يكونه‎ .



قال ابن إسحاق : فحدثني من لا أتهم عن عروة بن الزبير ،‎
عن‎ ‎عائشة أم المؤمنين أنها قالت كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم‎
أن يأتي‎ ‎بيت أبي بكر أحد طرفي النهار إما بكرة وإما عشية‎
حتى إذا كان اليوم الذي أذن‎ ‎فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة‎
والخروج من مكة من بين ظهري قومه‎ ‎أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة‎
في ساعة كان لا يأتي فيها . قالت‎ ‎فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله‎
صلى الله عليه وسلم هذه الساعة إلا لأمر‎ ‎حدث‎ .
قالت فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم‎
وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر ،‎
فقال رسول الله‎ ‎صلى الله عليه وسلم أخرج عني من عندك‎ ;
فقال يا رسول الله إنما هما ابنتاي وما‏‎ ‎ذاك ؟ فداك أبي وأمي‎
فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة‎ .
قالت فقال‎ ‎أبو بكر الصحبة يا رسول الله قال الصحبة‎ .
قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك‎ ‎اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي‎
يومئذ ثم قال يا نبي الله‎ ‎إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا‎ .

فاستأجرا عبد الله بن أرقط – رجلا من‏‎ ‎بني الدئل بن بكر‎
وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو ، وكان مشركا‎ –
يدلهما على الطريق فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما‎


قال‎ ‎ابن إسحاق : فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج‎
أتى أبا بكر بن أبي‎ ‎قحافة فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته‎
ثم عمد إلى غار بثور – جبل بأسفل مكة‏‎ – ‎فدخلاه وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر‎
أن يتسمع لهما ما يقول الناس‎ ‎فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من ‏الخبر‎ ;
وأمر عامر‎ ‎بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما ،‎
يأتيهما إذا أمسى في‎ ‎الغار‎ .
وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما‎ .

قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم أن الحسن بن أبي الحسن البصري قال‎
انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا ،‎
فدخل أبو‎ ‎بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم‎
فلمس الغار لينظر أفيه سبع‎ ‎أو حية يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه‎ .

قال‎ ‎ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثا‎
ومعه أبو بكر‎ ‎وجعلت قريش فيه حين فقدوه مئة ناقة لمن يرده عليهم‎ .
وكان عبد الله بن أبي بكر‎ ‎يكون في قريش نهاره معهم يسمع ما يأتمرون به‎
وما يقولون في شأن رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم وأبي بكر‎
ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر‎ .

وكان‎ ‎عامر بن فهيرة مولى أبي بكر رضي الله عنه يرعى في عيان أهل مكة ،‎
فإذا أمسى‎ ‎أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلبا وذبحا ،‎
فإذا عبد الله بن أبي بكر غدا من‎ ‎عندهما إلى مكة ،‎
اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه حتى إذا مضت‎ ‎الثلاث‎
وسكن عنهما الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجراه ببعيريهما وبعير له‎
وأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بسفرتهما ،‎
ونسيت أن تجعل لها‎ ‎عصاما فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام‎
فتحل نطاقها فتجعله‎ ‎عصاما ، ثم علقتها به‎ .


قال ابن إسحاق : فلما قرب أبو بكر رضي الله عنه الراحلتين إلى‎ ‎رسول الله‎
صلى الله عليه وسلم قدم له أفضلهما ، ثم قال اركب فداك أبي وأمي‎ ;
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أركب بعيرا ليس لي‎ ;
قال فهي لك‎ ‎يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، قال لا ،‎
ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به ؟ قال‎ ‎كذا وكذا ، قال قد أخذتها به‎
قال هي لك يا رسول الله . فركبا وانطلقا وأردف أبو‎ ‎بكر الصديق رضي الله عنه‎
عامر بن فهيرة مولاه خلفه ليخدمهما في الطريق‎ .

قال ابن إسحاق : فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ،‎
عن عبد الرحمن بن عويمر بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله‎
صلى الله عليه وسلم قالوا : لما سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من‎ ‎مكة ،‎
وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله‎
صلى الله عليه وسلم فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد‎ ‎ظلا دخلنا ،‎
وذلك في أيام حارة . حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم‎
جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا ،‎

وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل‏‎ ‎من اليهود‎ ‎،‎
وقد رأى ما كنا نصنع وأنا ننتظر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ ‎علينا ،‎
فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة ، هذا جدكم قد جاء‎ .
قال فخرجنا إلى‎ ‎رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ،‎
ومعه أبو بكر رضي الله عنه في‎ ‎مثل سنه وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله‎
صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وركبه الناس‎ ‎وما يعرفونه من أبي بكر ،‎
حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام‎ ‎أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك‎ ‎‎



قال ابن إسحاق : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما يذكرون‏‎ –
على كلثوم بن هدم ، أخي بني عمرو بن عوف ، ثم أحد بني عبيد‎ :
ويقال بل‎ ‎نزل على سعد بن خيثمة‎ .
ويقول من يذكر أنه نزل على كلثوم بن هدم : إنما كان‎ ‎رسول الله صلى الله عليه وسلم‎
إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس للناس في بيت‎ ‎سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عزبا‎
لا أهل له وكان منزل الأعزاب من أصحاب رسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين ،‎
فمن هنالك يقال نزل على سعد بن خيثمة ،‎ ‎وكان يقال لبيت سعد بن خيثمة : بيت الأعزاب‎ .
فالله أعلم أي ذلك كان كلا قد‎ ‎سمعنا‎ .‎

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
جزاك الله خير الجزاء
منوره ياقمر
دار
نورتي
دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.