فالوحم منذ عقود طوال ارتبط في كثير من الاذهان بأنه مسئول عن الوحمات او تلك العلامات التي قد تظهر على جسم المولود بزعم ان الام قد فشلت في اشباع شهيتها بأكل ما تاقت اليه نفسها في الاشهر الاولى لحملها حتى لو كان هذا الشيء حفنة من تراب أو قطعة من الصابون!!
بل وفرت تلك المفاهيم الخاطئة في الاذهان لدرجة ان هناك من يعتقد أن للوحم ودرجة استجابة الحامل لرغبتها الجامحة الدور الفاصل في تحديد نوع المولود وفي محاولة لتعرية تلك المفاهيم وتفنيدها بما يساعد الحامل على التعرف على الوحم في صورته الصحيحة.
تحدثنا الدكتورة ميسون الادهم الاستشارية المشاركة بقسم النساء والولادة بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني قائلة:
ان كثيراً من النساء الحوامل يعانين من اعراض الحمل، وقد تكون هذه الاعراض مزعجة لهن مثل كثرة النعاس والخمول وكثرة التبول او الغثيان أو القيء,,
والوحم بتعريفه العلمي هو الميل الشديد الى نوع من انواع الطعام او الرائحة وقد يظهر هذا العارض اثناء فترة الحمل الاولى فقط ثم يختفي اثناء بقية شهور الحمل وقد يتكرر في الحمل الذي يليه وقد لا يتكرر,, ومن الناحية العلمية والكلام للدكتورة ميسون فقد فشلت كل الجهود حتى الآن لمعرفة ما هو كنه هذا العارض، لكن هناك نظريات تؤكد احتمال وجود علاقة بين ارتفاع هرمون الحمل P.L.H أو H.C.G وهذا العارض.
ولكن هذه الهرمونات ترتفع عند كل الحوامل وليس بالضرورة ان يكون لديهن جميعاً الوحم او ما يشابهه.
وتشير الدكتورة ميسون الى كثرة الاعتقادات الخاطئة اجتماعياً حول الوحم حيث يعتقد الكثيرون ان المرأة الحامل التي تتوحم على شيء ما مثل نوع من انواع الفاكهة او على نوع غريب من الاطعمة يجب أن تأكله فوراً وإلا ظهر عيب خلقي في جسم الجنين لان المرأة الحامل لم تستطع تلبية تلك الرغبة الجامحة في أكل ذلك النوع من الطعام في حينه او اكل شيء غريب مثل الصابون أو التراب!
رغم انتشار هذه الظاهرة إلا ان العلماء لم يتوصلوا لحد الآن الى تحديد ماهيتها وتقديم تفسير قاطع وواضح لها. فـ«الوحم ما زال بالنسبة لهم بمثابة اللغز» حسب قول الدكتور خالد سويدان أستاذ النساء والتوليد بجامعة عين شمس بالقاهرة «في الماضي كانت النساء يعتقدن أنهن إذا توحمن على نوع من المأكولات أو الأطعمة أثناء الحمل ولم يستطعن تناوله، فان هذا يعني ان يولد الطفل مشوها أو به علامة تميزه، فيما كان يعرف باسم «علامة الوحم أو التوحيمة أو الوحمة»، وهو شيء غير صحيح. وعندما حاول الأطباء دراسة ظاهرة الوحم خرجوا بالعديد من التفسيرات وكلها غير قاطعة، منها ان الوحم ظاهرة نفسية، كما ان هناك نظرية أخرى ترى ان الوحم هو الحالة التي يعبر بها الجسد عن احتياجه لنوع محدد من الفيتامينات أو العناصر الغذائية التي يحتاجها، الا ان هذا التفسير غير مكتمل أو صحيح لأن الحامل لن تحصل على أدنى قيمة غذائية من تناول رباط حذاء طفل أو كيس بلاستيك. إذاً الظاهرة لم تفسر التفسير الدقيق حتى الآن وكلها اجتهادات».
ويتابع الدكتور خالد سويدان: «الشيء المؤكد هو ارتباط ظاهرة الوحم بحالات القيء والغثيان التي تصيب المرأة في الشهور الثلاثة الأولى، والتي قد تؤثر على قدرتها على القيام بمهام حياتها التي اعتادت عليها. ويزداد إحساس المرأة بالغثيان والدوخة في أوقات الصباح وعند الاستيقاظ من النوم». الغريب ان الوحم قد يؤثر على حواس المرأة الأخرى كالشم والسمع على سبيل المثال، فبعض النساء لا يطقن بعض الروائح التي كانت عادية أو محببة لديهن من قبل، مثل رائحة تحمير بعض الأطعمة أو روائح العطور بل ان الأمر يصل بالبعض منهن الى حد كراهية رائحة أزواجهن، ونجد كثيرا من الأزواج يشكون من تغير زوجاتهم تجاههم ونفورهن منهم في فترة الوحم، وهي أمور تخرج عن نطاق السيطرة من قبل الزوجة ولا تستطيع ان تتحكم فيها. وهناك قصص كثيرة عن حالات طلاق حصلت في هذه الفترة لأن الزوج كان يجهل التغيرات الهرمونية والنفسية التي تتعرض لها المرأة، إلى جانب حالات الاكتئاب والضيق والعصبية والتوتر التي تنتاب بعض الحوامل بسبب هذه المشاعر والمتاعب من جهة، وبسبب عدم استيعاب الآخرين لهن وبخاصة الأزواج، من جهة ثانية.
ويقول الدكتور سويدان: «للأسف ليس هناك علاج أو دواء محدد نصفه للمرأة للتغلب هذه الحالة، ولكن إذا وجدت في نفسها أي رغبة لتناول شيء لا تعرف عواقبه فعليها استشارة الطبيب أولا. أما مشاعر الغثيان والميل للقيء التي تصاحب الوحم فمن الممكن للمرأة ان تتغلب عليها من خلال بعض الخطوات:
ـ عدم القيام من الفراش بشكل مفاجئ في الصباح
ـ تناول قطعة من الخبز المحمص أو البسكويت المملح وهي في الفراش.
ـ عدم ترك المعدة خاوية لفترات طويلة، فمن الأمور المهمة للحامل ان تأكل وجبات كثيرة وصغيرة طوال النهار بدون ان تملأ معدتها.
ـ تجنب الأطعمة الحريفة والدهنية التي تزيد الإحساس بالحموضة أو الرغبة في القيء .
ـ أهم نقطة تناسي الحامل حالة الوحم وعدم التفكير فيها كثيرا، أو في آثارها المحتملة .
منقووول
جزاك الله خيرا ع الموضوع القيم
بارك الله فيكي