فإن أمتنا تحتاج للحظة صدق مع الله؛ وقد أحسن من قال:
ولو صدقوا وما في الأرض نهر *** لأجرينا السماء لهم عيوناً
ولأخضعنـــــا لملكهم الثريـــا *** وصيرنا النجوم لهم حصوناً
والصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ومن صدق الله صدقه، وقد مدح الله أولياءه فقال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}. سورة الأحزاب 23
والصدق مطلوب على مستوى الأفراد وعلى صعيد الأمة، والصدق منجاة من المهالك، وقد توجه أصحاب الغار إلى الله بأعمال صدقوا فيها مع الله وأخلصوا فيها لله فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون، والصدق يكون في الأقوال والأفعال والأحوال والنيات.
وحين صدق سلف الأمة مع الله سخر لهم البحر كما سخر لهم البر، وهي كلمات قالها سلمان رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص في لحظات كانت جنود الحق تمشي على سطح نهر دجلة،
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لطالب الشهادة في سبيل الله: اصدق الله يصدقك، ثم جيء بالرجل وقد أصيب بسهمٍ في المكان الذي أشار فيه،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق الله فصدقه)،حديث حسن صحيح
ومنزلة الصديقين أرفع المنازل بعد النبيين، ومن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وعندما صدقت الأمة مع الله نصرها الله على التتار.
وقد صدقت وأحسنت بقولك مشكلتنا في عدم الصدق بكل ما تدل عليه الكلمة من المعاني، وإذا صدقنا مع الله فإن نصر الله آتٍ، فلنجتهد في تربية أنفسنا وأبنائنا وأهلينا على الصدق، وهل الأمة إلا أفراداً اجتمعوا.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بجعل الصدق والتربية عليه منهجاً وطريقاً، وقد أحسن من قال:
الصدق في أقوالنا أقوى لنا *** والكذب في أفعالنا أفعى لنا
ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يعيننا على ترك الكذب حتى ولو كنا مازحين، ونعوذ بالله من أن نكون ممن تكذب أقواله أفعاله، فتقول أقواله هلموا إلي وتقول أفعاله احذروا من أن تصدقوني. ونسأل الله عفوه والعاقبة.
وبالله التوفيق.
ولا حرمك الأجر
جزاك الله خير الجزاء
بوركت اهات