إليك ـ يا بنيه ـ هذه الرسالة الموجزة..
كتبتها لك حرصا عليك من الضياع..
وخوفا عليك من بنيات الطريق..
أبين لك فيها بصدق وإخلاص كيف تكونين فتاة صالحة..
وزوجة صالحة..
وأُمًّا ناجحة..
وقد انتقيت لك فيها من مشكاة القرآن والسنة نورًا..
ومن تجارب الحياة قبسًا..
ومزجت ذلك في كلمات غيورة تدفقت من سويداء قلبي
فيَّاضةً بدفء بنيه الحاني.. وحبِّها المتفاني..
وهذا النصح والتوجيه ما هو إلا بعض ما يجب عليَّ من مسؤولية التربية نحوك.
لا شيء يمكن أن يأخذ بيدك إلى الخير ويحميك من الآفات والشر كتقوى الله سبحانه
وتحقيق العبودية له؛ فبتحقيق العبادة – والعبادة وحدها – تفتح لك أبواب الخير.. ويحالفك
كما قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))[الذاريات: 56]؛
فمن أطاعه في أمره أرضاه وأسعده..
ومن عاند وعصى أشقاه وأتعبه.. كما قال تعالى:
((فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى *
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))[طه: 123 – 124].
فإن لك بها مخرجا من الهم والغم والضيق والضنك..
((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)) [الطلاق: 2 – 3]، }
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ{ [يونس: 62 – 63].
وأول فرض يقربك إلى الله هو "الصلاة"!
فصلاتك مفتاح النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد علمت يا بنيتي أن ترك الصلاة كفر،
والتهاون في أدائها موجب لأشد العذاب؛ فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم
: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».
وقد توعَّد الله من يؤخِّر الصلاة عن وقتها بعذاب أليم، فقال تعالى:
((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ))[الماعون: 4 – 5]:
أي: غافلون عنها، متهاونون بها.
: «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها،
وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت». [رواه مالك وأحمد].
فإن ذلك من أسباب حلول البركة عليك.. وإذلال القبول والتوفيق لك.
كما قال الله تعالى: ((أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)) [الزمر: 36]؛ فعلى قدر العبودية تكون الكفاية.
وحصن من الشرور والآفات، ومن أعظم أسباب جلب الخير والبركة، ولذلك لم يكن رسول الله صل الله عليه وسلم يخل بها.
قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم
يقول: «عليك بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحطَّ عنك بها سيئة». [رواه مسلم].
وبذل المعروف، وصدق المودة، واجتناب أذية الخلق؛ سواء باليد أو اللسان، والحرص على بر الوالدين وطاعتهما،
وصلة الرحم والإحسان إلى القرابة.
أحسن الله إليكِ
اللهم رب السماواتِ وما أظللن..
ورب الأرضين وما أقللن..
ورب الشياطين وما أضللن..
ورب الرياح وما ذرين..
احفظها من كلِ شيطانٍ مريد..
ومن كلِ جبارٍ عنيد..
وأعذها بك يا ربنا من الكبر والغرور..
اللهم نجها من الكبرِ والغرور..
ومن قول الزور..
ومن كلِ فتنةٍ تمور..
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه
وربنا يرزقك جنه الفردوس يا رب العالمين
رزقكِ الله
صلاح؛ــــــــــــــــا في القلب
وفقها في الدين
وزيادة في الع؛ــــــــــــلم
و قوة في اليقين
ورزقكِ من حيث لا تحتسبين…~
دائماً متميزه بالعطاء والأنتقاء
هدى الله بنات المسلمين والمسلمات لما يحبه ويرضاه
وثبّتكِ عزيزتي على الدين القويم