ذكر بعض علماء الضلالة في دفاعهم وتباكيهم على ( أصنام بوذا ) أن هذه الأصنام من آثارالجاهلية وقد تركهاالصحابة والتابعون – كما تركوا غيرها – فيجب أن تترك
اعلم أن التماثيل والتصاوير التي كانت في الجاهلية وأدركها المسلمون أثناء الفتوحات الإسلامية قد هدموها وأتلفوها قطعاً ، ولايشك في ذلك مسلم يعرف الصحابة وقدرهم وما هم عليه من التوحيد ومنابذة الشرك وأهله ، ودليلنا في ذلك أنهم على خطى المصطفى في كل شئ ، وقد بعثهم في حياته لهدم الأوثان ومحقها ، فلابد أن يفعلوا ذلك كما نشروا التوحيد ، فنقطع أنهم أتلفوا الآف الأصنام والمعبودات والآلهة في البلدان التي افتتحوها ، بل كانوا يتلفون الكتب كما ذكرقال ابن خلدون في (مقدمته) ص480 🙁 ولما فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتباً كثيرة كتب سعد أبن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذنه في شأنها ونقلها للمسلمين ، فكتب إليه عمر : أن اطرحوها في الماء ؛ فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه ، وإن يكن ضلالاً فقد كفانا الله ، فطرحوها في الماء أو في النار وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا ).
فإذا كان هذا عملهم في كتب أولئك فما بالك بأصنامهم ومعبوداتهم؟؟؟!!!.
القسم الأول :
ما كان من هذه التماثيل داخلاً في كنائسهم ومعابدهم التي صولحوا عليها ، فتترك بشرط عدم إظهارها ، ففي الشروط العمرية المعروفة على أهل الذمة ( وألا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا ، ولا نظهرعليها صليباً…وألا نخرج صليباً ولاكتاباً في أسواق المسلمين )، قال ابن القيم رحمه الله تعالى في شرح قوله ( ولا نظهرعليها صليباً ) ( أحكام أهل الذمة) 2/719 :(لما كان الصليب من شعائرالكفرالظاهرة كانوا ممنوعين من إظهاره ، قال أحمد بن حنبل في رواية : ولايرفعوا صليباً ، ولايظهروا خنزيراً ، ولا يرفعوا ناراً ، ولايظهروا خمراً ، وعلى الإمام منعهم من ذلك ) ،وقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن عمرو بن ميمون بن مهران قال : كتب عمر بن عبد العزيز ( أن يمنع النصارى في الشام أن يضربوا ناقوساً ، ولا يرفعوا صليبهم فوق كنائسهم ، فإن قدر على من فعل من ذلك شيئاً بعد التقدم إليه فإن سلبه لمن وجده )، وإظهار الصليب بمنزلة إظهار الأصنام ؛ فإنه معبود النصارى كما أن الأصنام معبود أربابها ومن أجل هذا يسمون عباد الصليب ، ولايمكنون من التصليب على أبواب كنائسهم وظواهر حيطانها ولايتعرض لهم إذا نقشوا ذلك داخلها ).
أن تكون التماثيل من القوة والإحكام بحيث يعجزون عن هدمها وإزالتها ، مثل تلك التماثيل الهائلة المنحوتة في الجبال والصخور بحيث لا يستطيعون إزالتها أو تغييرها ، وقد ذكر ابن خلدون في ( المقدمة ) ( ص 383 ) أن الهياكل العظيمة جداً لاتستقل ببنائها الدولة الواحدة ، بل تتم في أزمنة متعاقبة ، حتى تكتمل وتكون ماثلة للعيان ، قال ( لذلك نجد آثاراً كثيرة من المباني العظيمة تعجز الدول عن هدمها وتخريبها ، مع أن الهدم أيسر من البناء ) ثم مثل على ذلك بمثالين :
الأول : أن الرشيد عزم على هدم ( إيوان كسرى ) فشرع في ذلك وجمع الأيدي واتخذ الفؤوس وحماه بالنار وصب عليه الخل حتى أدركه العجز.
الثاني : أن المأمون أراد أن يهدم ( الأهرام ) في ( مصر ) فجمع الفعلة ولم يقدر.
أن تكون التماثيل مطمورة تحت الأرض أو مغمورة بالرمال ولم تظهر إلا بعد انتهاء زمن الفتوحات ، وهذا مثل كثير من آثار الفراعنة في ( مصر ) ، فمعبد ( أبوسمبل ) مثلاً في (مصر) – وهو من أكبر معابد الفراعنة –كان مغموراً بالرمال مع تماثيله وأصنامه إلى ما قبل قرن ونصف القرن تقريباً ، وأكثر الأصنام الموجودة في المتاحف المصرية في هذا الوقت لم تكتشف إلا قريباً ، وقد ذكرالمقريزي ( ت845 ) في ( الخطط ) 1/122 أن أبا الهول مغمور تحت الرمال – في وقته – لم يظهر منه إلا الرأس والعنق فقط دون الباقي – بخلافه اليوم – ، وسئل الزركلي -(شبه جزيرة العرب) 4/1188 – عن الأهرام وأبي الهول ونحوها : هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟! فقال : كان أكثرها مغموراً بالرمال ولا سيما أبا الهول .
دمت بود
نسأل الله أن يعلّمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علّمنا ,,
وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا
وأن يوفقنا للهدى والتوحيد والسنة ،
وأن يتوفانا مسلمين ، وأن يلحقنا بالصالحين .
اللهم آمين
جزاكم الله خير
شكراً على مروركم العطر