إن التعلم ليس مجرد معرفة شئ ما أو معلومة معينة بل هو القدرة على فهم وترجمة الأمور من خلال الخبرات المختلفة المكتسبة. ولذلك فهذا يعنى أن الطفل عندما يتلقى معلومات جديدة فإنه سيتمكن من استخدام تلك المعلومات فى مواقف لاحقة مع الوضع فى الاعتبار أن قدرة الطفل على التعلم لا تتأثر فقط بالبيئة من حوله ولكن أيضا تتاأر بالعوامل الوراثية.
إن اللعب هو الطريقة الرئيسية التى يمكن للطفل أن يتعلم من خلالها كيف يتحرك ويتواصل ويتعامل اجتماعيا ويفهم العالم من حوله. واعلمى أنه خلال الشهر الأول من عمر طفلك فإنه يتعلم من خلال تفاعله معك، ومن أول الأشياء التى سيتعلمها طفلك كيف يربط بين لمستك ووجهك وصوتك وبين راحته وتلبية حاجاته.
عندما يسمع الطفل وقع خطوات أقدام فإنه يتوقع ويستنتج أنه سيرى وجه شخص بعد ذلك، مع الوضع فى الاعتبار أن توقع الطفل لمثل هذا الشئ يكون ببلوغه شهرا أو شهرين. ولذلك عليك دائما أن تتصرفى مع الطفل بنفس الطريقة فيما يخص هذا الأمر وقومي بالاستجابة له بنفس الطريقة أيضا التى تعود عليها. ويجب أن تعلمى أن خلق روتين للطفل سيمكنه من أن يفهم ويستوعب الأشياء من حوله.
لكى يقلد الطفل أى شخص فإن هذا يتطلب منه عددا من القدرات مثل الملاحظة الجيدة لأفعال الآخرين واختيار أن يقوم بتكرارها مع تنسيق كل هذا مع المهارات الحركية اللازمة لتقليد تلك الحركة أو هذا الفعل.
هناك علاقة وثيقة بين كمية الانتباه والتواصل الجسدى الذى يحصل عليه الطفل منك وبين تطوره ونموه على المستوى العقلى. وقد اثبتت بعض الدراسات أن الطفل عندما يكون فى الأسبوع الثانى عشر وتكون أمه تحمله على سبيل المثال كثيرا فإن الفضول يتكون عنده ويكون متحمسا لاستكشاف الأمور الجديدة.
احرصى على أن يكون منزلك آمنا من جميع النواحى لطفلك لأن هذا الأمر سيساعده على التعلم والنمو مع الوضع فى الاعتبار أنك إذا قمت بمنع طفلك من استكشاف محيطه فى المنزل فإنك بذلك تساهمين فى وقف حب الطفل للتعلم والاستكشاف. وبالتأكيد فإن هذا لا يعنى منح الطفل حرية لمس أو إمساك أى شئ يريده فى المنزل ولكن يجب أن تحاولى جعل بيئة المنزل ملائمة وآمنة للطفل.
يعتبر أكثر أشكال التعلم أهمية عند الطفل هو الذى يحدث عند تفاعله وتواصله مع والديه. واعلمى أن تواصل الطفل معك وجها لوجه خلال الأشهر الأولى سيساعده في التعرف على محيطه وسيمكنه من معرفة كيفية اكتساب مجموعة من المهارات المتنوعة. إن الطفل الصغير يظل يتذكر كل التجارب التى مر بها سواء سلبية أو إيجابية فهى تكون مكونا أساسيا لكيفية رؤيته وفهمه لموقف أو شخص ما. ويعتبر التحدث مع طفلك وسيلة أيضا للتواصل والتفاعل معه. وبالإضافة لما سبق فقد أظهرت بعض الأبحاث أن حصول طفلك على رد فعل سريع عندما يبتسم أو يبكى أو يستخدم صوته فإن هذا سيساعد على تنمية قدراته العقلية وذكائه فى المستقبل.
إن اللعب مع طفلك سيعطيك فرصة لتوجيه التعليمات له ويكون أيضا فرصة لك لكي تجعليه يرى كيفية عمل أو تنفيذ أمر ما. إذا أظهر طفلك أنه مهتم بنشاط معين جديد فهذا يعنى أنه مستعد له، أما إذا حاولت تعريف طفلك على أمر جديد ولم يبد هو اهتماما به، فهذا يعنى أنه غير مستعد لهذا الأمر.