فصول من رواية القلق الأليم
فصول من رواية القلق الأليم
(2)
قدم يدب ولا يرى . قدم يحيك له الدجى " كيس " الكرى . كف يعض بنانه . كف يغادر جسمه متذمرا . عين تعود من التخوم كليلة . عين تعود القهقرى . رأس تطأطأه الدقائق ينحني . روح تطارده الحرائق والبهيم على الثرى . البوصلات الطقطقات القارعات العاديات الغاديات الناكصات إلى وراء ورائها ٌقدماً تسير إلى الوراء ولا جديد لدى الجديد فما جرى ؟ خيل يهودج نفسه يوم يبايع أمسه أن الأنين من الأنين . الفاقة ارتسمت خرائطها . المدائن والقرى تمتد اكواخاً من الآهات تبحث عن ِقرى أين القرى ؟ والقصر يتخمه اختفاء " الشنفرى " .
نفق كلحد موغل في ضيقه هذا المدى . نفق يقعي كالردى .
|
||
(3)
القمر الأليف من النشيج . تسلقت بقع الوجوم إلى النجوم .
|
||
(4) طفل يشاهد زوبعات الريح ، يرمي قشة فيها ، ويرمي مزقة فيها ، ويرمي ضحكة فيها ، ويختصر المسافة بين سطح الدار والأفق المسيج بالسماء ويبصر القرطاس محمولاً برأس الريح حتى يختفي فوق البيوت هناك خلف التل ، جنب الشمس ، جدته تخبىء في مسامعه السعال وتمتمات ليس يفقهها . يغني جده و " البردقان " يهشم
المغنى ويبحث عن مظلته وينهمكان في ترتيب سطح البيت، مثل
|
||
(5)
هذا بعوض القهر لا يحصى . تصوبه الجهات على الجهات . يمر ملسوع المنى الماشي وترتعش الرؤى . حمى العذاب توسعت طقساً تأسن ظله وارتج هيكلها الثواني والصدى يهذي وهذي
دمعة العنف احتجاج في فجاج الخد . هل تستل أقراص الخلاص
|
||
(6)
يدب العمر . نجار يلامس كنهه اليومي . يلقن درسه المطبوع بين اللوح والمنشار زنبيلا من الذكرى. تمد الورشة الأشياء بالأشياء . يلقي حزنه في منضدات المكتب الرسمي . يعطي طاولات الدرس ألغازا من الأوجاع . يطلي فوق بصقته على القضبان . منحوت على الأبواب ظل الصرخة الأولى وظل الرحلة الأولى ، وظل الموت مرسوم على المسمار في البرواز والدولاب والقبقاب .
يأتي طاعن في السن يترك عنده مقياس نعش للحفيد . يافع
|
||