السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي الموفقة
كثيرة هي أبواب الصدقة لمن وفقه الله إذ أنها ليست مالية فحسب تأملي الحديث { على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه قال أبو ذر : يارسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال ؟
قال : إن من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمدلله ولا إلاه إلا الله وأستغفر الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعزل الشوكة عن طريق الناس والحجر وتهدي الأعمى وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها 00
وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك }
وفي الحديث الآخر { أفضل الصدقة إصلاح ذات البين } الصحيحة
{ وقنا شر ماقضيت }
أي : قنا شر الذي قضيت فإن الله – تعالى – يقضي بالشر لحكمة بالغة حميدة وإن كان المقتضي شرا إلا أن قضاء الله كله خير ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما أثنى به على ربه { والخير بيديك والشر ليس إليك } لهذا لا ينسب الشر إلى الله – سبحانه وتعالى –
عزيزتي الموفقة :
جاء في سير أعلام النبلاء { 139/4} عن عمر بن ثابت قال : لما مات علي بن الحسين بن علي بن طالب – رحمه الله ورضي عن والده وجده – غسلوه فجعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره فقالوا : ماهذا ؟
فقال عمر بن ثابت – رحمه الله – : { كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره ويعطيها فقراء أهل المدينة }
لذا عزيزتي اجعلي لنفسك صدقة سر لا يعلمها إلا هو وهي من أعظم أعمال التقوى
عزيزتي الموفقة :
قال ابن القيم : { من صحت له معرفة ربه علم يقينا أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح التي لا يحصيها علمه ولا فكرته بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يحب !
فكل ما نراه في الدنيا من شر وألم وعقوبة ونقص في الأنفس والثمرات فهو من قيام الرب – تعالى – بالقسط والعدل وبموجب حكمته ورحمته !
وهذا يقتضي الطمأنينة إلى مواضع الأقدار التي لا قدرة للعبد على دفعها فيسلم لها ويرضى بها ولا يضطرب إيمانه لأن المصيبة فيه مقدرة قبل أن تصل إليه وقبل أن يخلق }
عزيزتي الموفقة :
هل تساءلت يوما كيف يصل العبد إلى منزلة الشكر عند المصيبة ؟
عندما يدرك العبد يقينا أن المصيبة وقعت بتقدير الله الحكيم الرحيم وهي في ذاتها تكفر سيئاته وترفع درجاته ويوفي أجره بغير حساب حينها سيشكر الله ويحمده على هذه المنح وهذا لا يكون لكل أحد وإنما للمؤمن الذي يتوصل لهذا الحقيقة ويعيشها فعلا
لا تعاسري القدر فهو ماض بأمرخالقه وإنما اجعلي من إيمانك بالقضاء وتمام الرضى روضة ترتع بها نفسك وعبقا زكيا تنتشي به أنفاسك وسماء صافية تحلق بها روحك 00
عندها يكتسي قلبك بنور الإيمان 00
فإذا بروحك قد اطمأنت وآمالك قد اشرأبت لنيل ما عند ربك 00
{ ما عندكم ينفذ وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }
النحل :96
الأعمال لا يمكن أن تكون عوضا عن الجنة لأن الجنة أجل واعظم من كل عمل لكن قال بعض العلماء عن المؤمنين :
1- ينجون من النار بعفو الله
2- ويدخلون الجنة برحمة الله
3- ويرثون منازلهم بأعمالهم الصالحة { ولكل درجات مما عملوا }