اخواتي الغاليات ..
نسمع في هذه الايام عن الكثير من المشاكل بين الازواج ..
وكثيرا ما نسمع عن حالات طلاق بعد زواج قصير استمر لشهور قليلة ..
ونتعجب .. كيف ذلك وما الامر الجلل الذي يؤدي بزيجة جديدة الى حد الطلاق ..
ولماذا لم نسمع بمثل هذه الحالات في الاجيال السابقة ..
بل نجد زيجات استمرت عقودا طويلة رغم الخلافات والمشاكل التي تنشأ مع مرور الايام وزيادة المسئولية
اذن فالعيب في هذه الاجيال الجديدة التي لا تعرف معنى قدسية الزواج وانه رباط ابدي الى ان يشاء الله ..
وان اي مشكلة او خلاف لابد له من حل ..
لذلك .. اضع هذا الموضوع بين ايديكن .. فتيات مقبلات على الزواج .. او زوجات جديدات او مر على زواجهن عقود
لنتعلم سويا ونستفيد .. وندرك ان الزواج اسمى العلاقات البشرية واروعها واصعبها ..
واكثرها سهولة متى عرفنا مفاتيح الطرف الاخر .. ونجحنا في التعامل معه
الدرس الاول
من تختارين ليكون زوجا لك ؟؟
ان اولى الصفات التي يجب على المرأة ان تبحث عنها في شريك حياتها هو التدين ،
والشخص المتدين هو الذي يخشى الله تعالى ، ويطيع اوامره وينتهي عن نواهيه ، وان خشية الله تعالى تمنعه من الظلم والتعدي والاستهانة بزوجته ،
فاذا احب الشخص المتدين زوجته اكرمها ،
واذا كانت سيئة تستحق البغض لم يظلمها ، وحاول بشتى الطرق اصلاحها وكثيرا ما ينجح في ذلك ،
لان الانسان يحب ويخضع لمن يحسن اليه ويعطف عليه .
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من منع تزويج ذوي الدين والخلق ، فقال عليه الصلاة والسلام :"اذا اتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير " رواه الترمذي وحسنه الالباني
أما تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم الخلق بالذكر مع كونه من الدين ، فانه لاهميته في استمرار الحياة الزوجية واستقرارها ، فالخلق هو الحاكم على التدين قوة وضعفا ، وقد يكون الرجل صاحب عبادات ظاهرة الا ان رصيده في جانب الاخلاق ضعيف مما يدل على هشاشة تدينه وجهله بحقيقة الدين ، قال صلى الله عليه وسلم "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق"رواه الحاكم وصححه الالباني
اذن عليك ان تختاري صاحب الدين والخلق الصابر القانع الذي عنده عمل يقتات منه ويكون مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه حلال
وما يقال عن الرجل عند اختيار شريك حياته يقال ايضا عن المرأة عند اختيار شريك حياتها فلابد من التأكد من صلاحه وتقواه .. يقول الله عز وجل "وانكحوا ال؟أيامى منكم والصالحين من عبادكم" النور 32
روى مسلم عن فاطمة بنت قيس انها اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ان معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اما ابو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لامال له ، انكحي اسامة بن زيد " فكرهته ، ثم قلا "انكحي اسامة " فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت.
ارضي به زوجا لك
من شكر الله ان ترضي به زوجا لك وميثاقا قويا تحكميه بحسن عشرتك ورضاك به وقناعتك بانه الذي كتبه الله تعالى لك في الازل فأريه كل جميل وأسمعيه كل حسن ، واحمد الله تعالى عليه ان كان على جانب من الخلق وحسن المعاملة ، واصبري عليه اذا ر؟أيت منه خلاف ذلك ، واسألي الله تعالى له الاصلاح ، وارضي بما قسم الله تعالى لك ، تكوني اغنى النساء وأسعدهن ،، فان احسنت فلك الجنة وان اسأت فلك النار . روى احمد عن حصين بن محصن رضي الله عنه انه عمة له اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها " أذات زوج انت ؟ قالت :نعم ، قال : اين انت منه ؟ قالت : ما آلوه الا ما عجزت عنه . قال : فكيف انت له ؟ فانه جنتك ونارك"
رواه أحمد والنسائي بإسنادين جيدين والحاكم وقال صحيح الإسناد
صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني
وعليك ان تصفحي عنه اذا اساء وتعتذري اليه اذا اسأت وتسترضيه اذا غضبت ، وليس في ذلك الا عزك ورفعة شأنك عند الله تعالى . عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الا اخبركم بنسائكم في الجنة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : ودود ولود اذا غضبت او اسيئ اليها او غضب زوجها قالت : هذه يدي في يدك لا اكتحل بغمض حتى ترضى "
الطبراني في المعجم الصغير وصححه الألباني وفي رواية للنسائي ولها شواهد يتقوى بها «ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العئود على زوجها، التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضًا حتى ترضى» النسائي وحسنه الألباني في صحيح الجامع
ولا تتأخري عنه اذا دعاك لحاجته ولو كنت مشغولة فعليك ان تتفرغي له في اي ساعة من ساعات النهار او الليل ارادك . روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده ، ما من رجل يدعو امرأته الى فراشه فتأبى عليه الا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عليها "البخاري ومسلم
وعليك ان تجعلي بيتك جنة ينسى فيها همومه متاعبه التي لاقاها يومه ذاك بطهو طعامه وتنظيف داره وغسل ثيابه وتزينك وتطيبك وجلوسك اليه وتبليغه الاخبار السارة المفرحة ، ومشاهدته اولاده كالدمى ، وانك بذلك تبلغينه السعادة التي يحلم بها كل زوج ، اذا نظر الى زوجه سرته وان امرها اطاعته وان غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
روى الحاكم عن محمد بن سعيد عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة من السعادة ، المرأة الصالحة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون وطيئة فتلحقك باصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ، وثلاث من الشقاء المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك وان غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون قطوفا فان ضربتها اتكبتك وان تركتها لم تلحقك باصحابك ، والدار تكون ضقية قليلة المرافق"