عتاب النبي صلى الله عليه و سلم
عتاب النبي صلى الله عليه و سلم
عتاب النبي صلى الله عليه و سلم
الأستاذة / مها المحمدي
من المفيد حين نتحدث عن مجمل العلاقات الإنسانية التي تربط بين البشر في مختلف حالاتهم أن نولي موضوع العتاب بين الناس أهمية خاصة ذلك أن كلا منا يخطئ في حق الآخرين عن قصد أو بدون قصد مما يستوجب معه نوعا من العتاب ترفقنا فيه أو تشددنا على الطرف الآخر وصولا بالأمر إلى التسوية التي تعيد للعلاقة طيب رواءها وعذوبة ماءها ، على أن لا ننسى مقصداً هاماً للعتاب وهو إصلاح ما في النفوس وتطييبها تحت شعار
إذا كنت في كل الأمور معاتباً ،،،، صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
وحتى يطيب الحديث ويأخذ معناه الحقيقي ويقودنا إلى خير العتاب وأنفعه لابد أن نعرف الهدي النبوي فيه .
لقد عد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم العتاب نوعاً من التأديب والتهذيب للنفس البشرية ،
نبه فيه عليه الصلاة و السلام بالإشارة تارة ، وبالعبارة تارة أُخرى ، وبالمخاصمة وبالهجر والإعراض ثالثة ، وحين نستعرض مواقفه عليه الصلاة و السلام مع صحابته الكرام – رضوان الله عليهم – وفي حالات مختلفة نجد أن عتابه راعى مقتضيات كل حالة حسب ظروفها .
فحين أرسل حاطب بن أبي بلتعة إلى كفار قريش يخبرهم بنية رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح مكة ، خاطبه عليه الصلاة والسلام : ما حملك يا حاطب على ما صنعت ؟
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6259
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
قال : ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله وما غيرت ولا بدلت ، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي ، وليس من أصحابك إلا وله من يدفع عن أهله وماله ، رد الرسول صلى الله عليه وسلم صدق ، فلا تقولوا له إلا خيراً ،
وحين قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إنه خان الله والرسول والمؤمنين فدعني أضرب عنقه ، قال عليه الصلاة و السلام : يا عمر وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة ، فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم .
إن في رقة سؤاله عليه الصلاة و السلام لحاطب وتصديقه له وتقديره للحظة الضعف البشري التي مر بها بل ومدافعته عنه لأنه يستحق الدفاع ، وأخذ حسنته العظيمة بعين الاعتبار ما يدل على سعة صدره عليه السلام وعظيم حلمه ومراعاة حال المعاتب المخطئ الذي أدركته لحظة من لحظات الضعف البشري .
ومثلاً أخر من عتابه الذي اشتد فيه عليه السلام حين عاتب معاذ بن جبل – رضي الله عنه – حين أطال بالناس الصلاة وفيهم الضعيف وذي الحاجة ، قال عليه الصلاة و السلام مشتداً في العتاب : أفتان أنت يا معاذ ؟
أفتان أنت يا معاذ ؟
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 790
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لقد كرر العبارة ليضع قاعدة في الدين لفت بها انتباه معاذ الذي كان من أعلم الناس بالحلال والحرام إلى خاصية من خصائص الدعوة الفريدة .
وعتابه الشديد ذي النبرة الحادة لأبي ذر حين عير بلال في مخاصمة بينهما يا ابن السوداء ، فما كان منه عليه الصلاة و السلام إلا أن قال له : إنك امرؤ فيك جاهلية ، إن في عتابه لأبي ذر ومعاذ مراعاة لحال الطرف الآخر فالمأموم لابد وأن تراعى حالاته والسواسية بين الناس قاعدة فلا فضل للون ولا لجنس ولا للسان .
الراوي: المعرور بن سويد المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1661
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولأبي بكر – رضي الله عنه – منزلة عظمى في الذب عن الدعوة ومناصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لذا فالتعرض له في أي مشادة كلامية يغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعدد فضائل أبي بكر ويعقب بقوله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ؟
وقصة هجرانه عليه الصلاة و السلام للثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك كعب بن مالك ، هلال بن أمية ، ومرارة الربيع كان بالصد والهجر فمكث لا يكلمهم حتى تاب الله عليهم مع أنه قبل من المنافقين المعتذرين !
وانظر إلى هذه اللفتة الظريفة منه عليه الصلاة و السلام حين رأى عبد الله بن عمر وقد لبس ثوبين معصفرين ، ولما كان ذلك منهياً عنه سأله عليه الصلاة و السلام : أمك أمرتك بهذا ؟
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أبو نعيم – المصدر: حلية الأولياء – الصفحة أو الرقم: 4/23
خلاصة حكم المحدث: صحيح
تكفي هذه الإشارة للتنبيه ، فما كان من ابن عمر إلا أن أحرق ثوبيه .
تلك سنته عليه الصلاة و السلام في العتاب يغضب لله وللمؤمنين ولقواعد الدعوة ومع ذلك يراعي حال المخطئ فيشتد ويلين حسب ما يقتضيه الحال ، فليتنا نتعلم منه عليه الصلاة و السلام متى يكون عتابنا وكيف يكون ؟
والله الهادي إلى سواء السبيل .
عتاب النبي صلى الله عليه وسلم
عتاب النبي صلى الله عليه وسلم
عتاب النبي صلى الله عليه وسلم
ولا حرمك لله الاجر
سلمتِ على روعه طرحكِ
دمتِ ودام لنا روعه مواضيعكِ
**
{…..جوزيت من ـالخير إْكثره
ومن العطـآإْء منْبعَـه :/~
لآإْحرمَنـآإْ البآريء وإْيـآإْك ـأوسـع جنآنـه..{