ويشير الدكتور أحمد عبدا لله، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الزقازيق، إلى أن البكاء شعور مر بنا جميعا سواء أكان فى موقف حزين يثير الألم أو موقف بهيج يثير السعادة والفرح، فإن الدموع كما هى وسيلة للعزاء والسلوان فهى كذلك وسيلة للراحة، والإحصاءات العلمية تذكر لنا أن معدل البكاء لدى الرجال هو مرة كل شهر، بينما يزداد لخمسة أضعاف على الأقل عند النساء.
وساعد البكاء على استرخاء الأعصاب والهدوء النفسى لأنه نوع من التنفيس عن المشاكل والهموم التى تقابل الإنسان فى حياته اليومية، لكن البكاء الذى ينتج عن ظلم وقهر وقع على الإنسان فهو عامل ضغط على أعصابه ويشكل عبئا نفسيا عليه.
ويوضح الدكتور أحمد أن للبكاء أهمية عضوية لجسم الإنسان، حيث إن الدموع التى تنساب من العين بطريقة آلية ضرورية جداً لنظافة العين وتشحيمها، وأن اختلاج الجفون الذى يحدث ما بين عشر مرات إلى خمس عشرة مرة فى الدقيقة يعمل على توزيع الدمعة بالتساوى على قرنية عين الإنسان الطبيعى الذى يبكى حينما يشعر بذلك ولا يحاول حبسها، إن آلية انسياب الدموع تعمل على تفريغ الشحنات السامة التى تحدثها التوترات النفسية وفى حبسها وكبتها تسمم بطىء لصاحبها، حيث إن السائل الدمعى يحتوى على إنزيم خاص يقضى على الميكروبات التى تدخل فى العين فيحميها، لذلك فإن العلم الحديث يوصى بأن يصبح تحليل الدموع من التحاليل الطبية الشائعة مثل تحليل الدم، لأن نتائجه تقدم للطبيب معلومات وافية عن حالة الجسم.
ويشير الدكتور أحمد إلى أن الدراسات العلمية أكدت على أن البكاء يُوسع الرئة ويزيد من عدد ضربات القلب، فهو فى حد ذاته يُعد تمريناً مفيداً لعضلات الصدر والكتفين والحجاب الحاجز، وعند الانتهاء من البكاء يعود القلب إلى حالته الطبيعية وتسترخى عضلات الصدر.
فالبكاء أفضل علاج للأعصاب المتوترة، فهو عامل منقذ من الكبت الذى يعانيه إنسان العصر الحديث ويُفِّرغ الشحنة التى يسببها الإرهاق والتعب البدنى والنفسى الذى يتعرض لهما الإنسان بشكل كبير يوميا.
لذا فإن النساء أوفر حظا من الرجال، حيث البكاء هو سلاح المرأة الأول فى مواجهة المشاكل، فهى تذرف الدمع بلا حساب فى سبيل حل مشكلاتها، وتستفيد على الجانب الآخر من الفوائد الجمة للبكاء فى استعادة حيويتها ونشاطها الذهنى والنفسى.
الموضوع منقول من الفيس بوك ……
يسلمو ايديكي على الموضوع الجميل