تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثقافة الاعتذار

ثقافة الاعتذار 2024.


الإعتذارُ قيمةٌ جليلةٌ من قيم الأدبِ والأخلاق، وأسلوبٌ راقٍ من أساليبِ التعاملِ الحضاريِّ بين النّاس
لا يتوفَّرُ إلاّ في شخصيّةٍ متّزنةٍ، عاقلةٍ، ناضجة، ولا يغيبُ إلاّ عن شخصيةٍ متهوِّرةٍ، متعصِّبةٍ، حمقاء..!

بالإعتذارِ يزيدُ قدرُ المرءِ لا ينقص كما يعتقدُ بعضُ الحمقى، ويعلو لا ينخفض كما يحسبُ بعضُ المتزمّتينَ ..!

إنّما المعضلةُ التي نعانيها في مجتمعاتنا هي ندرةُ الإعتذار، والإجحافِ في حقِّ هذه القيمةِ الرفيعة، والإستخفاف بقدرها..!!

إقرأوا معي هذآ المقآل ,, !

دار

في مقالة لطيفة للكاتب محمد سلماوي تحت عنوان ( لن أزور اليابان) كتب أنه كان في زيارة لليابان لإلقاء محاضرة وأثناء إستقلاله لأسرع قطار في العالم المسمى بـ " قطار الطلقة " Bullet train" الذي تشبه سرعته سرعة طلقة الرصاص، ما بين طوكيو والعاصمة القديمة كيوتو .

يقول وقفت على رصيف القطار بصحبة صديقي الياباني حيث كانت تذكرتهما تشير إلى أن مقعديهما سيكونان في العربة الخضراء وللعلم اليابانيون يطلقون الألوان على درجات القطار، فلا يقولون عربة الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة وإنما العربة الخضراء والحمراء والصفراء أشار إليه مرافقه الياباني أن يقف في المكان المخصص على الرصيف لباب العربة الخضراء وفي الموعد المحدد بالضبط وصل القطار وجاء باب العربة الخضراء في المكان المحدد له مع فارق بضعة سنتيمترات من حيث يقف صاحبنا .

فقال صاحبنا مداعباً صديقه الياباني وفي نفسهِ حرقة على فارق التقدم بين اليابان وعالمنا العربي لاسيما أنه لم يزر بلادنا من قبل فقال له: كيف يقف القطار بعيداً بضع سنتيمترات وليس أمامي تماماً، كيف يسمح بتلك الفوضى؟

لم يكن يتوقع أن الشاب الياباني لم يفهم تلك الدعابة فلقد كست وجهة الحمرة خجلاً وأخذ يتأسف لما حدث مؤكداً أن هذا لا يحدث إلا نادراً، ووعد بأنه سيخطر المسؤولين حتى لا يتكرر ذلك ثانية .

في الرحلة التي دامت أقل من ثلاث ساعات ظل يجيء ويروح للتحدث مع العاملين الذين جاءوا واحداً وراء الآخر ليعتذروا لصاحبنا عما حدث وحين وصلا إلى كيوتو وجد مدير المحطة ينتظره بنفسه على الرصيف ليقدم له هو الآخر إعتذاره عما حدث في محطة طوكيو ومؤكداً أن ذلك لن يحدث ثانية .

وإختتم كاتبنا هذا الموقف تأكيده: لصديقه الياباني أنها مزحة والذي بدا متعجباً وفغر فاه في دهشة قائلاً لماذا؟

فأجابه لأن تلك مسألة عادية جداً بمقاييسنا وهي يمكن أن تحدث في أي مكان! فقال له صديقه الياباني ولكنها لا تحدث في اليابان .

لعلي هنا أتوقف وأتساءل بعد هذا الموقف اللطيف هل الإعتذار لإبتعاد البوابة بضعة سنتيمترات أمر مشروع أم مبالغ فيه ؟.

