اعتاد كثير من المُسلمين عند حلول شهر رمضان المبارك أن يؤدِّي عبادة فريضة الصيام بأعلى درجات الالتزام؛ حيث يحرص أن ينقطع ليس فقط عن الطعام، والشراب، وبذيء الكلام، وهجر الفسوق، والرفَث، وترْك الانخراط في الجدل العقيم في أمور تافهة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ويَجتهد في تجسيد فضيلة هذا الشهر الكريم بأيامه المعدودات على أفضل نحو
تنفيذًا للتوجيه النبوي الكريم؛ ((فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يَصخب))
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 2216
خلاصة حكم المحدث: صحيح
بل ويذهب إلى أبعد من ذلك، بأن يعتمِد منهج سلوك قويم شامل، يتمثَّل في الاستقامة المُطلَقة لله في العبادة، بالتحنُّث الروحي العميق من خلال الالتزام بأداء الصلوات الخمس في المسجد، والحرص على قيام الليل، وأداء صلاة التراويح مع الجماعة، ولكن ما أن يَنقضي شهر رمضان المبارك حتى نجد أن همَّته تفتر، ويبدأ بالتلكُّؤ في حضور الصلاة بالمسجد، ويَتراخى في التزامه بتنفيذ بعض ما كان يَحرص على الإتيان به بدقَّةٍ من الفضائل في رمضان، وكأن العبادة المثلى بتلك التجليات الطيبة ما هي إلا مجرد عبادة موسمية، تَبلُغ ذِروتها في شهر رمضان المبارك وحسب.
وإزاء هذه الظاهرة اللافتة للنظر فإن مِن المفيد أن نعتبر أن شهر رمضان الكريم بنفحاته الروحية هو بمثابة ورشة عمل تعبُّدية سنوية مُتميّزة؛ لتدريب المسلم دوريًّا على تجديد همَّته الروحية مرةً كل عام؛ بحيث يأتي تكثيف العبادة في هذا الشهر مُحصّلة طبيعية لورشة عمل تجديد الوعي الإيماني، وتعميق السلوك التعبُّدي للمسلم، بما لهذا الشهر الفضيل من خصوصية عند الله تعالى على قاعدة: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]
خاصَّة أن المَطلوب من المسلم اليوم، وفي أجواء الجَفاف الروحي التي يُعاني منها مجتمعه المُعاصر – بسبب تداعيات المُلهيات الصاخبة التي أفرزتها العصرنة المادية في كل الاتجاهات –
أن تكون عبادة فريضة الصوم بمثابة موسم تدريب سنوي يستهدف رفع كفاءة العبادة للمسلم في كل جوانب الحياة؛ لكي تكون قاعدةً لتأسيس سلوك إسلامي مُستديم، يَلتزم نهج العبادة الدائمة بمقتضى مراد الله تعالى من قوله: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]
حتى نتمكَّن باعتماد مثل هذا النهج القيِّم الدائم، وتأسيًا بالرسول الكريم وصحْبه الأخيار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، مِن أن نغادر بإصرار يقيني ظاهرة التعبد الموسمي، التي باتت سمة واضحة لتعبُّد الكثير من المسلمين في وقتنا الحاضر، والتي تَحرمنا الكثير من الأجر الذي يُقرِّبنا من الفوز برضوان الله تعالى، والظفر بمغفرته.
نايف عبوش
اللهم اجعل كل عملها يقربها إلى رضاك
ويجنبها سخطك واكنفها اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين
وارزقها من حيث لا تحتسب ويسر لها آمر طاعتك
واعصمها من معصيتك اللهم امحو عنها الزله
وأقل العثرة وبدل السيئة حسنه
واجعل كل ذنب لها مغفور واسكنها عامرات القصور
وأكرمها بروية وجهك يا عزيز يا غفور
وجميع المسلمين
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم
ان يبارك لكِ فى جهودك
وأن يسدد خطاكِ وأن ينفع بكِ
وأن يجعله فى ميزان حسناتكِ
عبورتى
الله يجعلك من السعداء فى الدنيا والأخرة
وجزاك الله جنة الفردوس
بورك لكِ فى قلمك وفكرك غاليتى
دمتى للدعوة بناءاً شامخاً
جزاكِ الله الجنة على هالطرح الهادف والقيم
و جعله الله في ميزان حسناتك ونفعنا به وإياك
بارك الله بكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين
جعلنا الله وإياك هداة مهتدين
داعيات حاملات راية هذا الدين العظيم
اللهم يجعلك ممن يقال فيهم ابشر بروح وريحان ورب راضى غير غضبان
آمين يارب
ولا حرمك الله الاجر