واهديكم هذه الخاطرة هدية للتعارف ارجو ان تقبلوها مني:
خرجت بالامس في نزهة قطعت خلالها مسافة طويلة مشيا على الاقدام ولم احس باي تعب، او بتعبير اصح لقد تعبت ولكنه تعب محبب تتمكن ان تمحو اثاره شربة ماء من تلك المياه العذبة، او نسمة هواء من نسمات الجو الرطبة، وقد انتهى بي السير نحو روض يانع عابق بالزهور، وهناك امتدت يدي لتقطع زهرة كانت قد تفتحت بشكل رائع، وما ان قطفتها حتى سمعت حوار زهرتي هذه مع جارتها.
ما ان مددت يدي لقطع زهرتي هذه حتى تضاحكت في غرور وشمخت بانفها مع مزيد من الرفعة والاعتزاز وخاطبترفيقتها قائلة:
ابقي انت في تربتك هذه، اما انا فسوف اذهب لاحتل مكانا ساميا وسط انية من زجاج، واعتلي منصة عالية من المرمر او الساج، او لعلني سوف اصبح زينة فوق صدر غادة تتهافت عليها الانظار، او اتوج هالة من شعر يخطف بشقرته الابصار.
نعم ابقي انت هنا اما انا فسوف انطلق من هذه الجذور التي تشدني الى التراب، واتحرر من هذه الاغصان التي تحسب انها هي التي تمدني بالحياة، لن احتاج بعد اليوم الى رحمة فلاح يسقيني من العطش او ستار يحميني من الشمس، سوف استشعر معنى الحرية التي طالما تمنيتها من قبل، ولكن انت ايتها المسكينة اسفي عليك يا اختاه.
فاذا بتلك الوردة تجيبها قائلة لها في حسرة:
لشد ما انا اسفة من اجلك يا اختاه فما انت الا مخدوعة؛ ان هذه الجذور التي تشدك الى الارض هي عنوان حياتك، وان هذه الاغصان التي تربطك بالتربة هي صمام الامان لحفظ روائك وبها تحيين. ان الحرية التي تنتظرك والتي خدعتك فجعلتك تتغنين لها وتطربين، ان هذه الحرية سوف تؤدي بك الى الذبول وتبعث في اوراقك الجفاف فتتساقط بعد ذلك وتتطاير مع النسيم؛ هذه هي نتائج حريتك الموعودة، اما انا فسوف ابقى حية نضرة مادمتُ نابتة في مكان نبتت فيه بذرتي مشدودة الى الجذور التي تهبني معين الحياة مرتبطة بتاريخي.
ولهذا فقد عدت من نزهتي تلك وانا احس بنشوة روحية لانني قد تعرفت خلالها على خاطرة جديدة.
وختاما ابعث لكم باصدق اشواقي ودعواتي واسلموا لاخوكم المخلص
منقووووووووووول
اختك بغدادية …
تحياتي