تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثمار الأخوة في الله

ثمار الأخوة في الله 2024.

  • بواسطة
دار

دار

ثمار الأخوة في الله
الحمد لله القائل في كتابه العزيز
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}…سورة الحجرات
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل :عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً – وشبك بين أصابعه"
متفق عليه.

دار
وبعد
حديثنا في هذا الموضوع عن الأخوة في الله ( الصحبة )،
لعل الناظر في أوائل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم حين قدومه المدينة هو الإخاء بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم
لعلمه صلوات الله عليه وسلم بقدر تلك المنزلة من جمع الشتات واتحاد الصف وصفاء القلب ونزول البركة.

حتى إبليس يعلم تلك المكانة، فتجده لا يكاد يفتر عند دعوته وطرائق مكره، في بث الفرقة وأحداث الاختلاف بين الأخوة

عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم " رواه مسلم

واسمع لما حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعلم أثر المخاصمة والنزاع فقد خرج رسول الله يوماً على الصحابة رضي الله عنهم وهم في المسجد فأراد أن يخبرهم بليلة القدر وبأن وقتها ليلة كذا، حتى لا يتعبوا ولا تصيبهم مشقة في البحث عن ليلة القدر
فتشاجر رجلان من المسلمين فارتفعت أصواتهم، فغضب صلى الله عليه وسلم، فعاد ولم يخبر الناس، ولم يحدثهم تلك الليلة،

ثم قال لهم : (( إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلانٌ وفلان – أي تشاجر- فرفعت )).
فقد أخرجه البخاري عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ
وانظر إلى الشيطان إن حدث نزاع واختلاف بين أخوين لا يذكرهما إلا بعيوب بعضهما، ويُنسيهما عشرة وحسن صحبة دامت بينهما
وكم يخسر المسلم إن ترك لإبليس إدخال الوساوس في قلبه على أخيه.
دار
من تلك المقدمة أحببت أن أقف أمام كلمات ( مقولات ) رائعة مع شيء من التعليق :

الأولى : يقولون عن ابن تيمية رحمه الله في حسن تعامله، وددنا أن يكون تعاملنا مع أصحابنا كتعامل ابن تيمية مع أعدائه.

لنتخيل كيف كان موقفه مع الأعداء الذي يتمناه الصاحب مع أصحابه، فكيف يا تُرى كان تعامله مع أخوانه ؟

تسمو النفس وترى منها مكارم الأخلاق وعلو همة وبعد عن توافه الأمور، بإيمان يتجدد ويقين يتدفق طلباً لرضا الرب وكسب الأجر
وإلا لرأيت النفس لاهية، فلا ترعَ للأخوة مبدأ وقد تظلم وتتعدى بالكذب والغيبة والنميمة وذاك لنقص إيمانها

يقول ابن باز رحمه الله :
( إذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنميمة أو بالكذب أو غير هذا، فاعرف أن إيمانك ناقص، وأنك ضعيف الإيمان، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت … )
دار

الثانية : قال الداراني رحمه الله : لو أن الدنيا كلها لي في لقمة، ثم جاءني أخ لأحببت أن أضعها في فمه.
أنتهى

أقول عندما تكون همة أحدنا عالية يبيع الفانية ليكسب الباقية.

وآخر من السلف يُوصي صاحبه قالاً له : إذا رأيت من يُنافسك في الآخرة فنافسه، ومن يُنافسك في دنيا فأدفعها إليه .
( أو كما قيل )
يكاد الكثير يدعي إيثار الآخرة على الدنيا، فذاك قولهم ويُكذبه صنيعهم.
دار

الثالثة : قال ابن سيرين رحمه الله : ظلمك لأخيك أن تذكر أسوأ ما تعلم منه وتكتم خيره.
انتهى
تجد أحدنا عند مخاصمة أخيه، يذكر عيوب كثيرة مع أن بالأمس كان مادحاً له ويرى أن تلك العيوب يسيرة.

( فعين الرضا عن كل عيب كليلة … ولكن عين السخط تبدي المساوئ )

بل ربما يقول هذا – العيوب – أمام صاحبه ليس ليتجنب – أخيه – العيب بل للتوبيخ، فكيف لو خلا مع غيره تُرى بماذا يكيل.

بل قد يشتد الأمر عندما يُخاصم أحدهم أخيه، فيبدأ بنشر عيوبه وسيئاته التي يعلمها عنه، ونسي قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( من علم من أخيه سيئة فسترها ستر الله عليه يوم القيامة )).
وروى الطبراني مرفوعا ورجاله رجال الصحيح
دار

الرابعة : قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : بخلت بدنياك على أصدقائك وسخوت بآخرتك على أعدائك، فلا أنت بما بخلت به معذور ولا بما سخوت به محمود.انتهى

بخلك بدنياك على صاحبك، في أمور – منها – أن غضبت وخاصمت فلدنيا، وإلا فما تُفسر هجرك لأخيك وسبك إياه مع سلامة أعداءك منك.

