أهم ملامح شخصيتها:
وفضائل الصحابية الجليلة بريرة كثيرة ذكرتها كتب السيرة والسنة في مواضع كثيرة لا تحصى، وكان لها نصيب وافر في خدمة السيدة عائشة والرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك في الجهاد في سبيل الله حيث كانت تخرج مع السيدة عائشة تؤدي دورها مع الصحابيات الأخريات من سقاية المجاهدين وتطبيب الجرحى.
والثابت أن الصحابية الجليلة بريرة كانت دائما في خدمة السيدة عائشة رضي الله عنها وكذلك الرسول (صلى الله عليه وسلم)
وكانت ذات شجاعة نادرة وبطولة.
وليس عجبا أن تكون كذلك فهي تعيش مع السيدة عائشة أم المؤمنين وابنة الصديق وزوجة الرسول صلى الله عليه وسلم..
وكانت بريرة مثالاً في الكرم والجود والعطاء، وعاشت صابرة مؤمنة تحافظ على دينها وإسلامها وكانت حياتها مثال الزهد والتقوى،
والخوف من الله.
ومن مواقفها مع الرسول صلي الله عليه وسلم:
تحكي لنا كتب السيرة أن لهذه الصحابية موقفاً مشرفاً مع السيدة عائشة وكذلك مع رسول الله( صلى الله عليه وسلم) في حادثة الإفك
قبل نزول البراءة من الله، حيث إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) سأل واستشار من حوله من الأصحاب والأقارب
فيما يقال عن عائشة رضي الله عنها
قبل نزول القرآن بالبراءة، فسأل أسامة بن زيد وعلياً بن أبي طالب، فأشار أسامة بن زيد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود..
فقال: يا رسول الله اهلك ولا نعلم إلا خيرا.
أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وان تسأل الجارية تصدق الخبر
وأراد الإمام علي بن أبي طالب( رضي الله عنه) أن يهون الأمر على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهو لم يصدق ما يزعمه المنافقون
وأيضا أشار عليه أن يسأل الجارية عن أخلاق وأحوال السيدة عائشة والجارية هي الخادمة الملازمة لسيدتها بالبيت
فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالجارية بريرة
فقال لها: “أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة”؟
فقالت بريرة: والذي بعثك بالحق إن ما رأيت عليها أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها
فتأتي الداجن -الدواجن- فتأكله.
وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان في بريرة ثلاث سنن إحدى السنن أنها أعتقت فخيرت في زوجها
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الولاء لمن أعتق ).
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والبرمة تفور بلحم فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت فقال ( ألم أر البرمة فيها لحم ).
قالوا بلى ولكن ذلك اللحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة.
قال: عليها صدقة ولنا هدية. (2)
وقال عبد الواحد بن أيمن عن أبيه: دخلت على السيدة عائشة
فقلت: يا أم المؤمنين، إني كنت لعتبة بن أبي لهب، وقد اشترط من باعوني الولاء، فمولى من أنا؟
فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: يا بني دخلت علي بريرة وهي مكاتبة
فقالت: اشتريني.
قلت: نعم.
فقالت: انهم لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي.
فقلت: لا حاجة لي فيك.
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ما بال بريرة؟”، فأخبرته.
فقال صلى الله عليه وسلم “اشتريها فأعتقيها ودعيهم فيشترطون ما شاؤوا” فاشتريتها فأعتقتها،
فقال: “الولاء لمن أعتق، ولو اشترطوا مائة مرة”.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني
فقلت إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت.
فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من عندهم ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس
فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع النبي (صلى الله عليه وسلم)
فأخبرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ).(3)
عن عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم- أي مخاطبا بريرة – : لو راجعته.
قالت: يا رسول الله تأمرني؟
قال: إنما أنا أشفع.
قالت: لا حاجة لي فيه.(4)
قال ابن حجر في الفتح: (فلا حاجة لي فيه): أي فإذا لم تلزمني بذلك لا أختار العود إليه.
وقد وقع في الباب الذي بعده "لو أعطاني كذا وكذا ما كنت عنده ". أ. هـ
وهذا يدل على استعدادها التام لقبول تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم لو كان على سبيل الوجوب.
وعن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبدا اسود، يسمى مغيثا بن جحش وكان حرا، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم فيها اربع قضيات:
أن مواليها اشترطوا الولاء فقضى أن الولاء لمن اعتق، وخيرت فاختارت نفسها،
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أراه يتبعها في سكك المدينة يعصر عينيه عليها.
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كانت في بريرة ثلاث سنن: عتقت، فخيرت في زوجها
وقال النبي صلى الله عليه وسلم والبرمة على النار تفور بلحم، فقرب إليه من أدم البيت
فقال: “ألم أر البرمة”؟
قالوا: بلى، ذلك لحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة.
قال: “هو عليها صدقة ولنا هدية”.
ويذكر ابن عباس رضي الله عنهما: ان زوج بريرة يوم اعتقت كان عبداً لبني المغيرة أسود يقال له مغيث، والله لكأني به في طرق المدينة يتبعها ودموعه تنحدر يترضاها فأبت.
وهي تقول: لا حاجة لي فيك.
وعن ابن سيرين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بريرة، فكلمها فيه، فقالت: يارسول الله، أهو واجب، قال: “لا إنما أشفع له”.
عن عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أن ألي هذا الأمر
فكانت تقول: يا عبد الملك إني لأرى فيك خصالا وخليق أن تلي أمر هذه الأمة فإن وليته فاحذر الدماء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " إن الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق.(5)
وفاتها:
وتوفيت الصحابية الجليلة بريرة (رضي الله عنها)
في زمن خلافة يزيد بن معاوية
كما جاء ذكر ذلك في الطبقات لابن سعد والمستدرك والاستيعاب وأسد الغابة وأعلام النساء
فرضي الله عن بريرة وأدخلها فسيح جناته.
المصادر:
[1] ابن عبد البر: الاستيعاب 4/1795.
[2] رواه البخاري: باب الحرة تحت العبد، وباب لا يكون بيع الأمة طلاقها رقم (4809، 4975)، 5/1959، 5/2022.
[3] رواه البخاري: باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس وأبواب أخرى رقم (2424)، 2/904 وصفحات متفرقة.
ورواه مسلم: باب إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ رقم (3850)، 4/213 وصفحات متفرقة.
[4] رواه البخاري: باب شفاعة النبيعلى زوج بريرة رقم (4979)، 5/2023.
[5] رواه الهيثمي في مجمع الزوائد رقم (123109)، 7/582. وهو ضعيف.
موضوع غايه في الروعه
جزاكِ الله خيرا
ورزقكِ الله الفردوس الاعلى من الجنه
لا حرمنا من مواضيعكِ القيّمه
وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه
جزاك الله خير الجزاء اختي الحبيبة على ما قدمتي لنا
سلمت يمنياكِ
لاحرمك الله الأجر والثواب
رضي الله عنها وأرضاها ..
حياتها مثال للمرأة الصالحة ..
امرأة وفية .. سيرتها مشرفة وعطرة ..
سلمت أناملكِ غاليتي ع تعريفنا بهذه الصحابية التقية الزاهدة
وبوركت جهودكِ على إلقاء الضوء على هذه الشخصية الإسلامية الجليلة
لِـ يبقى جيل الصحابيات قدوة لنا نقتدي بهن
جزاكِ الله الفردوس الاعلى
جزاكن الله كل خير وجعلها في ميزانكن حسنات مضاعفة
ربي مايحرمني طلاتكن الراقية
لا جرمك الله اجر ما تقدمين