تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فإذا كان الزوج مهاجما تكون الزوجة مدافعة ؟!

فإذا كان الزوج مهاجما تكون الزوجة مدافعة ؟! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }

شرع الله سبحانه وتعالى الزواج مودة ورحمة وسكنا بين الزوجين ليطمئن ويستقر كل منهما للآخر فالسكن هو الحماية والأمن والسلام والراحة إن السكن قيمة معنوية وليس مادية ولأن السكن قيمة معنوية فإن الزوج يجب أن يدفع فيه أشياء معنوية وهو تبادل المودة والرحمة مع الزوجة لأن المودة والرحمة هما الأساس الذي يقوم عليه الزواج وبغياب هذا الأساس ينهار هذا السكن
دار
الرحمة تحمل في طياتها عدة معان :
فحرف الراء : مأخوذ من الرضا لذا يجب على المرء أن يرضى بقضاء الله وقدرة فقد قال رسول الله صلى الله عليو وسلم : { ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس } رواه أحمد

فالقناعة كنز لا يفنى

حرف الحاء : من الحب فلا طعم للحياة إلا بالحب فعلا وليس قولا والحب يعني التضحية لمن تحب فعلى الزوجين أن يتفقدا الحب من فترة لأخرى حتى لا يلتصق به شوائب تعكر صفو الحياة الزوجية

أما حرف الميم : فمأخوذ من المرونة فوجود المرونة في عش الزوجية مهم ليبقى هذا الزواج رمزا للحب والإخاء فإذا كان الزوج مهاجما تكون الزوجة مدافعة

وحرف الهاء : من الهدوء فوجود الهدوء والسكون والترتيب عنصر مهم للراحة النفسية ولكن هناك من الأزواج من انحرف عن مفهوم الزواج بكونه مودة ورحمة إلى معاملة جافة وكأنه تزوج تلك الفتاة ليعذبها معه بأفكاره المعقدة وأسلوبه القاسي الذي لا يعرف عن الزواج إلا أن تكون له الزوجة كالخادمة يأمرها وينهاها لا يجلس معها إلا إذا كان يشاهد الرائي أو ليتناول الطعام
دار
أما أصحابه فيقضي معهم الساعات الطوال فمتى يجلس مع زوجته ؟!
متى يخرج للتنزه معها ومع أولاده ؟!

البعض وللأسف يستخسر على شريكة حياته كلمة حانية أو شكر لعمل قامت به فيحتج بقوله : لماذا أشكرها على عمل من واجباتها ؟!
عجبا لك أيها الزوج إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله إن تلك الكلمات الدافئة الحانية التي تعبر عن الحب ليست نقصا في الرجولة بل هي تقربك من شريكة حياتك أكثر والكلمة الطيبة صدقة فالكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة تطيب بها قلوب الآخرين وتصلح بين المتخاصمين فهي دواء فعال للقضاء على الخلافات بين الناس فالدين المعاملة

أيها الزوج : زوجتك تحتاج للجلوس معك أكثر من انشغالك بأي عمل آخر أو جلوسك مع أصحابك من أجل أن تعرف ما تحبه وما تكرهه مايرضيك وما يغضبك لأن كل منكما تربى في بيئة مختلفة فيجب على كل منكما فهم طبيعة الآخر فإن بعض الأزواج وللأسف لا يعرف شيئا عن زوجته وهي لا تعرف شيئا عنه ؟
دار

أتمنى من الزوجين أن يكون لديهما ساعة في كل أسبوع جلسة للتفاهم والحوار والبوح عن ما يكنه احد الزوجين للآخر بجو هادئ بعيد عن الضوضاء للتحدث عن سوء تفاهم حصل خلال الأسبوع فالمرأة إذا واجهت مشكلة تحتاج إلى من يسمع لها ويفهم مشاعرها أما الرجل عندما يواجه مشكلة يفكر بالحل بدون أن يشكو لأحد فقد يكون السبب بأن م الرجل أكبر حجما من مخ المرأة فيجب علينا أن نقضي على المشاكل منذ ولادتها ولا ننتظرها حتى تكبر وتكبر فنعجز عن حلها

فأتمنى أن تكون هناك دورات للمقبلين على الزواج لا يتم العقد إلا بها كما أن الفحص قبل الزواج لا يتم العقد إلا به لا يقل أهمية عن الدورات فقد ساهمت تلك الدورات بعلاج العديد من الخلافات الزوجية بفضل الله

أين أنتم أبناء آدم عن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته وعدله بينهم كان يحمل هم الدين والأمة فهل لدينا أكبر من همه ؟!
دار

كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يحتسب الاجر في لقمة يضعها في فم زوجته اقرأوا عن سيرة الحبيب الكريم وتعامله مع زوجاته أمهات المؤمنين إن هناك من الأزواج من يقارن زوجته بمذيعة أو فنانة عبر شاشة الفضائيات ! عجبا لك أيها الزوج تقارن زوجتك العفيفة الطاهرة بساقطة أصبحت سلعة في أيدي عباد الدرهم والدينار الفاسقين ؟!

أنا لا أنكر أن هناك من الزوجات لا تحسن معاملة الزوج من قلة الاهتمام من ناحية التجمل للزوج ولكن بإمكانك أن تلفت نظرها وتحدثها بأسلوب راق وجميل أو تذهب بها للتسوق وتشتري لها هدية ولا أعتقد أن ترفض طلبه فكل الأمور تحل بالمعاملة الحسنة واللباقة

وكما أن الزوجة يجب أن تتجمل لزوجها كذلك الزوج يجب أن يتجمل لزوجته فقد دخل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رجل أشعث أغبر ومعه امرأته وهي تقول : { لا أنا ولا هذا } لا تريده لا أنا ولا هذا ماالسبب ياترى ؟!

فعرف أمير المؤمنين كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم اظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها – أي رجعت عن طلب الطلاق – فقال عمر – رضي الله عنه -:

{ وهكذا فاصنعوا لهن فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون ان يتزينوا لكم }

عذرا أبناء آدم ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : { رفقا بالقوارير } فرفقا أبناء آدم بحواء فإن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة

دارشكرا لكل حواء تعامل آدم بما يرضي الله ورسوله وتراقب الله في آدم فهو أمانة بين يديها دار

دارشكرا لكل آدم يعامل حواء بما يرضي الله ورسوله ويراقب الله في حواء فهي أمانة بين يديهدار

ودمتم بخيردار


دار

جزاك الله خيرا اخت عبير عالموضوع الرائع

دار

دار

دار

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.