دار

الخامسة : قال مجاهد رحمه الله : من أعز نفسه أذل دينه، ومن أذل نفسه أعز دينه.انتهى

فلا تعاند عند طلب الصلح وهجر القطيعة، وتقول لا أقبل بالدنيّة ولي كرامه. تعلم أن من تواضع لله رفعه.
دار

السادسة : يقول د. وايت وود سمول : إن من يتحرر من سلطة رسائله السلبية بإمكانه أن يخطو خطوات متفوقة ومتقدمة في سلك الناجحين والعظماء ، وهذا أحد الفروق التي تميز المبدعين والمتفوقين عن غيرهم.انتهى

لأن النفس تعمل وتنتج بحسب ما تُشغل به، لذا تجد من يُخاصم ويُجادل مشغول بنفسه بشحنها بالرسائل السلبية – مثلاً – هذا يقصد بكلمته كذا والآخر يضحك عليّ وغيرها، فتنشغل النفس عن معالي الأمور بسفا سفها، بل تجد نفسه مشغولة وشاردة الذهن حتى في مواطن العبادة كالصلاة، فيُنحيه إبليس عن الصواب وجادة الطريق.
دار

أين من يحمل المعنى الحسن ؟
فتجد للكلمة معنى طيب وقد تحمل الضد – الغير طيب – ، يصرف أحدنا ما يسمعه من أخيه على ما بناه من رسائل فإن كانت إيجابية
– بحسن الظن في أخيه – حملها على المعنى الحسن، وإلا فلو نطق صاحبه بالحسن لرأيته يؤولها لما يُريد

وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً )

أين ألتماس الأعذار لأخوان ؟؟
فقد قيل : ألتمس لأخيك سبعين عذر.

فهل نلتمس لإخواننا لو عذراً واحد ؟
دار

هل تعلم ثمار الأخوة ؟

لنقف عند بعض من الأحاديث النبوية – وهي من ثمار الأخوة في الآخرة، وهناك ثمار في الدنيا.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن لله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ))
[رواه مسلم].

وفي الحديث الآخر، يقول صلى الله عليه وسلم :
(( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ))
(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح) .

دار
كيف نحقق الإخاء بيننا ؟

( من كتاب موسوعة الآداب الإسلامية، بتصرف واختصار )

1- إخبار من أحببته بمحبتك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه )).
رواه أبو داود ، والترمذي .

2- الهدية، فهي مفتاح القلوب وزيادة للألفة والمحبة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تهادوا تحابوا )
البخاري في الادب المفرد -صحيح الجامع (3004), الارواء (1601).

ونهى عن رد الهدية فقال : (( أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية )).
(احمد وابن شيبة والبخاري في الادب المفرد-صحيح الجامع الصخير 158).

3- مشاركته فرحته وحزنه ومحبة الخير له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )).
رواه البخاري ومسلم .

4- دفع الغيبة عنه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من ذب عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقاً على الله أن يعتقه من النار )).
الراوي:أسماء بنت يزيد المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 4/16
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
5- الستر عليه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة )).
وروى الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير

6- الصدق مع الأخ وعدم الكذب عليه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم : لا يخونه، ولا يَكْذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام : عرضه، وماله، ودمه. التقوى هاهنا – وأشار إلى قلبه – بحسب امرئ أن يحقر أخاه المسلم )).
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 6706
خلاصة حكم المحدث: صحيح
7- الدعاء له، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملَك : ولك بمِثل )).
رواه مُسلِمٌ

8- عده هجرانه، فلا تهجره بغير مبرر مشروع، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيصدُّ هذا، ويصدُّ هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )) متفق عليه.
وقال : (( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه )). رواه ابوداود بإسناد صحيح

9- الاجتهاد في منفعته، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه )). (أخرجه مسلم).

10- التجاوز عن زلاته، قال الشافعي رحمه الله : ( من صدق في أخوة أخيه قَبِل علَلَه، وسدَّ خلَلَه، وغفر زلَلَه )

ومعنى كلامه ، (قَبِل علَلَه ) : أي قبله بما فيه من العيوب، مع الاجتهاد في إصلاحها

( وسدَّ خلَلَه ) : أي اجتهد في استكمال نقصه، وإصلاح عيبه

( وغفلا زلله ) : أي قبل اعتذاره، وتجاوز عن هفواته وأخطائه.

11- المصارحة معه، بمعنى مصارحته في كل الأمور، والانبساط معه، وعدم التكلف،
قال الشافعي رحمه الله : ( ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته ).

