الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن السفر إلى بلاد الكفار لقصد التنزه وقضاء العطل من المنكرات العظيمة التي تفشّت عند كثير من المسلمين، حتى اصبحت من جملة العوائد، وأصبح من ينكر على الناس مثل هذا الأمر مثاراً للعجب والسخرية، وربما اتهم في أحايين كثيرة أنه إنسان معقد، أو أنه غير منطقي، أو غير واقعي. بل وربما استدل بعضهم بالآيات التي فيها بيان عدم عداوة المشركين ما داموا لم يقاتلونا … مع أن الفرق واضح لكل ذي عقل. فالذي يفتى به أن السفر إلى بلاد الكفار لقصد التنزه وقضاء أوقات الفراغ، أو ما يسمى عند عامة الناس بالسياحة أو الثقافة لا يجوز شرعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى ناراهما" (أي المسلم والكافر) رواه أبو داود والترمذي عن جرير رضي الله عنه وهو صحيح. فننصحك بعدم الذهاب لتلك البلاد للغرض المذكور في سؤالك لما فيه من مخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى ما قد يتعرض له الشخص هناك من فتن. لكن لو قصد زيارة المسلمين ودعوتهم، أو كانت له حاجة من تجارة، أو علم، فلا حرج مع توخي الحذر.
والله أعلم.
مركز الفتوى
وجزاكِ بالمثل وزيادة د.شيماء , اللهم آمين وأسعدني مرورك العَطِر .