تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » زكاة الفطر

زكاة الفطر 2024.



دار

زكاة الفطر

دار

تهاون الكثيرون من المسلمين في عصرنا في فقه زكاة الفطر , وظنوا أن تسميتها صدقة , فإنما تعنى التطوع , لأن الصدقات مبنية على التطوع , فمن شاء أدّاها , ونال الثواب , ومن لم يشأ أن يؤدها فلا عقاب عليه , وقد أخطأوا الفهم , وخاب ظنّهم , فإن العلم لا يعرف هكذا بالعقل فقط , فإنما نصوص الشرع هي الحاكمة على العقول والأفهام , وصدقة الفطر فرض على كل مسلم ومسلمة ذكرٍ , وأنثى , صغير وكبير , حُرٍّ وعبدٍ , غنيٍّ وفقير , فهي فرض عين على كل المسلمين والمسلمات , فعن ابن عباس- رضي الله عنه- قال : « فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر , طُهرَةً للصائم من اللغو والرفث , وطعمةً للمساكين , فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة , ومن أدَّاها بعد

الصلاة فهي صدقة من الصدقات » أي صلاة العيد.
قال الخطابي : « قوله : فرض رسول الله صدقة الفطر , فيه بيان : أن صدقة الفطر فرض واجب , كافتراض الزكاة الواجبة في الأموال , وفيه بيان : أن ما فرض رسول الله فهو كما فرض الله تعالى , لأن طاعته صادرة عن طاعة الله تعالى.

وقد قال بفرضية زكاة الفطر , ووجوبها : عامة أهل العلم , وقد عُلِّلَت بأنها : طهرة للصائم من اللغو والرفث , في واجبة على كل صائم غني ذي جِدّةٍ , أو فقير يجدها فضلاً عن قوت يومه , إذ كان وجوبها لعلة التطهير , وكل الصائمين محتاجون إليها , فإذا اشتركوا في العلة , اشتركوا في الوجوب » .
ولقد سَمّى الله تعالى في كتابه الكريم الزكاة : صدقة , فقال تعالى:﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ أي : خذ من أموالهم زكاة واجبة عليهم , وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ أي : إنما مصارف الزكوات الواجبة محصورة في هؤلاء الأصناف الثمانية , الواردة في الآية .

ثم إن الكثيرين منهم يخرجونها نقوداً , ولا بأس في ذلك للضرورة , لكن السُنّة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعوا إلى إخراجها من غالب قوت أهل البلد , أي : تخرج طعاماً.
فعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : « كنا نعطيها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام , أو صاعاً من تمرٍ , أو صاعاً من شعيرٍ أو صاعاً من زبيب » وفي رواية : « أو صاعاً من أَقْطٍ » , قال أبو سعيد : « فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه في زمن رسول الله
صلى الله عليه وسلم » أي : لا أخرج إلا صاعاً أبداً .
والصاع يساوي ربع الكيلة المصرية , والكيلة يختلف وزنها من طعام إلى طعام ، فيسأل التجار الأمناء عن تلك الأوزان , وتخرجالكيلة عن أربعة من المسلمين , يستوي في ذلك الصغير والكبير , والذكر والأنثى , والحر والعبد , ومن يلزم الناس نفقاتهم , كالزوجة , والأبناء , والخدم .
والجنود زكاتهم تجب على الدولة .
وإن الكثيرين يخرجون صدقاتهم فيضعونها في أيدي غير المستحقين , وقد يضعونها في بناء المساجد , أو يضعونها في أيدي المتسولين , أو يضعونها في موائد إفطار الصائمين , وقد يضن بها البعض عن المقيمين في مدينتهم , أو قريتهم , ويخرجونها إلى من سواهم , وقد يكون من بين جيرانه من هو أحوج إليها من غيره فيعطيها للأبعد مع وجود صلة القرابة بينه وبين الأبْعَد , وكل هذه سلوكيات مرفوضة , لأن صدقة الفطر لا تعطى إلا للفقراء والمساكين .

والفقير هو / من لا يجد قوت يومه .
والمسكين هو / من يجد بعض قوت يومه , ويحتاج إلى البعض الآخر .
كما أن الفقير القريب خير من الفقير البعيد , والفقير المسلم خير من غيره , قال تعالى:﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ .

والجيران ثلاثة : جارٌ له ثلاثة حقوق , وهو الجار المسلم الذي بيني وبينه صلة قرابة , فله حق القرابة , وحق الجوار , وحق الإسلام .
وجارٌ له حقان : وهو الجار المسلم عامة , فله حق الجوار , وحق الإسلام.
وجار له حق واحد , وهو الجار الكافر , فله حق الجوار فقط , فلا تستبدل ثلاثة باثنين , ولا تستبدل اثنين بواحد أبداً .

كما أن الصدقة على ذوى القربى صدقة وصلة , والصدقة على الغريب صدقة فقط .
ولا تنقل صدقة الفطر من بلد إلى بلد إلا إذا تعذر وجود المستحقين لها في بلد المتصدق , والأولى بصدقة الفطر في عصرنا أن ترسل إلى المسلمين في فلسطين وفى مواقع الحروب , فإنهم أولى , لندرة وجود الفقراء والمساكين شرعاً في بلادنا .


أختي الغالية
بارك الله بكِ
أسأل الله أن يحصنكِ بالقرآن
ويبعد عنكِ الشيطان
وييسر لكِ من الأعمال ما يقربكِ فيها إلى عليين
وأن يصب عليكِ من نفحات الإيمان
وعافية الأبدان ورضا الرحمن
ويجعل لقيانا في أعالي الجنان
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه

آمين واياك غاليتي دكتورة ساميه
كل عام وانت بخير
اسعدني مرورك
دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.