قد فرض الله على المؤمنين ذوي الأموال الزكوية زكاة تدفع للمحتاجين منهم، وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } سورة التوبة آية 60.
وفي القرآن آيات كثيرة في الأمر بإيتاء الزكاة والنفقة مما رزق الله والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم، وتواترت بذلك كله الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما تجب فيه الزكاة من المواشي والحبوب والثمار والنقود والأموال المعدة للتجارة، وذكر أنصبائها ومقدار الواجب منها وذكر الوعيد الشديد على مانعها، واتفق المسلمون على نقصان إيمان تاركها ودينه وإسلامه، وإنما اختلفوا هل يكفر تاركها أم لا، وذلك لما في الزكاة والصدقة والإحسان من الفوائد الضرورية والكمالية والدينية والدنيوية.
فمنها أنها من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين الإيمان، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: والصدقة برهان. رواه مسلم
أي على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله إذ سخى لله بماله المحبوب للنفوس.
ومنها أنها تزكي وتنمي المعطىِ والمعطَى والمال الذي أخرجت منه، أما تزكيتها للمعطى فإنها تزكى أخلاقه وتطهره من الشح والبخل والأخلاق الرذيلة، وتنمي أخلاقه فيتصف بأوصاف الكرماء المحسنين الشاكرين فإنها من أعظم الشكر لله، والشكر معه المزيد دائما، وتنمي أيضًا أجره وثوابه، فإن الزكاة والنفقة تضاعف أضعافًا كثيرة بحسب إيمان صاحبها وإخلاصه ونفعها ووقوعها موقعها، وهي تشرح الصدر وتفرح النفس وتدفع عن العبد من البلايا والأسقام شيئًا كثيرًا، فكم جلبت من نعمة دينية ودنيوية، وكمن دفعت من نقم ومكاره وأسقام، وكم خففت الآلام وكم أزالت من عداوات وجلبت مودة وصداقات، وكم تسببت لأدعية مستجابة من قلوب صادقات.
وهي أيضًا تنمي المال المخرج منه، فإنها تقيه الآفات وتحل فيه البركة الإلهية، قال صلى الله عليه وسلم : ما نقصت صدقة من مال، بل تزيد رواه مسلم وغيره بدون قوله (بل تزيده).
قال تعالى { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }سورة سبأ 39.
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من صباح يوم إلا وينزل ملكان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا، والتجربة تشهد بذلك فلا تكاد تجد مؤمنا يخرج الزكاة وينفق النفقات في محلها إلا وقد صب الله عليه الرزق صبا، وأنزل له البركة ويسر له أسباب الرزق.
وأما نفعها للمعطَى فإن الله قد أمر بدفعها للمحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وللمصالح التي يحتاج المسلمون إليها فمتى وضعت في محلها اندفعت الحاجات والضرورات واستغنى الفقراء أو خف فقرهم وقامت المصالح النافعة العمومية
فأي فائدة أعظم من ذلك وأجلّ، فلو أن الأغنياء أخرجوا زكاة أموالهم ووضعت في محلها لقامت المصالح الدينية والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور الفقراء وكان ذلك أعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين، ولهذا كانت الزكاة من أعظم محاسن الإسلام لما اشتملت عليه من جلب المصالح والمنافع ودفع المضار
وصلِ الله وسلم على نبينا محمد.
مقتطفات من كتاب / الرياض الناضرة
للشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي رحمه الله.
وجعلني أحلق بين النجوم كيفما أشاء
وجودك بالقرب ينير مشاركاتي
دمت بحفظ الرحمن
بارك الله جهودكِ الطيبة
اسْأَل الَلّه ان يُجْزِيْك خَيْرَا عَلَيْه وَان يَجْعَلُه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِك
بأِنْتِظَار كُل مَاهُو مُفِيْد وَقِيَم مِنْك دَائِمَاً
كل الشكر لكِ مع خالص الود والتقدير
وسبحان الله والحمد لله على نعمة الاسلام
ورزقك الله ورزقنا الجنه
تقبلي ودي واحترامي
تخجل الكلمات بمجارات حضورك الفخم
ولك أرق التحايا وأعذبها ودمت بكل خير وحب
دمت بحفظ الرحمن