تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فاستبقوا الخيرات

فاستبقوا الخيرات 2024.

دار

دار

فاستبقوا بالخيرات

ان الله تعالى دعا الى المسارعة الى الخيرات والمنافسة فيما عنده من جزيل الثواب والنعم
حيث قال جل شأنه في كتابه العزيز {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين
وقوله { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)} الواقعة
ولما مات الامام بكر بن عبد الله المزني ازدحم الناس على جنازته وتنافسوا في حملها فقال لهم الحسن البصري وكان حاضراً (في مثل فتنافسوا )
التنافس في امور الدنيا مذموم وان التنافس في الدار الآخرة محمود مطلوب اذ ان العاقل هو من يتنافس في الدار الباقية ويزهد في دار فانية .
والآن اعرض لكنّ بعض الامور الذي ينبغي ان نسارع فيها

دار

أولاً : مجاهدة النفس على لطاعة
ان الله تعالى جعل ان يكون الطريق الى الجنة محفوفا بالمكاره وطريق النار محفوفا بالشهوات ليميز الصابر من الضاجر والطيب من الخبيث .
عن ابي هريرة "رضي الله عنه" ان رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) قال ( لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر اليها فذهب فنظر اليها فقال : وعزتك لا يسمع بها الا دخلها فحفها بالمكاره فقال : اذهب فانظر اليها فذهب فنظر اليها ثم جاء فقال : وعزتك لقد خشيت ان لا يدخلها أحداً ) رواه الترمذي
وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة "رضي الله عنه" ان رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) قال ( حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره )
فمجاهدة النفس على العبادة والطاعة وكبح الشهوات هي السبيل الوحيد للمنافسة في الخير وقد وعد الله جل وعلا من صدقفي جهاده بالتوفيق والمعية والهدى والسداد فقال تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}العنكبوت
فعلق الله جل وعلا في هذه الآية الهداية بالجهاد فاكمل الناس هداية اعظمهم جهاداً
قال الجنيد : والذين جاهدوا اهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الاخلاص .
واعلم ان الصبر على الطاعات هو السلاح الأحد في مكابدة النفس ومجاهدتها ولذلك تكرر الامر بالصبر ومدح اهله في القرآن الكريم في نحو سبعين موضعاً للدلالة على علو منزلته وعظيم قدره عند الله .
قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} آل عمران
اي اصبروا على الطاعات وصالح الأعمال وعن المعاصي والشهوات وصابروا الكفار اي غالبوهم فلا يكونوا اشد صبراً منكم .

دار

اختي الحبيبة :
ان طريق المسابقة الى الخيرات لا يسلك الا بالمجاهدة والصبر فبادري الى هذه الخصال تكن خير معين على مشقات الطريق ولذلك فقد ذكر رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) جملة من اعمال البر والخير
فعن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري "رضي الله عنه" قال : قال رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) ( الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) متفق عليه .

دار

ثانياً: الاكثار من القربات
ان الذي يجب المسارعة اليه والتنافس فيه فهو كل طاعة يحبها الله جل وعلا ويرضاها واهم ذلك وأجله الفرائض التي افترضها الله على عباده فان الله جل وعلا لا يتقرب اليه بالقربات الا بعد اداء الفرائض كما أوجب وبين .
فعن أبي هريرة "رضي الله عنه" قال : قال رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) ( ان الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب اليه الي بشي احب الي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي وان سألني اعطيته ولئن استعاذني لاعيذنه ) رواه البخاري
ان اهم الفرائض الصلاة فمن حافظ عليها وأداها كما امر الله جل وعلا قبلت اعماله ومن ضيعها فقد خاب وخسر
فعن ابي هريرة "رضي الله عنه " قال : قال رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) ( إن اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فان صلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب وخسر فان انتقص من فريضته شيئا قال الرب عزوجل : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل منهاما انتقص من الفريضة ؟ ثم يكون سائر اعماله على هذا ) رواه الترمذي

دار

اختي الحبيبة
اجتهدي –حفظكِ الله – في اداء ما افترض الله عليكِ وكوني حازمة في ادائها على الوجه الذي يرضي الله سبحانه
ومما ينبغي المسارعة اليه من الخيرات ايضا كل الاعمال التي استحبها الله لعباده وقد ورد فضلها في القرآن والسنة
ومن ذلك الحرص على النوافل والرواتب ، فعن أم المؤمنين ام حبيبة رملة بنت ابي سفيان "رضي الله عنهما " قالت : سمعت رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) يقول ( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة الا بني الله له بيتاً في الجنة ) رواه مسلم
ومما ينبغي المسارعة اليه من الخيرات صيام التطوع وقيام الليل ، قال الله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} الاسراء
وذكر الله حال المؤمنين مع قيام الليل { كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}الذاريات
عن قتادة بن ملحان "رضي الله عنه" قال كان رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) ( يأمرنا بصيام ايام البيض : ثلاث عشرة واربع عشرة وخمس عشرة ) رواه ابو داؤد
وكل ما هو معروف ينبغي المسارعة اليه والتنافس فيه ، فعن ابي ذر "رضي الله عنه" قال : قال لي النبي محمد (صلّ الله عليه وسلم) ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى اخاك بوجه طليق ) رواه مسلم
دار

فاحرصي اختي الحبيبة على فعل الخير واعلمي ان ما تقدمينه لله لا يضيع قال الله تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} الجاثية
فأكثري من القربات وسارعي الى الخيرات وتحلي بالأخلاق الحميدة كالحلم والرفق واللين والعفو والاعراض عن الجاهلين واحتمال الاذى وترك الغضب وبر الوالدين والجود والكرم والانفاق والايثار وليكن لسانكِ رطبا من ذكر الله على الدوام .

دار

ختاماً :
ان احب العباد الى الله اكثرهم طاعة له واحرصهم على مرضاته .
وتذكري اخيتي ان الله جل وعلا ما خلقك الا لتكوني عابدة له سابقة للخير مشمره اليه
قال الله تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات
وفقنا الله واياك لما يحبه ويرضاه واعاننا واياك على طاعته ومرضاته وصلَ الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

دار

المصدر : كتيب فاستبقوا الخيرات

دار

يسعدني أن أكون السباقة للرد على هذا الموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك وجعلنا من أحبابه
السباقين لنيل رضاه

دار

دار
دارداردار
جزاك الله خير الجزاء
موضوع قيم ربي يسعد قلبك بالطاعه
جعــــله المــــولى في ميـــزان حســــــناتك
دام نبض قلبك ودام لنا جوهر انتقاءك
هناأسجل أعجابي بما تكتبين لا تحرميني جديدك تقبلي ردي المتواضع وتقييمي
الفايف ستار تقبلي مروري وتقييمي لك
دار
داردار

دار

جعلنا الله وإياكم من السباقين للخير
الحريصين على فعل الصالحات
اللهم آمين

دار

أختي الغالية
مميزٌ هو جهدكِ
ورائعة هى انتقاءاتكِ
اللهم خذ بيدها في المضائق
واكشف لها وجوه الحقائق
ووفقها إلى ما تحب وترضى
واعصمها من الذلل
ولا تسلب عنها ستر إحسانك
وقها مصارع السوء
واكفها كيد الحساد وشماتة الأعداء
والطف بها في سائر متصرفاتها
واكفها من جميع جهاتها
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه


موضــــــــــــــوع راااائع
جزاكِ الله خيرا يالغاليه
على الطرح المميز
جعله الله في ميزان حسناتكِ وصحائف اعمالكِ
نفع الله بكِ وبما تطرحين من مواضيع ذات فائدة .
تقبلي ودي وتقديري وتقيييمي

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.