أكثر من ستة ملايين طفل يعرفهم المجتمع بأطفال الشقاق أو ضحايا الطلاق، يستخدمهم آباؤهم كدروع بشرية فى الخلافات بينهما، وأطفال الطلاق هم الحلقة الأضعف فى الأسرة بعد الانفصال بما يعانوه من أثار نفسية واجتماعية.
وعن تأهيل هؤلاء الأطفال يقول إسلام عمر مدرب الحياة وخبير التنمية البشرية: فى حالة الطلاق أو الانفصال لابد أن يتفق الطرفان على إيجاد طرق بسيطة لتوصيل رسالة للطفل أن شكل العلاقة فقط هو الذى تغير فى الأسرة، لكن مضمونها مازال كما هو، بمعنى أن الأسرة لا تتواجد فى مكان ومنزل واحد لكن الطفل يستطيع التواجد مع أحد الطرفين فقط دون الطرف الآخر.
ومن المهم وضع خطة مشتركة للسيطرة على سلوكيات الطفل كى لا ينحرف فلا يجوز قيام أحد الطرفين باستقطاب الطفل تجاهه بتشويه صورة الأخر، لأن هذا من شأنه أن يعطى الصغير مبررا لسلوكياته بقوله "هذا ما قاله لى والدى، وهذا ما تربيت عليه لدى والدتى" أى يحاول إلقاء مسئولية التصرفات الخاطئة على والديه.
وبالعكس على الأبوين الاهتمام بأن تكون درجة التواصل بينهما مرتفعة والاشتراك والمشورة الدائمة فى اتخاذ أى قرار جوهرى يخص حياة الطفل مع ضرورة التواجد معا فى المناسبات الاجتماعية مثل حفلات التخرج والحفلات المدرسية والأعياد وغيرها من المناسبات الهامة التى يحب الطفل رؤيتهما معا فيها.
وهناك معالم للخطة التى يعدها الأبوين وهى:
أولا: تعليم الطفل معنى الاحترام من خلال تبادل الاحترام بين الطرفين.
ثانيا: عدم الركون للدفاع، بحيث لا يتم رفض كل الأنشطة التى يمكن أن يمارسوها للاستمتاع مع أصدقائهم فهذا يجعل الطفل يكره أحد الطرفين ويكون ناقما عليه.
ثالثا: بعد الانفصال لا ينصح بإدارة الأبوين هذه المرحلة بمفردهما دون أن يتدخل عنصر طبى أو إنسانى كى يساهم فى تربية الطفل، لأن الأب بمفرده والأم بفردها لن يستطيعا مساعدة الطفل لتخطى العقبات التى قد تدفعه للبحث عن أصدقاء السوء كى يجد نفسه معهم.