فتح انطاكيه برمضان
فتح انطاكيه برمضان
أنطاكية مدينة تاريخية تقع على الضفة اليسرى لنهر العاصي على بعد 30 كم من شاطئ البحر المتوسط في لواء الإسكندرون الواقع تحت السيادة التركية.
تعتبر مدينة أنطاكية إحدى أهم المدن في تاريخ سورية حيث أنها كانت عاصمة سورية قبل الفتح الإسلامي في القرن السابع،
وما زالت حتى الآن عاصمة للكنائس السورية المسيحية.
كانت أنطاكية في العصر الهيليني عاصمة الإمبراطورية السلوقية
وفي العصر الروماني تصاعدت أهميتها حتى صارت ثالث أكبر مدينة في العالم بعد روما والإسكندرية.
نقل العرب العاصمة من أنطاكية إلى واحة دمشق لأسباب لوجستية.
تعرضت أنطاكية في التاريخ الإسلامي للغزو عدة مرات من الروم والصليبيين،
وبعد انتهاء الحروب الصليبية صارت تابعة لحلب.
كما وقعت تحت النفوذ الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى قبل انتقالها تحت السيطرة التركية سنة 1939.
فتح إنطاكية
رحل بيبرس من طرابلس في (24 من شعبان 666هـ = 9 من مايو 1268م) دون أن يطلع أحدًا من قادته على وجهته،
واتجه إلى حمص، ومنها إلى حماة،
وهناك قسّم جيشه ثلاثة أقسام، حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة اتجاهه وهدفه،
فاتجهت إحدى الفرق الثلاث إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين إنطاكية والبحر،
وتوجهت الفرقة الثانية إلى الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى.
أما القوة الرئيسية وكانت بقيادة بيبرس فاتجهت إلى إنطاكية مباشرة، وضرب حولها حصارًا محكمًا في (أول رمضان سنة 666هـ = 15 من مايو 1268م)،
وحاول بيبرس أن يفتح المدينة سلمًا،
لكن محاولاته تكسرت أمام رفض الصليبيين التسليم،
فشن بيبرس هجومه الضاري على المدينة،
وتمكن المسلمون من تسلق الأسوار في (الرابع من رمضان)،
وتدفقت قوات بيبرس إلى المدينة دون مقاومة،
وفرت حاميتها إلى القلعة،
وطلبوا من السلطان الأمان، فأجابهم إلى ذلك،
وتسلم المسلمون القلعة في (5 من رمضان 666هـ = 18 من مايو 1268م) وأسروا من فيها.
وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة، بلغ من كثرتها أن قسمت النقود بالطاسات،
وبلغ من كثرة الأسرى "أنه لم يبق غلام إلا وله غلام، وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهمًا، والجارية بخمسة دراهم".
نتائج الفتح
كان سقوط إنطاكية أعظم فتح حققه المسلمون على الصليبيين بعد استرداد صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس،
وفي الوقت نفسه كان كارثة كبرى ألمت بالصليبيين وزلزلت كيانهم،
ومن طرائف الفتح أن بوهيمند السادس أمير إنطاكية لم يعلم ما حدث لها؛
إذ كان في إمارته الثانية طرابلس جنوبي إنطاكية،
فتكفل بيبرس بإخباره بهذه الكارثة في رسالة ساخرة بعثها إليه من إنشاء الكاتب البليغ "ابن عبد الظاهر"، ومما جاء فيها:
".. وكتابنا هذا يتضمن البشر لك بما وهبك الله من السلامة وطول العمر بكونك لم تكن لك في هذه المدة بإنطاكية إقامة، فلو كنت بها كنت إما قتيلاً وإما أسيرًا، وإما جريحًا وإما كسيرًا…".
وبينما كان بيبرس في إنطاكية وصل إليه رسل الملك هيثوم الأرميني يعرضون عليه اتفاق بمقتضاه يعيدون ما أخذوه من المدن الإسلامية في أثناء الغزو المغولي للشام، مثل بهنسا، ومرزبان، ورعبان، كما ترك الداوية من الصليبيين "حصن بغراس"،
وبذلك عاد شمال الشام إلى حوزة المسلمين.
وبهذا النصر الذي فتح الباب لسقوط الإمارات الصليبية الباقية تبوأ بيبرس مكانته التاريخية،
باعتباره واحدًا من أبطال الإسلام
فتح انطاكيه برمضان
فتح انطاكيه برمضان
فتح انطاكيه برمضان
بآرَكـَ الله فيكـْ عَ آلطَرْحْ آلهآمْ
مَجْهودٌ وَآضِحْ وَعَطآءٌ دَآئِمْ …
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـْ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـْ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ …
دمْتَ بـِ طآعَة الله ..}
/
ننتظر مزيدا من موضوعاتك المميزة
دمت بود