تجربتي الشخصية "افتحي النافذة فثمة ضوء " 2024.

تجربتي الشخصية "افتحي النافذة فثمة ضوء "

عزيزاتي ان شاءالله تكونوا كلكم بخير وبأحسن حال
بتمر علينا في حياتنا كثير من المواقف او المنعطفات التي تغير حياتنا وترسم وجهاً مختلفاً للمستقبل

تجربتي كانت عبارة عن تحدٍ وتصميم على الوصول لهدفي مهما كلفني ذلك ومهما كانت الصعوبات

سأروي لكم القصة من بدايتها … لن أنسى ذلك اليوم ماحييت لأنه اليوم الذي رسم المستقبل "مستقبلي " امام عيوني كما قلت لكم يوما ً ان والدتي كل سنة كانت تصطحبنا لزيارة بيت جدي في الضفة الغربية "فلسطين " وفي يوم عندما كنت في الصف السادس الابتدائي طلبت مني عمتي رحمها الله ان ارافقها هي وابنتها لزيارة ابنها في احد سجون اليهود لعنهم الله وانا تشجعت جداً للفكرة ولكن لم اكن ادرك حجم المعاناة التي كانت تنتظرنا فهذا السجن في مكان ٍ بعيد غير مخدوم بالمواصلات في ذلك اليوم مشينا الكثير من الكيلوهات وعندما وصلنا للسجن كان اليهود قد نقلوا ابن عمتي لسجن بعيد في منطقة "النقب"

هذه الحادثة ودموع عمتي حرقت قلبي وجعلتني أعيد التفكير في حياتي بالرغم من صغر سني فالقهر الذي تعرضت له عمتي وغيرها الكثيرات من النساء الفلسطينيات جعلني أصر على دراسة القانون لعلي من خلاله اساعد عمتي والكثيرات غيرها على تحصيل حقوقهن ومازاد قهري واصراري ان عمتي توفيت قبل ان تنعم برؤية ابنها

يوما ً بعد يوم كبر الحلم وازدادت المصاعب فبعد اكمالي للثانوية سألني الجميع عن توجهاتي وعن ماهو التخصص الذي سأدرسه فأجبت بأني سأدرس " القانون"

جميع من حولي وقف ضد اختياري ووضع العراقيل امامي حتى ان والدتي نفسها لم تقبل بذلك التخصص الذي بنظرها بأنه غير مناسب للفتاة …ولكن في ظل هذا الرفض الشديد لدراستس كان هناك ثمة امل وضوء وتمثل ذلك الضوء بوالدي أطال الله عمره الذي ساندني بالرغم بأن أحواله المادية في تلك الفترة لم تكن جيدة وتخصص القانون تخصص مكلف جدا ً الا انه أصر على تدريسي ماحلمت به عمراً كاملاً

دراستي كانت اربعة سنين مضنية ومتعبة جداً كنت في بعض الاحيان أوصل الليل بالنهار حتى اتفوق في دراستي وارد جميل ابي وثقته العالية بي وايمانه بقدرتي …كان ضغط الدراسة علي ّ كبيراً لأني كنت ُ مضطرة لإنزال ساعات ٍ دراسية كبيرة لتخصص ٍ يمتاز بصعوبته …مرت النوات الاربع بحلوها ومرها والحمد لله تحققت امنيتي بفضل الله وكرمه