حكم إعطاء المصحف للكافر
حكم إعطاء المصحف للكافر
خالد بن سعود البليهد
السؤال :
السلام عليكم حياك الله ياشيخ
ياشيخ هل يجوز للمسلم أن يعطي كافرا مصحف مترجم بالفاظ لاتينية لأجل الدعوة إلى الله ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله.
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن حمل المصحف إلى بلاد الكفار كما أخرج الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو).
ونهيه عن ذلك خشية أن يمتهن الكفار المصحف ويتلفوه أو يحرفوا آياته وقد اختلف أهل العلم في حكم حمله إلى بلاد الكفار فمنعه بعضهم ورخص فيه آخرون والأقرب أن النهي يحمل على حالة التيقن أو غلبة الظن على امتهان المصحف أو إتلافه من قبل الكفار أما إذا تيقنا أو غلب على ظننا سلامة المصحف من ذلك لقوة المسلمين أو أمنهم أو العمل بالعهود التي تمنع الاعتداء على المصحف وغيره من الشعائر فلا حرج في السفر به لأن المفسدة منتفيه في هذه الحالة والمصلحة مرجوة من مذاكرته وحفغظه وتعلمه وتدارس معانيه.
فعلى هذا لا يجوز إعطاء الكافر المصحف وتمكينه منه بأي طريق مطلقا خشية امتهان القرآن والعبث به ولأن الكافر جنب لم يتطهر والقرآن يشترط له الطهارة في مسه ولأن الكافر غالبا لا يتورع عن مباشرة النجاسات فيخشى من وضع المصحف في أماكن نجسة.
قال الباجي في المنقى: (ولو أن أحدا من الكفار رغب أن يرسل إليه بمصحف يتدبره لم يرسل إليه به لأنه نجس جنب ولا يجوز له مس المصحف ولا يجوز لأحد أن يسلمه إليه ذكره ابن الماجشون).
ويباح إعطائه ترجمة معاني القرآن متضمنا لذكر الآيات في وسطها إذا كانت الترجمة هي الغالب من غير كتابة الآيات بالعربية منفصلة عن الترجمة إن كنت ترجو هدايته ودخوله إلى الإسلام واحترامه لها والمحافظة عليها فلا حرج لتحقق المصلحة وانتفاء المفسدة أما إن كان يغلب على ظنك سوء الظن بهذا الكافر والتهمة به في إهانة الترجمة وتمزيقها فيحرم عليك إعطائه وإن حصل عندك اشتباه فلا تعطه مراعاة لحرمة الكتب الشرعية.
وينبغي التنبه لمسألة مهمة وهي أنه لا يصح أن تقول مصحف مترجم الألفاظ بلغة لاتينية لأنه كلام الله حقيقة وكلام الله لا يجوز أن يترجم أو يكتب بغير اللغة العربية التي تكلم الله بها فالمصحف لا تدخل عليه الترجمة مطلقا باتفاق أهل السنة وإنما يجوز ترجمة معاني القرآن وتفسيره بغير العربية لأن التفسير من كلام البشر وفهمهم فيصح التعبير عنه بأي لغة بشرط تحقق سلامة معاني القرآن وجريانها على مذهب السلف الصالح وقواعد المفسرين المعتبرة.
والله أعلم وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد سعود البليهد
سلمت يداك لمنقولك الهادف
اضافة من فضلك
مسلم يسأل الشّيخ ـ حفظه الله ـ: هل يجوز له أن يهدي مصحفا لكافر قاصدا بذلك أن يهديه إلى الإسلام؟ فما حكم الشّرع في ذلك؟
فأجاب الشّيخ ـ حفظه الله ـ بما يلي:
القرآن الكريم كلام الله العزيز الحكيم، لا يمسّه إلا المطهّرون، والكافر نجس نجاسة معنوية وحسّيّة، فلا يجوز للمسلم أن يهديه مصحفا ولو آية، فالله سبحانه وتعالى حرّم مسّه للمسلم إذا كان محدثا حدثا أصغر أو أكبر، فما بالك بالكافر، والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}[1].
قال في المغني لابن قدامة: "لا يجوز المسافرة بالمصحف إلى دار الحرب لما روى ابن عمر قال: قال رسول الله e: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ مخافة أن تناله أيديهم"[2].
وقال الشّيخ خليل في مختصره: (ومنع حدث صلاةً وطوافا ومسّ مصحف وإن بقضيب وحمله وإن بعلاّقة أو وسادة إلاّ بأمتعة قصدت، وإن على كافر لا درهم وتفسير ولوح لمعلّم ومتعلّم).
قال أبو عمر: أجمع فقهاء الأمصار أن لا يمسّه إلا متوضّئ.
قال في المغني: "ويجوز مسّ كتب التّفسير والفقه وغيرهما والرّسائل وإن كان فيها آيات من القرآن بدليل أنّ النّبيّ e كتب إلى قيصر كتابا فيه آية، ولأنها لا يقع عليها اسم مصحف، ولا نثبت لها حرمته، وفي مسّ صبيان الكتاتيب ألواحهم الّتي فيها القرآن وجهان: "أحدهما" الجواز، لأنّه موضع حاجة، فلو اشترطنا الطّهارة أدّى إلى تنفيرهم عن حفظه، "والثّاني" المنع، لدخولهم في عموم الآية، وفي الدّراهم المكتوبة عليها القرآن وجهان: أحدهما المنع، وهو قول أبي حنيفة، وكرهه عطاء والقاسم والشّعبيّ، لأنّ القرآن مكتوب عليها فأشبهت الورق، والثّاني الجواز، لأنّه لا يقع عليها اسم المصحف فأشبهت كتب الفقه، ولأنّ في الاحتراز منها مشقّة أشبهت ألواح الصّبيان"[3].
وخلاصة القول: أنّ إهداء المصحف للكافر حرام حرام، لأنّنا لا ندري ماذا يفعل به، فقد يعبث به ويعرّضه للمهانة، وإذا أردت أن تدعو هذا الكافر فهناك أساليب وطرق أخرى تدعوه بها، مثل الكتب المترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية، وهي كثيرة، ومثل الأقراص المضغوطة، وحتّى التّفاسير فإنّها لا تسمّى مصحفا.
والله الموفّق والهادي إلى سواء السّبيل.
[1] ـ سورة التوبة: من الآية 28
[2] ـ المغني [1 /259] عن "المكتبة الشاملة".
[3] ـ المغني [1 /257] عن "المكتبة الشاملة".
جزاك الله خير وبارك الله فيك فتوى مهمة جداً
نســــــــــــأل الله الكريم ان يكتب اجرك ويتقبل عملك
ويرفع درجتك ويبارك لك في وقتك ومالك واهلك
إضـــــــــــــافة طيبة قيمة
من أختي الحبيبة ابنة الحدباء بارك الله فيها
الله يجزاكما الجنة ويكثر من إمثالكما يالغاليات
موضوع فى قمة الروعة
أشكر لك إختيارك المميز فى كل مواضيعك
ولك منى باقة ورد معطرة بالمودة .
جزاك الله خير