قد يكون في عالمنا العربي هذا الأمر ضرباً من الخيال ولكن ما هي الحدود المنطقية لكي يعتذر المسؤول،

وقبل الإعتذار أترانا نستطيع معاتبة أحد المسؤولين وقبل ذلك كله هل هو يخطي أصلاً؟

لماذا المسؤول هناك يعتذر، إن أخطأ ولماذا يستقيل إن أخفق وماذا يا ترى يصنع الياباني لو كان الأمر أكبر من ذلك .

.

ولو كان ما يحدث في شؤون الكهرباء عندنا حدث عندهم من إنقطاعات وإيقافات للتيار الكهربائي وتحديداً أوقات سريان التيار الكهربائي للمصانع في وقت الذروة كيف تراه يكون إعتذار مسؤول الكهرباء .

لو كان نفوق الإبل حدث عندهم وإن كان ذلك مستحيلاً (ولعل أي حيوان آخر يكون السبب) كيف يكون إعتذار المسؤول الزراعي .

ولو كان التعليم وإخفاقاته حدث في اليابان كيف كان إعتذار مسؤول التعليم .

ولو كانت الأنفاق والجسور تبدأ مشاكلها قبل أن يبدأ تشغيلها حدثت في اليابان كيف تراه إعتذار مسؤول البلدية .

ولو كانت حوادث المرور بأعدادها المخيفة من وفيات وإصابات حدثت عندهم كيف تراه كان مسؤول المرور والشرطة .

لو ولو ولو مئات اللوات ستظل تثيرها ولكن تبقى نتيجة واحدة لو كان ما يحدث عندنا حدث في اليابان لأصبحت اليابان من دول جامعة الدول العربية !!!

دار

طبعا المقال السابق منقول من بريدي الالكتروني

احببت ان نتناقش حول موضوع الاعتذار ..
لماذا نعتبر ان الاعتذار دائما ماهو الا دليل ضعف وخنوع .. في حين انه من الرائع ان يعتذر المخطئ عن خطئه..
في هذا المقال اعتذر كل مسئول ياباني عن خطأ غير مقصود .. وربما هو في الواقع ليس خطأ بقدر ماهي تهكم من الكاتب عن حال مشابه في اوطاننا العربية ..
بل اكاد اجزم ان سائق هذا القطار ربما عوقب على فعلته الشنيعة ..
بينما عندنا يخطئ المخطئ ويكابر ويجاهر بخطئه كأنه قام بعمل بطولي ..

متى نتعلم ان الاعتذار هو ثقافة المتحضرين …

دار

بارك الله فيك
فعلاً موضوع راق ومهم جداً
وياليت تسود مجتماعاتنا العربية ثقافة الاعتذار
يعنى الاعتراف بالخطاء
ثم محاولة عدم الوقوع فيه ثانية
فرصة لنكون افضل وافضل
احترام الاخريين والاعتذار لايعنى ابداً ضعف وخنوع
بل العكس الانسان القوى هو الذى يعترف بخطائه ويعتذر عليه
وافر التقدير

موضوع مهم حقا…ومفيد ايضا…
الكثير من الناس يعتبر الاعتذار تنازل وضعف للشخصية….ولكن الاعتذار يعبر عن سمو النفس وهو ايضا كما قلتي لغة المتحضرين….
ويجب على من يخطئ ان يعتذر لان الاعتراف بالحقة فضيلة والاعتذار اشضا فضيلة….
جزاك الله الف خير…
تقبلي مروري وتقيمي
بدأت مع بناتي الصغيرات تعوديهن عند الخطأ يجب ان تعتذر .. حتى عندما اخطئ مع احداهما فاني اعتذر لها .. لتتعود ان الاعتذار شيئ طبيعي
ليتنا جميعا نعلم ابناءنا ان الاعتذار فعل جميل …
واننا عندما نعتذر عن خطأ قمنا به فاننا نبني علاقة طيبة مع من حولنا لانهم سيعرفون كم نحترمهم ونخشى ان نفقدهم

شكرا غالياتي على المرور الكريم

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.