تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ما اضيق العيش لولا فسحت الامل .

ما اضيق العيش لولا فسحت الامل . 2024.

  • بواسطة

دار

ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟إنه أمله في الحصاد، وما الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان؟إنه أمله في الربح، وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة؟ إنه أمله في النجاح، وما الذي يحفزالجندي إلى الاستبسال في القتال والصبر على قسوة الحرب؟ إنه أمله في النصر، وماالذي يحبب إلى المريض الدواء المر؟ إنه أمله في العافية، وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه؟ إنه أمله في رضوان ربه وجنته.

الأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل، وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب،وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد، والمجد إلى المداومة على جده، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح، ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه.

إن الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط، إنه يحمل معنى البشر وحسن الظن،بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل. ويُوهي في الجسد دواعيالقوة ؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الهلاك في اثنتين: القنوط والعُجب "… والقنوط هو اليأس، والعجب هو الإعجاب بالنفس والغرور بما قدمته. قال الإمامالغزالي: " إنما جمع بينهما: لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب، والجد والتشمير، والقانط لا يسعى ولا يطلب، لأن ما يطلبه مستحيل في نظره".

الإيمان يبعث في النفس الأمل:

نعم هذه حقيقة وواقع مشاهد أن الإيمان يبعث في النفس الأمل ويدفع عنها اليأس والأسى.فالمؤمن الحق يرى أن الأموركلها بيد الله تعالى فيحسن ظنه بربه ويرجو ما عنده من خير وأمام عينيه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: " أنا عند ظن عبدي بي ..".

كيف يتطرق اليأس إلى نفس المؤمن وهو يقرأ قول الله تعالى : {ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}…. (يوسف : 87)؟.

أم كيف يتمكن منه قنوط وهو يردد كلما قرأ القرآن قوله تعالى : {وَمَن يَقْنَطُمِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ}… (الحجرات : 56)؟.

إن العبد حين يكون مؤمنا حقا فإنه لن ييأس بل سيكون دائما مستبشرا راضيا متطلع اللأحسن في كل الأمور أصابه في طريقه ما أصابه وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإنأصابته ضراء صبر فكان خيرا له". فهو في كل الأحوال موعود بالخير فكيف ييأس؟.

إنه ومن خلال إيمانه يستشعر أن الله عز وجل معه وهو ناصره وكافيه وبناء على ذلك فهو إذا مرض رجا العافية والأجر: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}… ( الشعراء:80).

وإذا ضعفت نفسه في وقت من الأوقات فوقع في معصية سارع بالتوبة راجيا عفو الله ورحمته واضعا نصب عينيه قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىأَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}…. (الزمر: 53).

وإذا أصابه ضيق او عسر أيقن أنها شدة عما قريب ستنجلي فلن يغلب عسر يسرين: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

إن المؤمن في كل أحواله صاحب أمل كبير في الله وفرجه ومعيته ونصره ؛ لأنه لايقف عند الأسباب الظاهرة فحسب، بل يتعداها موقنا أن لها خالقا ومسببا وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون،فيمتلىء قلبه توكلا ورجاء وأملا. وهذا ما يفتقده غير المؤمنين؛ لذلك تراهم ينتحرون ويصابون بالعقد والأمراضالنفسية الكثيرة، نسأل الله العافية.

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

الأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات، فلولا الأمل ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات،ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ،ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات، وقديما قال بعض الحكماء: لولا الأمل ما بنى بان بنيانا، ولا غرس غارس غرسا.

وفي هذا المعنى قال الشاعر:

أعلل النفس بالآمال أرقبها ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل

فيا أيها المؤمن كن حسن الظن بربك مؤملا منه الخير والنصر والفرج، فإن ابتليت فاصبر واعلم أن العسر لو دخل جحرا لتبعه اليسر، فكن صبورا مقداما واستعن بالله عز وجل ……………

دار

موضوع جميل
احسنتِ الاختيار حبيبتي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيكِ
دمتي بود

دار

دار

دار
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه

مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.