دار
هل سألت نفسك عند حدوث خصومة مع أخيك، ما السبب ؟؟
وهل نسبت شيء من الخطأ إليك ؟

تعالي معي لنسمع هذا الحديث العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما توادَّ اثنان في الله، فيفرَّق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما )).
الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 7879

دار
ختاماً، دار
الأخوة ليست كلمة تُقال
بل هي حُسن فعال
ردك على الإحسان بالإحسان حسن
ويزداد الحُسن برد الإساءة بالحُسنى
خاصة إن كان من صاحب لم يُعتاد منه الخطأ
فالله الله، بالسماحة ولين الجانب
فبهما راحة بال وطمأنينة قلب

دار
ولنتذكر آية عظيمة وهي قوله تعالى :
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }.
سورة الحشر 10

منقول دار

ما شاء الله تبارك الرحمن
الله يبارك فيكِ أختي في الله
نعم التذكره تذكرتكِ التي لا تقدر بثمن
وهل يوجد أغلى من الأخوه في الله
أيها الأحباب الكرام:

المرء يوم القيامـة يحشر مع من يحب،

فإن كنت تحب الأخيار الأطهار ابتداءً من نبيك المختار وصحابته الأبرار والتابعين الأخيار،

وانتهاء بإخوانك الطيبين فإنك ستحشر معهم إذا شاء رب العالمـين،

وإن كنت تحب الخبث و الخبائث وأهل الفجور واللهو واللعب كنت من الخاسرين فتحشر معهم إذا شاء رب العالمين

أختي الحبيبه حباكِ الله بعفوه وكرمه
وسقاكِ الله من حوض الكوثر
وحشركِ مع النبيين والصديقين والشهداء
وحسن أولئك رفيقا

دار

سلمت يداك علي النقل الطيب المبارك

من اجمل ما قرات والله

بارك الله فيكِ

دار

يسلمو حبيبتي عالموضوع المفيد

تقبلي تحياتي

أنرتمـ متصفحي لا عدمتكمـ يا رب
مرور عذب وإطلـآله بهيية
لا خـلآ ولـآ عدمـ منكم يا رب
تحييتي لكمـدار

نقل رائع ومفيد .. ومليئ بالتذكرة
شكرا لك اختي الغالية على اختيارك الرائع ..

فلو تعامل كل منا مع اخيه بكل هذا الحب والمودة لسادت روح عالية .. وما سمعنا عن الحقد او الغيرة او الكراهية التي تملأ النفوس ..
تماما كما كانت عليه الحال في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. ومن مظاهر هذا الاخاء
ما حصل بين عبدالرحمن بن عوف و سعد بن الربيع رضي الله عنهما ، حيث عرض سعد على أخيه نصف ماله ليأخذه ، بل خيّره بين إحدى زوجتيه كي يطلّقها لأجله ، فشكر له عبد الرحمن صنيعه وأثنى على كرمه ، ثم طلب منه أن يدلّه على أسواق المدينة ، ولم يمرّ وقتٌ قصير حتى استطاع عبدالرحمن بن عوف أن يكون من أصحاب المال والثراء .

بل إن كثيراً من الأنصار عرضوا على النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يقسم الأراضي الزراعيّة بينهم وبين إخوانهم من المهاجرين ، ولكنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – أراد أن تقوم هذه المواساة دونما إضرارٍ بأملاكهم ، فأشار عليهم بأن يحتفظوا بأراضيهم مع إشراك إخوانهم المهاجرين في الحصاد ، وقد أورث صنيعهم هذا مشاعر الإعجاب في نفوس المهاجرين ، حتى إنهم قالوا للنبي – صلى الله عليه وسلم – : يا رسول الله ما رأينا قوما قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل ، ولا أحسن بذلا في كثير منهم ، لقد حسبنا أن يذهبوا بالأجر كلّه " ، كما كانت تضحياتهم ومواقفهم النبيلة سبباً في مدح الله لهم بقوله : { والذين تبوءوا الدار والإيمان من ق

فاين نحن الان من هذه الروح الجميلة والمشاعر التي جعلت من الاسلام اكبر قوة في العالم في ذلك العصر .. اننا الان نخشى ان يعرف عنا اخوتنا بالدم شيئا خوفا من الحسد او الحقد .. بل ونحاول ان نظهر باسوء حال كي لا يطالبنا احد بالمساعدة او طلب العون اذا احتاج .. واصبح كل ما يشغلنا كيف يكون لنا كل شيئ ولا يهمنا سوى انفسنا ..
ونردد قول الرسول الكريم أحب لاخيك ما تحب لنفسك في حال كان لنا طلب عند أحد او احتجنا مساعدته .. ولا نتذكره في حال العكس .. بل يكون ردنا .. انا ومن بعدي الطوفان …

دار

شكرا لك غاليتي مرة اخرى على طرحك الرائع
دمت بود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.