أن مرض البول السكرى من الأمراض الشائعة التى تحدث أثناء الحمل،
الأول، وهو سكر الحمل.
الثانى، وهو السكر الأولى الموجود عند المرأة قبل الحمل، وهو عبارة عن نوعين:
النوع الأول، المعتمد على الأنسولين.
النوع الثانى، الذى لا يعتمد على الأنسولين.
الصفات الإكلينيكية
النوع الأول المعتمد على الأنسولين ( IDDM )، والذى غالبا يظهر فى الأطفال أو الشباب البالغين، وغالبا يكون وزنهم طبيعى، وليسوا ممتلئين، والأعراض الإكلينيكية متعلقة بنقص الأنسولين، والتى إذا لم تعالج تتسبب فى حدوث عطش وتبول ليلى متكرر، وفقدان للوزن وأحماض كيتونية بالدم.
النوع الثانى والذى لا يعتمد على الأنسولين (NIDDM )، وغالبا يكون المرضى أكبر فى السن، ويعانون من زيادة فى الوزن، والأعراض الإكلينيكية متعلقة بنقص جزئى، وليس كلى للأنسولين، أو عدم كفاءة الأنسولين الذى يفرز من خلايا بيتا (B) فى البنكرياس، بالرغم من أن هؤلاء المرضى يحتاجون الأنسولين فى العلاج أحيانا، إلا أنهم لا يعانون من أحماض كيتونية بالدم إذا توقف العلاج بالأنسولين الخارجى.
إن تشخيص مرض السكر يعتمد على أخذ التاريخ المرضى المستفيض من المريضة، مثل عوامل الوراثة فى العائلة، والأعراض مثل زيادة العطش، وعدد مرات التبول اليومى، خاصة التبول الليلى "أثناء النوم"، أو الشكوى المتكررة من الحكة المهبلية الزائدة، وذلك يكون غالبا لوجود فطر الكنديدا، أو بثور وخراريج جلدية، أو ضعف فى الإبصار والزغللة، وحدوث دوخة وعدم اتزان وتنميل بالأطراف، أو التهابات متكررة بحوض الكلى والمثانة.
أما الطريقة الأخرى فتكون من خلال التشخيص المعملى لمرضى السكر، وتعتمد على ارتفاع نسبة السكر فى الدم، نسبة أعلى من 140 MG-DL بعد أخذ عينتين عشوائيتين عبر الوريد، أو سكر صائم نسبة أعلى من 110 MG-DL، أو وجود سكر فى تحليل البول الروتينى أثناء متابعة الحمل عند إذ يلجأ الطبيب المعالج إلى طلب تحليل منحنى سكر فى الدم، وتحليل الهيموجلوبين السكرى لكى يتأكد بصورة قاطعة أن هذه الأم تعانى من وجود سكر مصاحب للحمل.
تأثيرالحمل على مرض السكر:
المعلوم أن الحمل يكون عادة مصحوبا باحتياج لزيادة نسبة الأنسولين فى الدم للأمهات اللاتى يعانين من السكر الأولى "الموجود من قبل حدوث الحمل" بل وتزداد جرعات الأنسولين إلى الضعف، ابتداء من الثلاثة أشهر الأخيرة فى الحمل،
أما الأمهات اللاتى يعانين من أمراض الكلى المصاحبة للسكر تسوء حالتهن، مما يؤدى إلى ظهور زلال فى البول وارتفاع فى ضغط الدم، وتورم بالأرجل وهذا يؤدى إلى حدوث تسمم حمل.
أننا يجب أن نعرف تأثير السكر على الحمل، نجد أن زيادة نسبة حدوث عيوب خلقية فى الجنين بالذات فى حالة الأمهات اللاتى لم تهتم بضبط نسبة السكر فى الدم من قبل حدوث حمل بثلاثة أشهر، وهذه العيوب الخلقية تكون فى صورة عيوب فى قلب المولود، أو فى الهيكل العظمى أو الجهاز العصبى، والأمهات اللاتى يعانين من ارتفاع سكر الدم وعدم انتظامه يعانين من حدوث إجهاض متكرر.
والأمهات اللاتى يعانين من السكر يوجد لديهم زيادة فى نسبة حدوث تسمم الحمل، بالذات الأمهات اللاتى تعانين من مرض الضغط والكلى من قبل حدوث الحمل، وزيادة فى حدوث التهابات فى مجرى البول والرحم والجهاز التنفسى، وجروح سطحية بالجلد وفطريات بالمهبل.
طرق وأساليب العلاج
يجب على كل سيدة أن تقوم بإجراء تحاليل دم وبول لقياس نسبة السكر قبل الحمل، وإعادة هذا التحليل فور حدوث الحمل ويجب أيضا إبلاغ الطبيب المعالج إذا كانت تعانى أصلا من السكر، أو إذا كان حدث لها سكر حمل أثناء حمل سابق، أو وجود تاريخ وراثى بالعائلة.
ن العلاج مشترك بين طبيب النساء والتوليد وطبيب الغدد الصماء والسكر، وهما لهما خبرة فى مباشرة الحالات الحرجة المصاحبة للحمل، ويكون هدف العلاج هو الوصول إلى ضبط مستوى سكر الحمل لدى السيدة الحامل، مما يعود تأثيره المباشر على صحة الجنين، وبالتالى نكون قد تفادينا حدوث أى مضاعفات عضوية للأم والجنين.
طرق العلاج
1. تكون عن طريق التنظيم الغذائى المظبوط مع قياس نسبة السكر فى الدم والبول بصفة مستمرة كل أسبوع أوعشرة أيام، على حسب الحالة للوصول إلى المستوى الطبيعى للسكر فى الدم طوال اليوم.
2. الأنسولين وتحدد أنواعه وجرعاته بناء على الحالة الإكلينيكية، ووزن الأم فترة الحمل، ويكون بالاتفاق بين طبيب أمراض النساء والتوليد المعالج، وطبيب الأمراض الباطنية المتخصص فى الغدد الصماء.
3. تكون متابعة الحمل بالبروتوكول المعروف للحالات الحرجة مع عمل موجات صوتية مجسمة للجنين فى بداية الحمل، عند الأسبوع 13 و22 من الحمل، ثم ابتداء من الأسبوع 28 من الحمل والدوبلر الملون كل أسبوع والتنبيه على الأم الحامل، بإبلاغ الطبيب بأى شكوى تستجد كالأتى، ورم زائد أو تنميل بالأرجل، أو الأيدى، أو حدوث صعوبة فى التبول أو صداع مستمر.
ويفضل أن تكون ولادة هذه الأم بعد بداية الشهر التاسع بأسبوع، أو عشرة أيام (37- 38 ) أسبوع، حيث إن هؤلاء الأجنة يعانون من زيادة فى الوزن وإضرابات فى وظائف الرئة.
أخيراه يجب استشارة طبيب النساء قبل حدوث حمل بثلاثة أشهر، بالنسبة للأمهات اللاتى يعانين من السكر الأولى، يستفيدن من الإرشادات الطبية لضبط مستوى السكر، ويكون لهن بمثابة وقاية من حدوث أى مضاعفات جسيمة للأم والجنين.
متابعة السكر بالدم والتمثيل الغذائى المضبوط للأم أثناء الرضاعة، وبعد الولادة خصوصا التى كانت تعانى من سكر أثناء الحمل فقط، والذى يختفى تدريجيا بعد الولادة، يعطيها وقاية من حدوث سكر إكلينيكى فى غصون خمس سنوات تقريبا.